حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، من وجود إطار زمني قصير للغاية للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف حرب غزة، معبراً عن أمله في اسئناف قطر لدورها كوسيط، إلى جانب مصر، في المحادثات بين حماس وإسرائيل، فيما نقل مسؤولون إسرائيليون عن الجيش أن الهجوم البري قد بدأ على مدينة غزة.
وقال روبيو، أثناء مغادرته تل أبيب متوجهاً إلى الدوحة، إن قطر والولايات المتحدة تقتربان من وضع اللمسات النهائية على اتفاق معزّز للتعاون الدفاعي، واضاف: “لدينا شراكة وثيقة مع القطريين”.
ودعا الوزير الأميركي قطر إلى مواصلة دورها كوسيط بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب الدائرة في غزة، محذراً من أن هناك “فرصة زمنية قصيرة للغاية للتوصل إلى اتفاق”.
وتعرضت العاصمة القطرية الدوحة لهجمات إسرائيلية بدعوى استهداف قادة بحركة حماس، وسط جدل بشأن حصول إسرائيل على ضوء أخضر من الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لقطر التي توجد بها أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.
وأضاف روبيو: “إذا كانت هناك دولة في العالم قادرة على المساعدة في الوساطة، فهي قطر.. إنهم من يستطيعون القيام بذلك”.
وقال: “بدأ الإسرائيليون بشن عمليات هناك (مدينة غزة).. لذا نعتقد أن أمامنا فترة زمنية قصيرة جداً للتوصل إلى اتفاق.. لم يعد أمامنا أشهر، وربما أمامنا أيام، وربما بضعة أسابيع”، وفق ما نقل موقع “تايمز أوف إسرائيل”.
وكان مسؤولان إسرائيليان قالا لموقع “أكسيوس”، إن روبيو، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب “تدعم العملية البرية في مدينة غزة”، مشدداً على ضرورة تنفيذها بسرعة وإنهائها في أقرب وقت ممكن، فيما نقل مسؤولون إسرائيليون عن الجيش أن الهجوم البري قد بدأ بالفعل.
استهداف المنازل وخيام النازحين
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الضربات الجوية استهدفت منازل وخياماً للنازحين خصوصاً في مدينة غزة، أسفرت عن سقوط فلسطينيين.
ويتأهب الجيش الإسرائيلي لاجتياح كامل لمدينة غزة وضواحيها، حيث تتمركز عشرات الدبابات والاليات المدرعة في مناطق شمال وشرق وجنوب المدينة.
ووصف الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل ليلة الثلاثاء بأنها “الأعنف والأكثر دموية” في مدينة غزة، موضحاً أن الغارات الجوية تركزت على منازل وخيام تؤوي نازحين في أحياء تل الهوى والصبرة والدرج والشيخ رضوان والكرامة والمخابرات ومخيم الشاطئ في غرب غزة.
واضطرت مئات العائلات إلى افتراش الأرض والمبيت على أرصفة الطرقات المدمرة في مدينة غزة، بوقت يتواصل فيه النزوح نحو وسط وجنوب قطاع غزة.
وبحسب الناطق باسم الدفاع المدني، لا يزال أكثر من 800 ألف فلسطيني في مدينة غزة، حيث يضطر الناس للنزوح ثم يعود كثير منهم إلى غزة بسبب عدم وجود اماكن ولا خيام ولا طعام ولا ماء.
واستقبل مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، صباح الثلاثاء، “8 ضحايا معظمهم أشلاء بينهم أطفال ونساء ونحو 40 إصابة”، وفق مدير عام المستشفى محمد أبو سلمية، جراء استهداف الطيران الإسرائيلي مربعاً سكنياً في محيط منطقة الأمن بمنطقة الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة.
كما لقي 3 فلسطينيين على الأقل حتفهم باستهداف شقة سكنية بدير البلح وسط القطاع. ويقول فلسطينيون إنه لا توجد أماكن آمنة في كل مناطق قطاع غزة.
هجوم حتى نهاية العام
وتشير التقديرات داخل المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) بشأن الجدول الزمني للعمليات العسكرية في إطار التصعيد الهادف إلى احتلال مدينة غزة، إلى أن الهجوم سيُستكمل حتى نهاية العام الجاري، أي خلال ما يزيد عن ثلاثة أشهر، فيما حذّرت عائلات الأسرى الإسرائيليين من تداعيات التصعيد وحملت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن حياة ذويها.
يشمل ذلك، وفق ما ذكرته “القناة 12 الإسرائيلية”، الإثنين، “السيطرة على مدينة غزة وتطهير بنيتها التحتية، بما في ذلك الأنفاق”. وأوضحت القناة أن هذا التقدير يتماشى مع ما طرحه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بشأن إمكانية إنهاء الحرب مع نهاية العام.
وبحسب التقرير، لن يقتصر التصعيد على مدينة غزة، بل يشمل أيضاً مخيمات وسط القطاع، التي قالت إن الجيش الإسرائيلي “لم يُطهّرها بعد”. وأشارت إلى إمكانية احتلالها، أو تطويقها، أو محاولة فرض سلطة بديلة على نحو 95% من مساحة القطاع.
ونقلت القناة عن مصدر أمني أن عدد سكان غزة، الذين أُجبروا على النزوح جنوباً نحو المناطق التي يصفها الاحتلال بـ”الإنسانية” بلغ نحو 320 ألفاً، فيما لا يزال مئات الآلاف داخل المدينة. ومع ذلك، وتقدر الأجهزة الأمنية أن هذا العدد “يسمح ببدء” الاجتياح البري.