– رغد عثمان
شهدت بطولة “نصر سوريا” بالملاكمة منافسات عبر 58 مباراة، بين 83 ملاكمًا من فئتي الشباب والرجال، بعد فترة من التوقف.
البطولة التي انتهت في 7 من أيلول الحالي، احتضنتها صالة البطولات في مدينة الحمدانية الرياضية بمدينة حلب، بمشاركة عشر محافظات سورية، فيما تغيبت عن المشاركة كل من محافظات: دمشق، اللاذقية، درعا، السويداء، واستمرت البطولة ثلاثة أيام متتالية.
وتصدر ملاكمو حلب قائمة الميداليات عن فئة الشباب بـ21 ميدالية ذهبية، منها ست فضيات، وخمس برونزيات.
جاءت الحسكة بالمركز الثاني، وحصد لاعبوها ميداليتين ذهبيتين، وثلاث فضيات، ثم ريف دمشق، بذهبيتين وفضية واحدة، وحمص بذهبيتين وأربع برونزيات، وحماة بذهبيتين.
حصلت دير الزور على أربع فضيات، وإدلب على فضيتين وأربع برونزيات، والرقة فضية وثلاث برونزيات، وطرطوس فضية وبرونزية.
فيما حصل فريق الحرفيين على فضة وبرونزية.
بداية مبشرة
تمثل عودة النشاط الرياضي في حلب بعد سنوات من التوقف “ولادة جديدة للرياضة الحرة في سوريا”، إذ إن بطولة “نصر سوريا” ليست مجرد بطولة رياضية، بحسب ما قاله البطل الدولي السابق في الملاكمة محمد مليس، ل، بل رسالة بأن الحياة تنتصر دائمًا.
ووصف مليس اللاعبين الشباب بأنهم كانوا أبرز ما ميز البطولة بأدائهم وحماستهم، وأن مستواهم الفني مبشّر، إذ أظهروا روحًا عالية من التحدي، مضيفًا أن هناك عدة فرق لفتت الأنظار بأدائها، خاصة تلك التي جاءت من مناطق عانت ظروفًا قاسية من حصار وقصف، مؤكدًا أن مجرد حضورها ومنافستها هو “فعل مقاومة يستحق الاحترام”.
وفي حديثه عن المستقبل، يرى أن الملاكمة السورية أمام بداية حقيقية قائمة على الكفاءة والجهد بعيدًا عن التسييس والإقصاء.
واختتم مليس حديثه، بأنه على استعداد كامل لدعم لاعبي حلب، ومنتخبات سوريا الحرة، بخبراته وعلاقاته الدولية، بهدف إعادة الملاكمة السورية إلى مكانتها الإقليمية والعالمية، معتبرًا ذلك “مسؤولية وطنية قبل أن تكون رياضية”.
تقييم إيجابي
رئيس اللجنة الفنية للملاكمة في حلب، عبد القادر شيخ العشرة، أوضح ل أن الهدف من إقامة البطولة هو إحياء النشاط الرياضي بعد توقف طويل، واقتصار اللاعبين على التدريبات دون خوض أي منافسات، كما أنها تعتبر فرصة لتقييم أداء الفرق والملاكمين أيضًا.
ونالت البطولة من الناحية التنظيمية والفنية تقييمًا إيجابيًا من مختلف المحافظات المشاركة، بحسب قول شيخ العشرة، مضيفًا أن أداء فئة الشباب بالمنافسة كان جيدًا جدًا، فيما كان مستوى الرجال متوسطًا، وعن التحكيم في البطولة يرى أنه كان ممتازًا ونتائجه عادلة.
وكشف شيخ العشرة عن وجود مقترح لتنظيم دورة دولية في حلب تحمل اسم مناسبة وطنية، بمشاركة دول عربية وإقليمية، مشيرًا إلى أن نجاح بطولة “نصر سوريا” شكّل حافزًا لدعم هذه الفكرة، لكنه بانتظار تشكيل اتحاد الملاكمة الجديد.
كما تحدث عن مشروع رياضي للملاكمة وهو “من الطفولة إلى البطولة”، الذي يستهدف اكتشاف ورعاية المواهب ابتداء من عمر عشر سنوات ولمدة ست سنوات متواصلة، وصولًا إلى إعداد أبطال قادرين على تمثيل سوريا في المحافل الدولية وحتى الأولمبياد.
وعن غياب بعض المحافظات عن البطولة، أوضح شيخ العشرة أن بعض المحافظات اعتذرت عن عدم المشاركة بسبب ضعف الإمكانيات المالية، إذ يشكل الدعم المادي تحديًا بالنسبة لهم، ودعا الداعمين والجهات المعنية إلى تقديم الدعم المادي اللازم لإنجاح هذا المشروع.
منافسة بعد ركود رياضي
من جهته، قال مدير دائرة ألعاب القوة في حلب، نور شمسة، في تصريح ل، إن تسمية البطولة بـ”نصر سوريا” جاء انسجامًا مع الحالة العامة التي يعيشها السوريون، من جماهير ورياضيين.
وأضاف أن هذه البطولة مهمة، خاصة أن اتحاد الملاكمة في دمشق لم ينظم أي نشاط منذ أكثر من عام ونصف، ما جعل الرياضيين في حلب وسوريا عمومًا متعطشين لخوض المنافسات.
وأضاف أنه على الرغم من الطابع الودي للبطولة، كانوا في حلب سبّاقين لاستضافة هذا الحدث ودعوة معظم المحافظات للمشاركة فيه.
وأشار شمسة إلى أن الدعم الذي قدمته مديرية الرياضة والشباب كان “فوق الجيد” قياسًا بالإمكانيات المتاحة، مؤكدًا أن لهذه البطولات انعكاسات إيجابية أسهمت في إخراج اللعبة من حالة الركود التي عاشتها على مدى عامين بسبب توقف النشاطات.
وحول وضع الملاعب، أوضح شمسة أن حلب لا تمتلك سوى صالتين لممارسة اللعبة، إحداهما قديمة جدًا بتجهيزاتها في صالة الشهباء، والأخرى حديثة تابعة للمديرية، مجهزة بوسائل تدريب متطورة ومزودة بحلبات أجنبية عالية المستوى، وقد خُصصت لتكون صالة لمنتخب الملاكمة و”الكيك بوكسينغ”.
ويطمح شمسة إلى أن تكون في حلب أكثر من صالة، “فهي عاصمة الرياضة، وتستحق أن تحتضن المزيد من المنشآت الرياضية المتخصصة”، حسب تعبيره.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي