أبدت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي دعمهما لخارطة الطريق بشأن الحل في السويداء، التي أعلنت عنها الخارجية السورية والأردنية برعاية المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك.
وأعلنت الخارجية عن خارطة طريق للحل بالسويداء، في 16 من أيلول الحالي، أكدت أن السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا، وأن أبناءها مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات، وأن إنهاء فجوة الثقة بين الحكومة والسكان يتطلب خطوات متدرجة لإعادة بناء الثقة وإعادة دمج المحافظة بالكامل في مؤسسات الدولة.
وقالت الخارجية الأمريكية على حسابها بمنصة “إكس”، الخميس 18 من أيلول، إن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو ،أعرب عن “تفاؤله” إزاء التقدم المحرز في خارطة طريق السويداء، الرامية إلى تعزيز المساءلة والمصالحة، وضمان العدالة لضحايا ما سماها بـ”الفظائع”، و”حماية حقوق الأقليات في سوريا”.
وأكد روبيو، وفقًا للخارجية، أن “رؤية الرئيس ترامب المتمثّلة في تحقيق السلام عبر القوة” تواصل توجيه سياسة أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.
المتحدثة باسم الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أنيتا هيبر، قالت في بيان، مساء الخميس، إن الاتحاد الأوروبي يرحب بخارطة الطريق التي أعلنتها سوريا والأردن والولايات المتحدة لمعالجة الأزمة في محافظة السويداء.
ووفقًا للمتحدثة، فإن الاتحاد الأوروبي يشجع “التنفيذ السريع للاتفاق” واستمرار الحوار بين جميع الأطراف، بهدف التوصل إلى حل مستدام يحمي جميع السوريين دون تمييز ويحافظ على أمن سوريا واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها.
ويواصل الاتحاد الأوروبي، وفقًا للبيان، دعوته السلطات الانتقالية إلى ضمان انتقال سياسي شامل يلبي تطلعات جميع السوريين.
وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم باراك، علّق على خارطة الطريق على حسابه بمنصة “إكس”، في 17 من أيلول الحالي، قائلًا، “إن المصالحة تبدأ بخطوة واحدة. في السويداء، لا ترسم هذه الخريطة مسارًا للتعافي فحسب، بل مسارًا يمكن للأجيال القادمة من السوريين أن تسلكه وهم يبنون وطنًا يتمتع بالمساواة في الحقوق والواجبات للجميع”.
خارطة الطريق
في مؤتمر صحفي جمع كلًا من وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توم باراك، أعلن الشيباني التوصل إلى خارطة طريق “تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتعزز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأكدت الدول الثلاث التزامها بالعمل المشترك من أجل استقرار سوريا ووحدتها وسيادتها، ودعم عملية سياسية “شاملة بقيادة سورية”، تضمن مشاركة كل المكونات وتعكس التعددية الاجتماعية، مع التركيز على مكافحة الإرهاب والتطرف، وإنهاء الانقسامات المجتمعية.
ونصّت خارطة الطريق على جملة من الإجراءات العاجلة، من أبرزها:
- دعوة الحكومة السورية لجنة التحقيق الدولية المستقلة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها السويداء ومحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات وفق القانون السوري.
- استمرار إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى المحافظة بالتعاون مع الأمم المتحدة، وضمان عودة الخدمات الأساسية بدعم من الأردن والولايات المتحدة.
- نشر قوات شرطية مؤهلة على طريق السويداء– دمشق لتأمين حركة المواطنين والتجارة، وسحب المقاتلين المدنيين من حدود المحافظة واستبدالهم بقوات نظامية.
- دعم جهود الصليب الأحمر للإفراج عن جميع المحتجزين والمخطوفين واستكمال عمليات التبادل.
- يدعو الأردن بالتنسيق مع الحكومة السورية وفدًا من المجتمعات المحلية في السويداء (الدروز والمسيحيون والسنة)، ووفدًا آخر من ممثلي العشائر البدوية في محافظة السويداء لاجتماعات للمساعدة في تحقيق المصالحة.
- إعلان خطط لإعادة إعمار القرى والممتلكات المتضررة، مع مساعدة أردنية وأمريكية لتأمين التمويل اللازم.
كما نصت الخارطة على تعزيز “سردية وطنية” تقوم على الوحدة والمساواة، وتجريم خطاب الكراهية والطائفية عبر تشريعات جديدة، بدعم قانوني من واشنطن وعمّان.
أحداث السويداء
بدأت أحداث السويداء في 12 من تموز الماضي، بعد عمليات خطف متبادلة بين سكان حي المقوس في السويداء، ذي الأغلبية البدوية وعدد من أبناء الطائفة الدرزية، تطورت في اليوم التالي إلى اشتباكات متبادلة.
تدخلت الحكومة السورية في 14 من تموز، لفض النزاع، إلا أن تدخلها ترافق مع انتهاكات بحق مدنيين من الطائفة الدرزية، ما دفع فصائل محلية للرد، بما فيها التي كانت تتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية.
في 16 من تموز، خرجت القوات الحكومية من السويداء، بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، ما أعقبه انتهاكات وأعمال انتقامية بحق سكان البدو في المحافظة، الأمر الذي أدى إلى إرسال أرتال عسكرية على شكل “فزعات عشائرية” نصرة لهم.
وبعد ذلك، توصلت الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أمريكية، يقضي بوقف العمليات العسكرية.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي