القرارات التي اتخذها مجلس الدفاع المشترك، في مجلس التعاون الخليجي في دورته الاستثنائية التي عقدت في الدوحة مؤخراً، وبحثت الاعتداء الإسرائيلي الجبان على قطر، جميعها قرارات هامة، ولكن في اعتقادي أن أهمها القرار المتعلق بزيادة تبادل المعلومات الاستخبارية، من خلال القيادة العسكرية الموحدة، والعمل على نقل صورة الموقف الجوي لجميع مراكز العمليات بدول المجلس.

وفي ظني أن هذا القرار من شأنه أن يردع إسرائيل وغيرها من التجرؤ على سماء الخليج العربي، من خلال قيادة عسكرية خليجية موحدة تعمل على الرصد والتحري وتبادل المعلومات الاستخبارية بكل دقة وسرعة، واللذين أعتبرهما عنصرين أساسيين هامان لردع أي محاولات للاعتداء على أي دولة خليجية، بحيث تكون سماء الخليج العربي تحت تغطية شاملة، تجعل من يفكر بنوايا سيئة يراجع نفسه ألف مرة بسبب قوة الاستخبارات الخليجية.

وهذا العمل الاستخباراتي في اعتقادي لابد أن يتم بتنسيق خليجي فقط، دون أي تدخلات من أطراف أخرى، ليس تقليلاً من شأن الآخرين، أو عدم ثقة فيهم مثلاً، ولكن فقط لأن أهل مكة أدرى بشعابها، ثم إن العناصر العسكرية الخليجية تتميز بالكفاءة العالية والجاهزية الكبيرة، التي تجعل منهم قادرين على تنفيذ المهام العسكرية بإتقان واحترافية، دون الحاجة لعوامل خارجية مساعدة. ولعل القرارات التي اتخذها المجلس الخليجي المشترك، قد يجعل دولنا الخليجية تحت اختبار، قد يكون صعباً، ولكن هذه الصعوبة ستتلاشى بمجرد النجاح المطلوب في تنفيذ تلك القرارات، وهو ما يعزز الثقة في قدرات قواتنا العسكرية الخليجية، التي سبق وأن واجهت أزمات وحروب عصفت بالمنطقة على مر التاريخ، وأثبتت كفاءتها العالية في مواجهة تلك الأزمات، مما جعلها نموذجاً يحتذى بها إقليمياً ودولياً.

نعم، إسرائيل تجرأت على تلويث سماء خليجنا العربي، ولكنها في المقابل أيضاً عززت عبر هذا الاعتداء من منظومة الدفاع الخليجي المشترك، الذي خرج بقرارات من شأنها أن تسهم في حماية خليجنا العربي، بعزيمة وقوة أكثر من السابق ، والمضي في رفع سقف التنسيق والتشاور الخليجي على كافة المستويات العسكرية والاستخباراتية، وهذا من شأنه الإسراع في استكمال تعزيز التكامل الدفاعي الخليجي، وتكثيف ربط الأنظمة الدفاعية لمواجهة المخاطر والتحديات، بما يضمن تحقيق أمن واستقرار وسلامة كافة دول مجلس التعاون، والتصدي لأي تهديدات أو اعتداءات محتملة تهدد استقرار المنطقة.

شاركها.