قالت مصادر مطلعة، الأربعاء، إن مفاوضات زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى العاصمة الصينية بكين وترتيبات اللقاء مع نظيره الصيني شي جين بينج، دخلت “مرحلتها النهائية”، وسط توقعات بأن تتضمن مخرجات الزيارة تعهدات صينية بشراء كميات ضخمة من السلع الأميركية.

ويأتي هذا التطور في أعقاب الجولة الرابعة من المحادثات التجارية بين البلدين في إسبانيا، وقبيل اتصال هاتفي مرتقب، الجمعة، بين ترمب وشي.

وقالت صحيفة The South China Morning Post (SCMP) ومقرها هونج كونج، إن التركيز في المفاوضات ينصب حالياً على “زيارة الدولة” المحتملة لترمب إلى بكين، والتي ستكون الأولى لرئيس أميركي منذ عام 2017.

وأشار مصدران مطلعان بشكل مباشر على المفاوضات لـSCMP، إلى أن المحادثات بشأن الزيارة شهدت “تقدماً كبيراً”، وأضافا أن الجانبين يضعان “اللمسات الأخيرة”.

وقال أحد المصادر، الذي رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن “بعض الأمور الصغيرة ما زالت عالقة، لكن العقبات الرئيسية حُلت بالفعل. والأمور تتبلور الآن”.

ولفت إلى أن “المخرجات قد تشمل اتفاقاً جديداً لشراء سلع أميركية، ومن المرجح جداً أن تكون طائرات من شركة بوينج على القائمة”.

وذكر المصدر، أن “الصين وجهت دعوة زيارة رسمية لترمب في الأسبوع الأول من سبتمبر”، وهو ما يعني عادة أن الزيارة باتت “مؤكدة تقريباً”، وأن التخطيط لها في “مرحلة متقدمة للغاية”.

“إشارة انطلاق”

واعتبر المصدر، أن “الدعوة الرسمية أشبه بإشارة انطلاق بداية سباق 100 متر، مع اقتراب خط النهاية”. وأردف: “هناك إرادة سياسية قوية من الجانبين لإنجاحها، وكلاهما يريدان تقديم هذا الحدث الدبلوماسي الكبير كإنجاز لجماهيرهما في الداخل”.

وأشار مصدر آخر، إلى أن الجانب الصيني “اقترح أن يستقل ترمب القطار السريع إلى مدينة ثانية، ويُرجح أن تكون شنغهاي، ضمن رحلته”.

وتعتبر بكين القطار فائق السرعة قصة نجاح وطنية تجسد تقدمها الاقتصادي والتكنولوجي، إذ تستغرق الرحلة البالغة 1300 كيلومتر بين بكين وشنغهاي 4 ساعات فقط على أحد أسرع قطارات العالم.

وستُعقد الدورة الثامنة من معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE) في شنغهاي بين 5 و7 نوفمبر المقبل، فيما سبق أن افتتح شي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فعالياته عام 2019.

وقالت SCMP، إن الجانب الأميركي لا يزال يدرس المقترح الصيني، وسط مخاوف من أن تكون الرحلة “مرهقة للغاية” لترمب البالغ من العمر 79 عاماً، إضافة إلى القلق من أن تُفسر على أنها “تنازل” لصالح بكين.

وقال أحد المصادر: “في نهاية المطاف، الرئيس ترمب هو من يقرر أين يريد أن يذهب، وماذا يريد أن يفعل في الصين. يبدو متحمساً شخصياً للزيارة، لكنه مضطر أيضاً للاستماع إلى فريقه”.

وأضافت المصادر، أن زيارة ترمب إلى الصين ستفتح الباب أمام شي لرد الزيارة إلى الولايات المتحدة العام المقبل.

ورجح المصدران، أن تكون رحلة الرئيس الأميركي بالتزامن مع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) الذي سيعقد في كوريا الجنوبية يومي 31 أكتوبر و1 نوفمبر.

وقال وزير الخارجية في كوريا الجنوبية تشو هيون الأربعاء، إنه سيناقش خلال زيارته لبكين مشاركة الرئيس الصيني في قمة أبيك.

وأشارت الصحيفة الصينية، إلى أن الجانب الأميركي شدد على ضرورة أن تشمل نتائج الزيارة التزاماً صينياً بشراء سلع أميركية كعنصر رئيسي يمكن الإعلان عنه خلالها.

وتجري شركة “بوينج” الأميركية محادثات مع الصين لبيع 500 طائرة تجارية إلى ثاني أكبر سوق للطيران في العالم، في ما قد يكون أول صفقة كبرى محتملة بين الجانبين منذ الولاية الأولى لترمب.

وتحتل مشتريات بكين من فول الصويا الأميركي مرتبة متقدمة على جدول أولويات واشنطن. ووفقاً لبيانات الجمارك، استوردت الصين عام 2024 نحو 20% فقط من فول الصويا من الولايات المتحدة، بانخفاض نسبته 41% مقارنة بعام 2016.

وفي الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، اشترت الصين 42.3 مليون طن من فول الصويا من البرازيل، مقابل 16.6 مليون طن فقط من الولايات المتحدة.

شاركها.