قال الدكتور أحمد سعد، استشاري أمراض الباطنة المقيم في موسكو، إن الاستثمار في الأبحاث الدوائية والعلاجية يمثل أحد أهم وجوه التقدم العلمي الذي يخدم البشرية، مشيرًا إلى أن تجربة لقاحات كورونا كانت مثالًا واضحًا على السباق الدولي بين الشركات والدول في هذا المجال.

وأضاف سعد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد فايق في برنامج “مصر تستطيع” المذاع عبر قناة dmc، أن صراع لقاحات كورونا أبرز كيف سعت كبرى شركات الأدوية، مثل “أسترازينيكا” و”فايزر”، إلى الاستحواذ على براءات الاختراع بسرعة، في ظل منافسة شرسة.

 

وأوضح سعد أن النموذج الروسي في إنتاج اللقاحات يختلف إلى حد كبير عن نماذج الدول الغربية، حيث يتم تطوير اللقاحات والأدوية في روسيا من خلال جهات حكومية وبتمويل غير هادف للربح، ما يعطي البحث العلمي الروسي طابعًا إنسانيًا أكثر من كونه تجاريًا، وهو ما وصفه بأنه “أكثر فائدة على المدى الطويل من مجرد إنتاج دواء لبيعه”.

 

وكشف الدكتور أحمد سعد عن مشروع علاجي جديد تعمل عليه مؤسسات بحثية روسية، يستهدف سرطان القولون، لكنه ليس لقاحًا تقليديًا، بل نموذج علاجي يعمل بآلية مشابهة للقاحات من حيث التأثير على الجهاز المناعي وطريقة الاستهداف.

وأضاف أن المشروع بدأ من سرطان الجلد، ثم توسع ليشمل القولون والرئة، مؤكدًا أن التجارب الحيوانية قد انتهت بالفعل، وتم الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر، مشيرًا إلى أن النتائج الأولية، بحسب الورقة البحثية الروسية، تظهر نسب نجاح تتراوح بين 60% و80%.

وأوضح سعد أن العلاج حاليًا في مراحل الترخيص، وأنه في حال نجاحه الكامل، سيُفتح الباب لتطبيق التقنية على أنواع أخرى من السرطانات، في خطوة قد تُحدث نقلة نوعية في طرق العلاج.

وتابع قائلا : أهمية أن تكون البحوث الطبية موجّهة لصالح الإنسان قبل أن تكون سلعة تجارية، معتبرًا أن التجربة الروسية تقدم نموذجًا يمكن أن يُحتذى به في الدول النامية التي تسعى لتطوير قدراتها الطبية والعلاجية.

المصدر: صدى البلد

شاركها.