توجه وفد من مجلس النواب الأميركي لزيارة الصين، الأحد، في أول زيارة رسمية من نوعها منذ 6 سنوات، وذلك لإجراء محادثات، حيث يكثف أكبر اقتصادين بالعالم جهودهما في محاولة لتحقيق استقرار العلاقات الثنائية، بعد مكالمة هاتفية جرت بين شي ودونالد ترمب.
وسيجتمع الوفد المكون من أعضاء بالحزبين مع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج في قاعة الشعب الكبرى في بكين، وفقاً لتقرير إعلامي نظمته السفارة الأميركية في الصين.
ورحب السفير الأميركي لدى الصين ديفيد بيردو بالمجموعة التي يقودها النائب آدم سميث من واشنطن، الرئيس السابق للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب وكبير الديمقراطيين حالياً في اللجنة، قبل اجتماعهم مع الجانب الصيني.
وقال بيردو في منشور عبر حسابه في منصة “إكس”: “تلعب المجموعة ثنائية الحزب دوراً حيوياً في إدارة العلاقات بين الولايات المتحدة والصين”.
وبعد وقت قصير من الإعلان عن الزيارة، أجرى وزير الدفاع بيت هيجسيث أول محادثة له مع نظيره الصيني دونج جون، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الصراع مع الصين ولكنها ستحمي مصالحها الحيوية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وكان سميث قال، في تصريحات لشبكة NBC News مطلع سبتمبر الجاري، إن فتح الحوار الثنائي أمر مهم، مضيفاً: “مجرد الحديث مع الصين لا يعني تأييد كل ما يفعلونه.. يبدو الأمر كما لو أن الصين دولة كبيرة وقوية، ونحن بلد كبير وقوي.. أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث عن ذلك”.
“تيك توك”.. الخوارزميات تتطلب موافقة بكين
وبعد مكالمة جرت، الجمعة، بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الأميركي، قال ترمب إن الرئيس الصيني أعطى موافقته على بيع عمليات منصة “تيك توك” في الولايات المتحدة لمستثمرين أميركيين، على الرغم من إقراره بأن بعض الخطوات النهائية لا تزال بحاجة إلى العمل.
وبحث ترمب وشي خلال الاتصال عدداً من الملفات، أبرزها مستقبل العلاقات التجارية بين البلدين، والاتفاق المرتقب بشأن مصير تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة.
لكن وزارة الخارجية الصينية كانت أقل صراحة، وحثت بدلاً من ذلك على معاملة عادلة للمصالح الصينية، قائلة إن واشنطن “بحاجة إلى توفير بيئة منفتحة وعادلة وغير تمييزية للمستثمرين من الدولة الآسيوية”.
وبينما لم تكشف أي من الجهتين تفاصيل محددة بشأن صفقة “تيك توك” خلال الاتصال، إلا أن شي أكد، خلال مكالمته مع ترمب، أن الحكومة الصينية تحترم إرادة الشركات وترحب بالمفاوضات التجارية وفق قواعد السوق، بما يتماشى مع القوانين الصينية ومراعاة المصالح المتبادلة، حسبما ذكرت الخارجية الصينية.
وخلال محادثات مدريد، قال وانج جينج ياو، نائب مدير إدارة الفضاء الإلكتروني في الصين، إن الجانبين توصلا إلى توافق مبدئي بشأن احترام إرادة الشركات وقواعد السوق، من خلال حلول تشمل تشغيل بيانات مستخدمي تيك توك الأميركيين عبر طرف موثوق، وتأمين المحتوى، وترخيص استخدام الخوارزمية والملكية الفكرية.
وتعد محادثات مدريد الجولة الرابعة من نوعها التي تُعقد في دول ثالثة بعد جنيف ولندن وستوكهولم خلال 4 أشهر، وأسفرت عن توافق مبدئي بشأن “تيك توك، “وتخفيف محتمل لعوائق الاستثمار، وتعزيز التعاون التجاري.
مكالمة شي وترمب ومحادثات مدريد تمثلان “خطوة إيجابية”، لكنهما ليستا النهاية. فقد أرست محادثات مدريد الأساس، لكن العمل الحقيقي يبدأ الآن.
يشار إلى أن آخر زيارة لممثلي مجلس النواب كانت في عام 2019، لكن في أكتوبر 2023، قاد زعيم الأغلبية آنذاك تشاك شومر، وفداً ثنائي الحزب من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي إلى الصين.