طلب كبار قادة الحزب الديمقراطي في الكونجرس الأميركي، السبت، عقد اجتماع مع الرئيس دونالد ترمب لبحث مسألة تمويل الحكومة، وتفادي شبح الإغلاق الحكومي المحتمل في الأول من أكتوبر المقبل، وسط مطالبات ديمقراطية بضرورة معالجة أزمة الرعاية الصحية.
وبعث زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز رسالة إلى ترمب، اتهماه فيها بالرغبة في إغلاق الحكومة.
وكتبا في الرسالة: “مع اقتراب موعد 30 سبتمبر، سيتحمل الجمهوريون مسؤولية إغلاق حكومي مؤلم آخر بسبب رفض قيادة الحزب الجمهوري في الكونجرس التحدث مع الديمقراطيين”.
وأضافا: “بناءً على ذلك، بات من واجبك (ترمب) الآن أن تجتمع معنا مباشرة للتوصل إلى اتفاق يُبقي الحكومة مفتوحة، ويعالج أزمة الرعاية الصحية”.
من جهته، قال شومر على منصة “إكس”، “أنا وجيفريز نطالب بلقاء ترمب بشأن قراره بإغلاق الحكومة، بسبب رغبة الجمهوريين في مواصلة تدمير برنامج الرعاية الصحية للشعب الأميركي”.
ويأتي هذا المطلب بعد أن رفض مجلس الشيوخ، الجمعة، مشروعَي إنفاق مؤقتَين: الأول بقيادة الجمهوريين لتمويل الحكومة حتى 21 نوفمبر، والثاني بقيادة الديمقراطيين لتمويلها حتى 31 أكتوبر مع ربطه بسياسات صحية وتقييد قدرة ترمب على حجب الأموال التي أقرها الكونجرس، وفقاً لمجلة “بوليتيكو” الأميركية.
وبينما لم يرد البيت الأبيض على طلب التعليق بشأن رسالة القادة الديمقراطيين، قال ترمب، الجمعة، إن الإغلاق قد يكون وشيكاً، مضيفاً: “أعتقد أننا قد ننتهي فعلاً بإغلاق حكومي لفترة من الوقت”، متهماً الديمقراطيين بتصعيد الأزمة.
مطالب ديمقراطية ورفض جمهوري
ومع اقتراب شبح الإغلاق، تعهد شومر وكبار الديمقراطيين في الكونجرس بتشديد موقفهم ضد ترمب، مطالبين الحزب الجمهوري بضرورة تخصيص مليارات الدولارات لدعم إعانات برنامج الرعاية الصحية “أوباماكير” التي ستنتهي نهاية العام.
وقال شومر للصحافيين، الجمعة: “دونالد ترمب يفضل إغلاق الحكومة على أن يناقش مع الديمقراطيين مسألة خفض تكاليف الرعاية الصحية للأميركيين”.
وترى شبكة CNN، أن هذا “النهج المتشدد” ينطوي أيضاً على مخاطرة سياسية كبيرة بالنسبة للديمقراطيين.
فبينما يحاول قادة الحزب ومؤيدوه الظهور كجبهة موحّدة لمواجهة ترمب، لا يزال هناك قلق داخلي بشأن استراتيجية الحزب حال رفض الجمهوريون التراجع عن موقفهم.
ويخشى البعض، أن يتسبب الإغلاق بفوضى في البلاد ليضطر الديمقراطيون في نهاية المطاف إلى “الرضوخ دون تحقيق مكاسب”، بحسب CNN.
وقال نائب ديمقراطي مقرب من قيادة الحزب: “لا أستطيع أن أقول إن التهديد بالإغلاق سيكون خطوة جيدة أو سيئة. الفكرة أنه لم ينجح شيء آخر في وقف اندفاعهم، ويجب أن نضع بعض العوائق في الطريق”.
وفي المقابل، يعتقد قادة الحزب الجمهوري أن شومر يريد إيجاد مخرج للأزمة، بينما يأمل بعض الديمقراطيين أن يتمكن شومر وزعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثون من التوصل إلى اتفاق بشأن الإعانات، حتى لو لم يُدرج رسمياً في قانون تمويل الحكومة.
واعتبر البعض، أن سقوط مشروعي قانون تمويل الحكومة في مجلس الشيوخ، الجمعة، هو “ورقة ضغط” أكثر منه تهديداً فعلياً بالإغلاق، رغم تبقي أيام على الموعد النهائي في الأول من أكتوبر.
ويرى النائب الديمقراطي الوسطي آمي بيرا، أن “الإغلاق الحكومي ليس جيداً لأحد”، مشيراً إلى أن “الشعب الأميركي هو من سيخسر”.
تضمين ملف الرعاية الصحية
وبينما يرفض الجمهوريون تضمين ملف الرعاية الصحية في مشروع قانون تمويل الحكومة، قال ثون إن “الخيار هو هذا أو الإغلاق”، فيما أضاف النائب الجمهوري توم إيمر، أن “هؤلاء لم يستمعوا للناخبين في نوفمبر الماضي” في إشارة إلى الديمقراطيين.
وغادر المشرعون العاصمة واشنطن، الجمعة، من دون خطة واضحة، في حين قال شومر، إن “ترمب يقول إنه لا يريد التحدث.. وقد أعطى أوامره للجمهوريين بعدم الانشغال بالديمقراطيين”، لافتاً إلى أن “عدم التفاوض سيتسبب في الإغلاق”.
وتأتي مواقف شومر بعد انتقادات داخل حزبه في الربيع الماضي عندما ساعد ترمب والجمهوريين على إبقاء الحكومة مفتوحة من دون مقابل، لكنه قال هذه المرة إن “العالم تغيّر كلياً، والرأي العام شاهد الضرر الذي يسببه الجمهوريون”.
ولا يزال الجمهوريون بحاجة إلى 7 أصوات ديمقراطية على الأقل لتمرير أي مشروع قانون لتمويل الحكومة في مجلس الشيوخ، لكن الديمقراطيين يرفضون دعم الخطة الحالية.
وداخل الحزب الديمقراطي لا يزال هناك شكوك بشأن مدى قدرة شومر على الصمود، حيث يخشى البعض أن يقبل صفقة جانبية بشأن الإعانات الصحية من دون إدراجها في قانون التمويل، وهو ما قد يثير غضب النواب الديمقراطيين في مجلس النواب.