أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعيين محاميته السابقة ليندسي هاليجان في منصب المدعي العام للمنطقة الشرقية بولاية فرجينيا، وذلك بعد ساعات من مطالبته وزيرة العدل بام بوندي بالتحرك بشكل أكثر حزماً ضد خصومه السياسيين.
ولدى الإعلان عن قراره، كتب ترمب في منشور على منصة “تروث سوشال” أن “بام بوندي تؤدي عملاً رائعاً في منصب وزير العدل بالولايات المتحدة. إنها حذرة وذكية وتحب بلدنا، لكنها تحتاج إلى مدع عام صارم في المنطقة الشرقية من فرجينيا مثل مرشحتي ليندسي هاليجان لتسريع الإجراءات”.
وفي منشور سابق بدا موجهاً مباشرة إلى وزيرة العدل، قال ترمب إنه راجع بيانات ومنشورات تفيد بعدم اتخاذ أي إجراء بشأن احتمال توجيه اتهامات ضد المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي والسيناتور الديمقراطي عن كاليفورنيا آدم شيف والمدعية العامة لولاية نيويورك ليتيشا جيمس.
انتقاد بام بوندي
وجاء إعلان ترمب عن تعيين هاليجان في هذا المنصب بعد وقت قصير من منشور سابق بدا فيه وكأنه يوجّه انتقاداً للمدعية العامة بام بوندي بشأن بطء التحقيقات المتعلقة بخصومه السياسيين، بما في ذلك التحقيق مع جيمس حول اتهامها بعمليات احتيال عقاري، وفق شبكة ABC.
وقال ترمب “لا يمكننا المماطلة أكثر من ذلك، فهذا يدمر سمعتنا ومصداقيتنا. لقد أخضعوني للمساءلة مرتين ووجهوا لي 5 لوائح اتهامات على لا شيء. يجب تحقيق العدالة الآن”.
وكانت هاليجان، وهي مساعدة خاصة لترمب، ضمن فريق محاميه في القضايا المدنية بعد مداهمة منزله في مارالاجو بحثاً عن وثائق سرية. وستحل محل إريك سيبرت الذي كان يشرف على تحقيق يخص ليتيشا جيمس لكنه استقال الجمعة بعد أن قال ترمب إنه لا يريده في المنصب.
وواصل ترمب دعم بوندي بثبات على مدى أشهر، على الرغم من انتقادات قاعدته السياسية لتعاملها مع ملفات جيفري إبستين وتعليقاتها الأخيرة عن اتخاذ إجراءات قضائية ضد “خطاب الكراهية” عقب اغتيال الناشط تشارلي كيرك.
لكن انتقاد ترمب لها السبت دلالة على نفاد صبره حتى مع حفاظه على دعمه العلني لها.
مرشحة بدون خبرة سابقة
ولا تمتلك هاليجان أي خبرة سابقة في مجال الادعاء العام، وهي مرخّص لها بمزاولة مهنة المحاماة في ولاية فلوريدا، وكانت تتعامل مع دعاوى التأمين عندما انضمت إلى الفريق القانوني لترمب في ظل تحقيق وزارة العدل بشأن تعامل ترمب مع المواد المصنفة سرّية بعد مغادرته منصبه عقب انتهاء ولايته الأولى.
ومؤخراً، ومن موقعها في البيت الأبيض، كلّفها ترمب بمهمة مواجهة ما وصفته إدارته بـ”الأيديولوجيا المتطرفة” في متاحف مؤسسة سميثسونيان.
وقال ترمب في منشور آخر على وسائل التواصل الاجتماعي عن تعيينها: “ليندسي محامية قوية وذكية ووفية، عملت معي منذ فترة طويلة، بما في ذلك في المعركة الناجحة ضد تسليح نظامنا القضائي على يد جو بايدن الفاسد والديمقراطيين الراديكاليين، والتي شهدتها مباشرة عندما دافعت عن حقوقي خلال المداهمة غير الدستورية وغير الأميركية على منزلي، مارالاجو، في بالم بيتش بولاية فلوريدا”.
ويعد منصب المدعي العام للمنطقة الشرقية في ولاية فرجينيا من أبرز المناصب القضائية الفيدرالية في الولايات المتحدة، إذ يتولى تمثيل الحكومة أمام المحاكم في القضايا الجنائية والمدنية، والإشراف على التحقيقات بالتعاون مع وكالات مثل الـFBI. وتكتسب هذه المنطقة حساسية خاصة لاحتوائها على مواقع استراتيجية مثل البنتاغون ومقر وكالة الاستخبارات المركزية، ما يجعل المنصب محورياً في ملفات الأمن القومي والجرائم الكبرى.