التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في نيويورك الاثنين، وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، وبحثا “التحديات التي تواجهها سوريا في هذه المرحلة”، ورفع العقوبات الأميركية المتبقية المفروضة على دمشق.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني لـ”الشرق”، إن لقاء الشرع وروبيو كان “بناءً”، موضحاً أنه “تناول التحديات التي تواجهها سوريا، وأن ملف العقوبات كان على رأس الأجندة”.

وأضاف وزير الخارجية السوري في تصريحات لـ”الشرق” عقب اللقاء الذي جاء على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن “هذا الحضور الرئاسي هو الأول لسوريا في نيويورك منذ ما يقرب من 50 سنة”.

وأشار الشيباني إلى أن “العقوبات الاقتصادية وخصوصاً قانون قيصر يشكل عائقاً في إعادة البناء، وأيضاً عائقاً في هذه المرحلة الانتقالية”.

وبسؤاله عما إذا كانت هناك شركات أميركية أبدت استعدادها للاستثمار في سوريا عقب رفع كامل العقوبات، قال الشيباني: “نحن نرحب بالشركات الأميركية لكي تكون إلى جانبها في مرحلة إعادة الإعمار، لكن هذه العقوبات تشكل عائقاً أمام هذا المسار”.

ودعا الشيباني، الحكومة الأميركية لـ”إزالة هذه العقوبات لما في ذلك من مصلحة سورية وأميركية”.

روبيو: فرصة سانحة لبناء دولة مستقرة

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن روبيو ناقش مع الشرع أولويات الولايات المتحدة في سوريا. وذكر روبيو على منصة “إكس”، أن “سوريا أمام فرصة سانحة لبناء دولة مستقرة وذات سيادة، وذلك عقب الإعلان التاريخي للرئيس دونالد ترمب في وقت سابق من هذا العام بشأن تخفيف العقوبات عن الشعب السوري”.

ووفقاً للبيان الأميركي، بحث الجانبان “جهود مكافحة الإرهاب”، و”جهود العثور على الأميركيين المفقودين”، و”أهمية العلاقات الإسرائيلية السورية في تعزيز الأمن الإقليمي”.

وعقد الشرع بحضور الشيباني، الاثنين، اجتماعاً مع العضوة الديمقراطية البارزة في لجنة العلاقات الخارجية والقوات المسلحة والمخصصات في مجلس الشيوخ الأميركي جين شاهين، بحسب وزارة الخارجية السورية.

وهذا اللقاء ضمن عدة لقاءات سيجريها الشرع مع مسؤولين أميركيين وأعضاء بمجلس الشيوخ، بهدف مناقشة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتطوير العلاقات الثنائية، ومن المقرر أن تستمر الزيارة إلى نيويورك لمدة 5 أيام.

“مصالح متطابقة”

ودعا الرئيس السوري، في وقت سابق الاثنين، الكونجرس الأميركي إلى رفع العقوبات المتبقية على بلاده، مضيفاً، أن “هناك مصالح متطابقة لا أقول متقاطعة بين سوريا والغرب والولايات المتحدة في مرحلتها الحالية”.

وأضاف الشرع خلال جلسة حوارية في فعاليات قمة كونكورديا المنعقدة في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: “لو أردنا أن نتكلم بلغة المصالح هناك أشياء كثيرة يمكن البناء عليها ما بين سوريا والولايات المتحدة والغرب بشكل عام”، موضحاً أنه يحاول أن “يجنّب” بلاده البحث عن المساعدات.

وشدد الشرع على ضرورة “فك القيود الأميركية” المفروضة على سوريا في المرحلة الأولى، لافتاً إلى أن النظام السابق الذي فرضت عليه العقوبات الأميركية “قد زال” ولذلك “يجب أن تزال هذه العقوبات”.

وأعرب الشرع عن اعتقاده بحاجة سوريا لـ”فرصة جديدة للحياة”، موضحاً أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب “قام بإجراء شجاع وجريء برفع العقوبات بشكل سريع، لكن هناك بعض القوانين مرتبطة بالكونجرس”.

ودعا الشرع الكونجرس لـ”الدفع لتحسين أوضاع السوريين الذي عانوا كثيراً خلال 14 سنة الماضية”، وتابع: “لا ينبغي أن يقتل (الشعب السوري) مرة أخرى من خلال العقوبات”.

وعن المحادثات الجارية مع إسرائيل، قال الشرع، إن “إسرائيل قامت باعتداءات كثيرة على سوريا، ولا زالت تحتل الجولان، وتتوغل في الأراضي السورية، لكن سوريا تسعى لتجنب الحرب، لأنها في مرحلة بناء”.

وأضاف: “نحن متجهون نحو التهدئة، وأن تعطى سوريا فرصة للبناء، وإذا نجحت التهدئة وكان هناك التزام من قبل إسرائيل بما يتم الاتفاق عليه فربما تتطور المفاوضات”.

ودعا الشرع إسرائيل إلى “الانسحاب من الأراضي السورية”، مضيفاً، أنه “يمكن معالجة المخاوف الأمنية بالمباحثات، لكن السؤال هل لدى إسرائيل مخاوف أمنية أم أطماع توسعية، هذا ما ستبينه المحادثات”.

شاركها.