قرر مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية الرسمية الانسحاب من مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) 2026 المقرر إقامتها في مايو المقبل بفيينا، وذلك في حال السماح بمشاركة إسرائيل، لتنضم إسبانيا إلى سلسلة من الدول الأوروبية التي اتخذت موقفاً مشابهاً احتجاجاً على الحرب في غزة.

وبذلك تصبح إسبانيا خامس دولة تعلن انسحابها بعد هولندا وسلوفينيا وآيسلندا وأيرلندا، لكنها الأولى من بين ما يعرف بـ”الدول الخمس الكبرى” (Big Five)، التي تشمل أيضاً بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا، والتي تحظى بتأهل مباشر إلى النهائيات كل عام.

ووفقاً لبيان رسمي، حصل مقترح رئيس الهيئة خوسيه بابلو لوبيث على 10 أصوات مؤيدة مقابل 4 معارضة وامتناع واحد عن التصويت.

جدل سياسي

تُقام مسابقة “يوروفيجن” منذ عام 1956 بمشاركة عشرات الدول الأوروبية، إضافة إلى دول من خارج القارة مثل أستراليا وإسرائيل، وتؤكد دائماً على كونها حدثاً “غير سياسي” يركز على الموسيقى والثقافة، ومع ذلك، كثيراً ما طغت الاعتبارات السياسية على أجوائها، وسبق أن شهدت المقاطعة أو الانسحابات لأسباب مشابهة.

إسرائيل، التي انضمت إلى المسابقة عام 1973 عبر عضويتها في اتحاد البث الأوروبي، أصبحت على مدار العقود محور جدل متكرر، فقد سبق أن دعت حملات فنية وثقافية أوروبية إلى مقاطعة مشاركاتها احتجاجاً على سياساتها تجاه الفلسطينيين.

في نسخة 2025 الأخيرة، أثار وصول المغنية الإسرائيلية يوڤال رافائيل إلى المركز الثاني رغم الاعتراضات جدلاً واسعاً، فيما دعا الفائز النمساوي “جيه جيه” علناً إلى استبعاد إسرائيل من نسخة 2026.

تاريخ المقاطعة والانسحابات

المقاطعة ليست جديدة على “يوروفيجن”، ففي الثمانينيات، انسحبت عدة دول من المسابقة احتجاجاً على سياسات جنوب أفريقيا في فترة الفصل العنصري، كما شهدت انسحابات لأسباب مالية أو سياسية، لكن الانسحاب المرتبط بمشاركة إسرائيل بات أكثر وضوحاً خلال العامين الأخيرين، إذ تزايدت الضغوط على اتحاد البث الأوروبي من جانب منظمات المجتمع المدني والفنانين من أجل رفض مشاركة إسرائيل.

الانسحاب الإسباني المرتقب، إذا تم، سيكون الأكثر تأثيراً حتى الآن لكونه صادراً عن دولة من “الخمس الكبار”، مما قد يفتح الباب أمام مزيد من الانقسامات داخل العائلة الأوروبية الموسيقية، ويضع ضغوطاً إضافية على اتحاد البث الأوروبي، لاتخاذ موقف حاسم من مشاركة إسرائيل في المسابقة المقبلة.

شاركها.