يعتزم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بعد ظهر الأحد، إصدار بيان يعلن فيه اعتراف المملكة المتحدة بدولة فلسطين، في خطوة وُصفت بأنها “تحول كبير” في السياسة الخارجية البريطانية، بعدما تعاقبت حكومات حول العالم على التأكيد أن الاعتراف يجب أن يتم في إطار عملية سلام، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية BBC.

وتأتي هذه الخطوة بعد أن قال ستارمر في يوليو الماضي، إن بريطانيا ستعترف بدولة فلسطين في حال ما لم تلتزم إسرائيل بعدة شروط منها الموافقة على وقف إطلاق النار في غزة، والتعهد باتفاق سلام طويل الأمد يحقق حل الدولتين.

ويعتقد الوزراء البريطانيون، أن الوقت قد حان الآن لإعلان الاعتراف، مشيرين إلى “مسؤولية أخلاقية” للحفاظ على أمل التوصل إلى اتفاق سلام طويل الأمد، بحسب BBC.

وأثارت هذه الخطوة انتقادات حادة من الحكومة الإسرائيلية وبعض أعضاء حزب المحافظين في بريطانيا، فيما عارض الرئيس الأميركي دونالد ترمب هذا الاعتراف.

وأشارت مصادر حكومية لـBBC، إلى أن الأوضاع في غزة ساءت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، لافتة إلى أن الصور تُظهر حجم المجاعة والعنف في القطاع المدمر، والتي وصفها ستارمر سابقاً بأنها “غير مقبولة”.

وذكر وزراء بريطانيون للشبكة، أن “التوسع المستمر للمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، غير القانونية وفقاً للقانون الدولي، كان عاملاً رئيسياً وراء قرار الاعتراف”.

شجب لـ”حماس”

من جانبها، لفتت صحيفة “تيليجراف” البريطانية، إلى أن رئيس الوزراء سيتبنى أيضاً موقفاً صارماً تجاه حركة “حماس” في البيان الذي سيصدر، الأحد.

وترى “تيليجراف”، أن هذه الخطوة هي محاولة لاسترضاء ترمب، لكنها ذكرت أن ستارمر سينتقد في البيان المرتقب إسرائيل قائلاً إنها “لم تلب مطالب وقف القتال”، وفي الوقت نفسه “سيشجب تصرفات حماس”.

وفي نوفمبر 2021، أعلنت بريطانيا حركة “حماس” بأكملها “منظمة إرهابية” محظورة في المملكة المتحدة.

“خطوة شجاعة”

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية فارسين شاهين، في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز”، إن اعتراف بريطانيا يشكل “خطوة شجاعة في وقت بالغ الصعوبة”، معربةً عن توقعها أن “يُلهم” هذا الإعلان دولاً أخرى لاتخاذ ذات الخطوة.

واعتبرت أن خطوة الاعتراف تأتي وفقاً لمبدأ “أن تأتي متأخراً أفضل من ألا تأتي أبداً”، مؤكدة أن “بريطانيا، بما تملكه من ثقل، قادرة على دفع دول أخرى للاعتراف، لأن ذلك هو الخيار الصائب”.

ورفضت فارسين فكرة أن الاعتراف بدولة فلسطين هو “مكافأة لحماس”، مؤكدة أن “عدم الاعتراف سيكون أيضاً مكافأة للمتطرفين في إسرائيل”، وأضافت: “إذا انتظرنا حتى تقرر إسرائيل الدخول في مفاوضات مع الفلسطينيين، فلن يحدث ذلك أبداً”.

وأشارت إلى أنها تتوقع أن تعود غزة إلى الفلسطينيين، لكنها ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يتلقى دعماً دبلوماسياً واسعاً من الولايات المتحدة، لا سيما من ترمب، وهو ما يمنحه قوة إضافية.

وعن الموقف الأميركي من الحرب على غزة، عبرت فارسين عن غضبها، مبينةً أنها “كانت تتوقع من البيت الأبيض والولايات المتحدة أن ينسجما مع القانون الدولي، ومع حقوق الإنسان، وألا تكون هناك معايير مزدوجة.. وهذا الدعم الثابت والأعمى لإسرائيل لا يضر الفلسطينيين فقط، بل يضر أيضاً المجتمع الإسرائيلي”.

قائمة الاعترافات تزداد

وسبق أن رحب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بتعهد بريطانيا بالاعتراف بدولة فلسطين، وذلك عندما زار ستارمر في وقت سابق من الشهر الجاري.

وأعلنت دول أخرى مثل البرتغال وفرنسا وكندا وأستراليا، أنها ستعترف بدولة فلسطينية، بينما سبق أن اتخذت إسبانيا وأيرلندا والنرويج هذه الخطوة العام الماضي.

وتجدر الإشارة إلى أن فلسطين اعترف بها حالياً نحو 75% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، غير أنها تفتقر إلى حدود متفق عليها دولياً وعاصمة وجيش، ما يجعل الاعتراف “ذا طابع رمزي إلى حد كبير”، بحسب BBC.

شاركها.