بعد رفع مصاريفها إلى 100 ألف دولار.. ما نعرفه عن تأشيرة H-1B

وقع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، قراراً تنفيذياً، يفرض بموجبه رسوماً قدرها 100 ألف دولار على طلبات تأشيرات H-1B، في محاولة للحد من الإفراط في استخدامها.

وقالت إدارة ترمب، إنها ستطلب من الشركات دفع 100 ألف دولار سنوياً مقابل كل تأشيرة عمل H-1B، في خطوة قد توجه ضربة قوية لقطاع التكنولوجيا، الذي يعتمد بشكل كبير على العمال المهرة القادمين خصوصاً من الصين والهند.

وصُممت هذه التأشيرة لمساعدة الشركات على استقطاب عمال مهرة أجانب لملء الوظائف، التي لا يمكن العثور على عمال أميركيين يمتلكون المهارات نفسها لشغلها.

ومن المتوقع أن تواجه هذه الرسوم، التي تدخل حيز التنفيذ الأحد، تحديات قانونية، فيما ستطبق فقط على المتقدمين الجدد وفقاً لمذكرة صادرة عن دائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية (USCIS).

ما هو برنامج تأشيرات H-1B؟

أقرّ الكونجرس تشريعاً لإنشاء برنامج H-1B عام 1990، في ظل توقع حدوث نقص في العمالة. وعند توقيع جورج بوش القانون، قال إن البرنامج سيشجع “هجرة الأشخاص الموهوبين استثنائياً، مثل العلماء والمهندسين والمعلمين”.

واستخدم أصحاب العمل هذه التأشيرات، (الصالحة لمدة ثلاث سنوات وقابلة للتمديد) لتوظيف العمال الأجانب ذوي المهارات المتخصصة، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، لملء الوظائف التي لا يمكن العثور على عمال أميركيين يمتلكون المهارات نفسها لشغلها.

ويقوم أصحاب العمل بتقديم طلب إلى الحكومة نيابة عن العامل الأجنبي الذي يرغبون في توظيفه، موضحين الوظيفة ومؤهلات الشخص المختار لشغلها.

ويمنح برنامج H-1B العامل وضعاً مؤقتاً في الولايات المتحدة، وليس إقامة دائمة. ومع ذلك، كثير من أصحاب العمل يقومون في نهاية المطاف برعاية العاملين الحاصلين على H-1B للحصول على البطاقة الخضراء، ما يضعهم على مسار للحصول على الجنسية الأميركية.

وقد استمر الغموض بشأن كيفية عمل الرسوم الجديدة، إذ قال وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك، الجمعة إنه يجب دفعها سنوياً من قبل الشركة الأميركية التي توظف العامل الأجنبي، لكن في اليوم التالي كتبت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على مواقع التواصل الاجتماعي أن 100 ألف دولار ستكون رسوماً لمرة واحدة.

ما القطاعات الأكثر تضرراً؟

يخصص الكونجرس 65 ألف تأشيرة H-1B سنوياً للعمال الحاصلين على درجة البكالوريوس أو ما يعادلها، و20 ألف إضافية للحاصلين على الماجستير أو أعلى.

كثير من الحاصلين على هذه التأشيرات هم مهندسو برمجيات ومبرمجون وعاملون في صناعة التكنولوجيا.

وتعتبر أمازون، جوجل، ميتا، مايكروسوفت، آبل وIBM من بين الشركات التي وظفت أكبر عدد من حاملي H-1B العام الماضي، وفقاً لدائرة خدمات الهجرة والجنسية الأميركية. لكن كثيرين يعملون في مهن أخرى، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والتصنيع.

ويهيمن العمال الهنود على غالبية تأشيرات H-1B (بين نحو ثلثي وما يزيد قليلاً عن ثلاثة أرباع) من مجموع المستفيدين في العالم.

وأكدت وزارة الخارجية الهندية على الروابط بين البلدين في منشور على “فيسبوك”، السبت، وأعربت عن قلقها من أن التغييرات المفاجئة قد يكون لها “عواقب إنسانية” على العائلات.

ويجلب كثير من حاملي H-1B معهم أزواجهم وأطفالهم إلى الولايات المتحدة، حيث يمكنهم العيش معاً لعقود على تأشيرات تابعة.

لماذا انتقد بعض الجمهوريين برنامج H-1B؟

يوجد نحو 730 ألف حامل لتأشيرات H-1B في الولايات المتحدة، وفق تقديرات لمجموعة fwd.us للدفاع عن الهجرة.

وجادل منتقدو البرنامج بأن أصحاب العمل الأميركيين غالباً ما يستخدمون H-1B لتوظيف العمال الأجانب المستعدين لقبول رواتب أقل من الأميركيين الذين يسعون لنفس الوظائف. الكثير من هؤلاء المنتقدين هم جمهوريون يدعمون ترمب ويشاركونه موقفه المتشدد تجاه الهجرة.

لكن بعض من أبرز مؤيدي ترمب هم قادة في صناعة التكنولوجيا، التي تعتمد بشكل كبير على عمال H-1B لأن أصحاب العمل يقولون إنهم لا يجدون ما يكفي من العمال الأميركيين المؤهلين لأداء نفس الوظائف.

كم يبلغ راتب حاملي تأشيرات H-1B عادة؟

تختلف رواتب حاملي H-1B حسب الوظيفة والمجال. لا يقدم أصحاب العمل بيانات دقيقة عن الرواتب، ولكنهم يقدمون متوسط الرواتب للأدوار التي يشغلها حاملو H-1B. ,تُظهر بيانات وزارة العمل نطاقات الرواتب المحتملة:

• حوالي 30% من حاملي H-1B يحصلون على 100 ألف دولار أو أقل سنوياً.
• نحو 10% يحصلون على أكثر من 200 ألف دولار سنوياً.