◄ التوجيهات السامية ليست مجرد كلمات تُبث وتُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ بل رسائل تحمل الطمأنينة والأمل والانتماء لكل مواطن
ريم الحامدية
في الخامسة تمامًا من يوم الثلاثاء في السادس عشر من سبتمبر 2025 لم تكن عقارب الساعة تخبرنا بمرور الوقت فحسب؛ بل جاءت لتفتح نافذة على الغد، حين جلس المواطنون أمام شاشات التلفزة أو مرَّت أمامهم الأخبار على هواتفهم، شعروا للحظة إنَّها ليست مجرد نشرة إخبارية عابرة؛ بل حدث يكتبه التاريخ في دفتر الأيام الوطنية ليظهر المذيع فيقول: توجيهات سامية تلامس حياة كل فرد على أرض وطننا الحبيب.
بدأت الكلمات بتوجه جلالته أيده الله بالشكر لله القدير على ما حبا به بلادنا العزيزة من أمن واستقرار، وكانت كلماته أقرب ما تكون إلى همس أب يُطمئن أبناءه؛ حيث يقف الوطن على أعتاب صفحة جديدة من الشفافية والمساءلة لم تكن حينها النشرة الإخبارية مجرد عبارات تُتلى؛ بل نبضاً قيادياً يتجسَّد في آلية واضحة لمساءلة ومحاسبة كل جهة حكومية وفق نتائج الأداء السنوي لتصبح كل خطوة على طريق التنمية مرئية، وكل إنجاز محسوبا بعين الرقيب العادل والقلب الحريص على الوطن.
التوجيهات السامية ليست مجرد كلمات تُبث وتُنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ بل رسائل تحمل الطمأنينة والأمل والانتماء لكل مواطن ولكل بيت ولكل شارع هناك معنى عميق؛ أن الوطن يرى يسمع ويفكر في تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة معًا، وأن كل مشروع وكل مبادرة لم تعد مجرد أرقام أو إجراءات؛ بل نبض يشعر به المواطن في لقمة عيشه، في صحة أبنائه وفي فرص مستقبله حتى اللحظات العابرة تصبح شاهدة على اهتمام الوطن به من سوق الحي إلى المدرسة ومن طريق المدينة إلى مسكن القرى البعيدة.
وفي كل توجيه سلطاني سامٍ، هناك رسالة إنسانية أن المواطن هو الوصلة وهو الغاية والوسيلة وهو الحلم الذي يبنى عليه المستقبل، وكان واضحًا أن التوجيهات لم تكتف بمعالجة بعض ما في الواقع بل توجهت نحو المستقبل ورسالة للجيل الشاب الذي نعول عليه بالكثير أن الأبواب ستظل مفتوحة، وأن العمل الجاد سيجد مكانه، وأن طاقتكم هي ثروة البلاد الحقيقية في كل كلمة هناك دعوة ضمنية للجيل الجديد أن يستقدم وأن يبدع وأن يكون حاضرًا في صناعة القرار عبر عمله ومُشاركاته.
هكذا تُصبح الساعة الخامسة في يوم اجتماع مجلس الوزراء أكثر من موعد إخباري، تتعداه لتُصبح موعدًا مع البشائر التي تطمئن الشعب ومع يقين أن الوطن ماضٍ بخطى ثابتة يقودها عقل بصير وقلب كبير، ومن بين سطور التوجيهات يطل الوطن في أبهى صورة، قائد وشعب، حلم وأمل، طريق وإنجاز، وأفق لا يحده إلا طموحنا المشترك.