عقدت نائبة زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، بياتريكس فون شتورش، محادثات في البيت الأبيض هذا الأسبوع، في “زيارة مفاجئة” تلقي الضوء على تعزز الروابط بإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد أن أعرب جيه دي فانس نائب الرئيس عن دعمه للحزب عقب توليه منصبه مباشرة، حسبما نقلت “بوليتيكو” عن شخصين مطلعين.

ورافق فون شتورش في زيارتها يواخيم باول، وهو سياسي من حزب البديل من ولاية راينلاند-بالاتينات في غرب ألمانيا، يخوض سباقاً على منصب عمدة مدينة لودفيجسهافن، لكنه استُبعد من السباق الانتخابي وسط نزاعات قضائية.

وبحسب ما قاله المصدران، فقد التقت فون شتورش وباول بمسؤولين من مجلس الأمن القومي الأميركي، ووزارة الخارجية، ومكتب نائب الرئيس جيه دي فانس.

وقال مسؤول في حزب البديل، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنهما لم يلتقيا نائب الرئيس بشكل مباشر.

وأكد مسؤول في البيت الأبيض انعقاد الاجتماع، مشيراً إلى أن ممثلين من مجلس الأمن القومي ومكتب نائب الرئيس ووزارة الخارجية قد حضروا.

قضايا سياسية

وأوضح مسؤولو حزب البديل والبيت الأبيض أن المحادثات ركزت على قضايا المشاركة الديمقراطية وإجراءات الانتخابات في ألمانيا. وتم تقديم باول، الذي أبطلت محكمة ألمانية ترشحه لمنصب العمدة في وقت سابق من هذا العام، كدراسة حالة لما يصفه الحزب بتضييق متزايد على الحريات السياسية في ألمانيا.

وكان فانس قد أثار انتقادات واسعة في فبراير الماضي خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، بعدما تساءل عن جدوى ما يسمى بـ “الجدار العازل” الذي تفرضه القوى السياسية التقليدية في ألمانيا لمنع حزب البديل من المشاركة في الحكم. وتقول الأحزاب الرئيسية إن هذه السياسة تهدف إلى تجنب تكرار تجربة ألمانيا النازية.

وفي خطاب ركّز على التمثيل الديمقراطي، جادل فانس بأن استبعاد الحزب اليميني المتطرف من الحوار يقوّض شرعية أصوات الناخبين.

وقال: “لا مكان للجدران العازلة”، في تصريحات فسّرها معظم المراقبين على أنها موجهة مباشرة إلى السياسة الألمانية. ولاحقاً في ميونيخ، ذهب فانس أبعد من ذلك وعقد اجتماعاً مع أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل. 

قضية نجل بولسونارو

كما تناولت الاجتماعات في واشنطن قضية إدواردو بولسونارو، نجل الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، الذي حكم عليه الأسبوع الماضي بالسجن 27 عاماً بتهمة محاولة انقلاب بعد خسارته في انتخابات عام 2022.

ويُعتبر إدواردو، النائب في البرلمان البرازيلي الذي يواجه أيضاً اتهامات جنائية، شخصية مثيرة للجدل. إذ يعيش حالياً في الولايات المتحدة في منفى اختياري، وقد أقام علاقات وثيقة مع شبكات يمينية في أميركا وأوروبا، مقدماً نفسه كمدافع عن القضايا المحافظة وناقد قوي للحكومات اليسارية في أميركا اللاتينية.

وأصبح بذلك مرجعاً متكرراً للسياسيين اليمينيين المتطرفين الباحثين عن تضامن دولي. 

وقال مسؤول من حزب البديل إن المحاورين الأميركيين قدموا خلال الاجتماعات مواد تعريفية حول القوانين الانتخابية، وأبدوا قلقهم من احتمال فرض قيود على حرية التعبير في ألمانيا.

ووفقاً لمسؤول الحزب، فقد كان الموقف الأميركي واضحاً وهو أن “الأميركيين لا يقبلون فرض قيود على حرية التعبير، وإذا حدث أمر كهذا في الولايات المتحدة فلن يكون بمقدور السلطات استبعاد المرشحين من القوائم بهذه السهولة”.

وبحسب المصادر، فقد حصلت الرحلة على موافقة الهيئة الوطنية للحزب وكتلته البرلمانية. ومن المتوقع أن تواصل فون شتورش وباول زيارتهما في واشنطن لعدة أيام إضافية، تشمل اجتماعات متابعة في وزارة الخارجية.

شاركها.