وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى العاصمة الأميركية واشنطن، الخميس، وعقد اجتماعات مع مسؤولين من وزارتي الخزانة والخارجية، لمناقشة رفع العقوبات الأميركية المتبقية على سوريا عبر تمرير قرار في الكونجرس لإلغاء “قانون قيصر” الذي لا يسمح بالاستثمار في سوريا أو تقديم قروض لها.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية على منصة “إكس”، إن الوزارة تعمل مع سوريا من أجل “إعادة ربط اقتصادها بالنظام المالي العالمي بشكل مسؤول وآمن، مع مكافحة تمويل الإرهاب”.

وفي مبنى الكابيتول، التقى الشيباني مع العضو الجمهوري في مجلس النواب جو ويلسون، الذي قال على منصة “إكس” عقب اللقاء إن “قيادة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أتاحت فرصة تاريخية لفتح فصل جديد يعود بالنفع على الجميع”.

ودعا ويلسون الكونجرس إلى “التحرك الآن من أجل إلغاء قانون قيصر بشكل كامل”.

ويُذكر أن “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين”، والذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2020، سمي بهذا الاسم نسبة إلى ضابط منشق عن الجيش السوري سرّب صوراً لضحايا التعذيب. واستهدف القانون نظام الأسد وكل من يتعامل معه، خصوصاً في قطاعات الطاقة والبناء والتمويل.

وأصدرت إدارة ترمب إعفاءات مؤقتة من هذه العقوبات، إلا أن إلغاءها بشكل كامل يتطلب تصويتاً في الكونجرس.

“زيارة تاريخية”

وفي وقت سابق الخميس، قالت وزارة الخارجية السورية، إن زيارة الشيباني إلى واشنطن “تاريخية كونها الأولى منذ 25 عاماً لوزير خارجية سوري”، لافتةً إلى أنها “تشكل محطة فارقة في مسار العلاقات السورية–الأميركية بعد عقود من الانقطاع”.

واعتبرت الوزارة في تصريح نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن “الزيارة تعكس انفتاح سوريا على الحوار المباشر مع الولايات المتحدة سعياً لفتح صفحة جديدة من العلاقات”.

وأشارت إلى أن الزيارة “سيتم خلالها مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، بما يخدم مصالح الشعب السوري”.

ولفتت إلى أن “الزيارة تأتي قبل أيام من المشاركة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما يمنحها وزناً إضافياً ويؤكد جدية دمشق في إعادة بناء العلاقات الدولية على أسس جديدة قائمة على الاحترام المتبادل”.

مفاوضات سوريا وإسرائيل

وقال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام لـ”أكسيوس” الأربعاء، إنه يريد من سوريا أن تنضم رسمياً إلى التحالف ضد تنظيم “داعش”، وأن تمضي قدماً نحو اتفاق أمني جديد مع إسرائيل، لكي يدعم رفع العقوبات عن دمشق.

وأجرى الشيباني الأربعاء، في لندن محادثات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لمناقشة المقترح الإسرائيلي بشأن اتفاق أمني جديد بين البلدين.

واستمر اجتماع الشيباني وديرمر خمس ساعات برعاية المبعوث الأميركي توم باراك، لمناقشة الرد السوري على المقترح الإسرائيلي، وفقاً لمصادر مطلعة على الاجتماع.

وذكر أحد المصادر، أن محادثات لندن حققت تقدماً نحو اتفاق محتمل.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قال لصحافيين الأربعاء، إن المحادثات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج “في الأيام المقبلة”، معتبراً أن “الاتفاق ضرورة، ولكن التطبيع ليس على الطاولة الآن”.

وأضاف الشرع في تصريحات للصحافيين من دمشق: “الاتفاق الأمني ضرورة”، وذكر أنه سيتطلب احترام مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها، وأن يخضع لمراقبة الأمم المتحدة.

وأشار الرئيس السوري إلى أن “واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل”. ولفت إلى أنه “إذا نجح الاتفاق الأمني فمن الممكن التوصل إلى اتفاقيات أخرى، ولكن السلام والتطبيع ليسا على الطاولة الآن”.

وقال إن إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة على سوريا وما يزيد على 400 توغل بري منذ الثامن من ديسمبر، عندما أطاح هجوم المعارضة الذي قاده بالرئيس السابق بشار الأسد.

وأضاف الشرع أن أفعال إسرائيل تتناقض مع السياسة الأميركية المعلنة بأن تكون سوريا مستقرة وموحدة، ووصف تلك الأفعال بأنها خطيرة جداً.

وتابع قائلاً إن دمشق تسعى إلى إبرام اتفاق مشابه لاتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا لعام 1974 والتي أنشأت منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.

وأوضح أن سوريا تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية لكن إسرائيل تريد أن تبقى في مواقع استراتيجية سيطرت عليها بعد الثامن من ديسمبر، بما في ذلك جبل الشيخ. وقال وزراء إسرائيليون علناً إن إسرائيل تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة على تلك المواقع.

شاركها.