أدانت السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا وقطر الهجوم الذي استهدف مسجداً في مدينة الفاشر السودانية بشمال دارفور وأودى بحياة أكثر من 70 سودانياً.
وأودى هجوم بطائرة مسيرة بحياة العشرات من السودانيين أثناء أدائهم الصلاة في مسجد بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، فجر الجمعة، فيما اتهمت السلطات المحلية قوات “الدعم السريع” بشن هذا الهجوم، في واحدة من أعنف الهجمات التي تشهدها المدينة منذ اندلاع النزاع.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية، عن إدانة المملكة واستنكارها للهجوم الذي تعرض له مسجد حي الدرجة بمدينة الفاشر، معتبرةً أن الهجوم انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
وقالت الوزارة، في بيان: “المملكة تؤكد رفضها لهذه الهجمات على المدنيين، وتطالب بالوقف الفوري للحرب في السودان، وتجنيب السودان وشعبه المزيد من المعاناة والدمار”.
وشددت: “المملكة على ضرورة توفير الحماية للمدنيين، وتنفيذ ما تم التوقيع عليه في إعلان جدة (الالتزام بحماية المدنيين في السودان) بتاريخ 11 مايو 2023″، معبرةً عن “صادق تعازيها ومواساتها لذوي المتوفين، وتمنياتها للمصابين بالشفاء العاجل”.
“عمل وحشي”
من جهته، أعرب مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشؤون الإفريقية، عن إدانة الولايات المتحدة “بأشد العبارات الهجوم المروّع الذي استهدف المصلّين”.
وتابع: “هذا العمل الوحشي ضد أفراد يمارسون عبادتهم بسلام يذكرنا بمدى الإلحاح لتحقيق السلام والاستقرار في السودان”، مشدداً على “التزام الولايات المتحدة بدعم الجهود الرامية إلى إنهاء دوامة العنف، وحماية المدنيين، وتعزيز سلام عادل ودائم في السودان”.
كما أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، عن إدانة الدوحة واستنكارها الشديدين للهجوم، معتبرةً أن “قصف المسجد يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي”، وتشدد في الوقت ذاته، على “رفض دولة قطر التام لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين”.
بدورها، نددت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، الحادث واصفة إياه بأنه “صادم للغاية”، مطالبة بتهدئة فورية، ومساءلة الأطراف المتحاربة، وضمان حماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية.
وقالت كوبر، عبر منصة “إكس”: “لقد أظهرت الأطراف المتحاربة ولفترة طويلة تجاهلاً صارخاً للقانون الإنساني”.
وأدان مجلس السيادة السوداني، الجمعة، “الاستهداف المتكرر للمدنيين ودور العبادة”، معتبراً أن “مثل هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، وتستوجب المساءلة”، وفق ما ذكرت وكالة السودان للأنباء “سونا”.
وقالت حكومة إقليم دارفور، إن “المجزرة البشعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع” في مدينة الفاشر، وفق بيانها، مشيرة إلى أن الهجوم قتل أكثر من 70 سودانياً.
وأفادت “شبكة أطباء السودان”، بأن طائرة مسيّرة استهدفت المسجد أثناء صلاة الفجر، مشيرة إلى أن من بين الضحايا شيوخ وشباب وأطفال، مع تسجيل إصابات خطيرة وسط المصلين.
ونشرت “لجان المقاومة في الفاشر” مقطع فيديو يظهر أجزاءً من المسجد، وقد تحولت إلى أنقاض، مع وجود جثامين في الموقع المليء بالركام.
وتأتي هذه الغارة الجديدة في الفاشر، وسط احتدام المعارك بين “قوات الدعم السريع” والجيش السوداني، في المدينة المحاصرة.
وطالبت “شبكة أطباء السودان” المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وكل الجهات ذات الصلة، بـ”الضغط الجاد لإيقاف هذه الجرائم، وضمان حماية المدنيين، وفتح ممرات إنسانية فورية وتوفير الغذاء والدواء للمدينة المنكوبة”.
وتشهد مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، تصاعداً في المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في وقت تتفاقم فيه الأوضاع الإنسانية وسط استمرار الاشتباكات ونقص الإمدادات الطبية والغذائية.