تُشير أدلة جيولوجية جديدة عُثر عليها في الولايات المتحدة إلى أن حدث كوني كارثي ربما يكون قد قضى على حضارة كانت مزدهرة قبل نحو 13 ألف سنة.
واكتشف باحثون يُحللون عينات من الرواسب في كاليفورنيا وأريزونا ونيو مكسيكو الكوارتز المصدوم، وهو حبيبات معدنية صغيرة مشوهة تحت ضغط شديد، يعود تاريخها إلى حوالي 10800 قبل الميلاد.
يتشكل الكوارتز المصدوم عندما تتعرض المعادن لضغوط شديدة ومفاجئة، كتلك الناتجة عن اصطدام نيزك أو انفجار جوي واسع النطاق.
يشير وجود هذه المادة في المواقع إلى أن حدث كوني كارثي، ربما يكون انفجارًا جويًا أو حدث اصطدام نيزكي قد دمر على الأرجح أجزاء كبيرة من القارة، مما أدى إلى اشتعال حرائق الغابات، وزعزعة استقرار المناخ، والقضاء على العديد من حيوانات العصر الجليدي الضخمة التي كانت تجوب المنطقة.
تزامن تأريخ الكوارتز المصعوق مع الاختفاء السريع لشعب كلوفيس، وهي ثقافة صيد وجني متقدمة تقنيًا سيطرت على معظم أنحاء أمريكا الشمالية لقرون.
أظهرت الأدلة الأثرية أن أدواتهم الحجرية المميزة اختفت فجأة من السجلات بعد هذه الفترة بمدة بسيطة.
كما مثّل هذا التوقيت بداية عصر درياس الأصغر، وهو حدث تبريد مفاجئ ودراماتيكي استمر حوالي 1200 عام.
ولطالما اقترح بعض الباحثين، أن “مذنب يوم القيامة” العملاق مرّ عبر الغلاف الجوي للأرض، حجب ضوء الشمس، وعطّل تيارات المحيطات، وأغرق نصف الكرة الشمالي فجأة في حالة تبريد مفاجئة استمرت قرنًا من الزمان.
ويتشكل الكوارتز المصعوق عندما تتشوه الشبكة البلورية للمعادن بشكل لا رجعة فيه تحت ضغوط شديدة، غالبًا ما تكون أكبر بملايين المرات من الضغط الجوي الطبيعي.
تفاصيل الدراسة الجديدة
في الدراسة الجديدة، استُخرجت الحبيبات بعناية من طبقات رواسب مؤرخة بدقة ببداية عصر درياس الأصغر، وتزامنت بداية عصر درياس الأصغر (YD) بشكل وثيق مع حدثين مهمين: الانقراض المفاجئ لأكثر من 70% من الحيوانات الضخمة في أمريكا الشمالية، بما في ذلك الماموث والإبل والخيول والقطط ذات الأنياب الحادة، وانهيار مجمع كلوفيس التقني.
وجمع الفريق عينات من الرواسب من بلاك ووتر درو، نيو مكسيكو، وموراي سبرينغز، أريزونا، وأرلينغتون كانيون في جزيرة سانتا روزا، كاليفورنيا.
وبلاك ووتر درو هو موقع من نوع كلوفيس، حيث عُثر على أولى قطع أثرية تعود إلى كلوفيس أسفل سجادة سوداء عمرها 12800 عام، مما يُشير إلى بداية عصر درياس الأصغر ونهاية مجمع كلوفيس التقني.
وتشير أدلة الموقع إلى حدث كوني كارثي، تسبب في انقراض الماموث واضطراب بيئي كبير تزامن مع انقراض الحيوانات الضخمة وانخفاض كبير في أعداد السكان.