كشفت الهيئة العامة للإحصاء في تقريرها السنوي لعام 2024 عن صورة شاملة حول أوضاع المرأة السعودية في مختلف المجالات الاجتماعية والتعليمية والصحية وسوق العمل، مؤكدةً التقدم الكبير في تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها في مسيرة التنمية الوطنية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأوضح التقرير أن المرأة السعودية أصبحت شريكاً أساسياً في صنع القرار والتغيير، حيث أظهرت المؤشرات انخفاضاً ملحوظاً في فجوات النوع بين الجنسين في مجالات عدة، من بينها التعليم والمشاركة الاقتصادية. فعلى سبيل المثال، بلغت فجوة النوع في معدلات البطالة بين السعوديين 8.8% لصالح النساء، فيما سُجّلت فجوة سلبية في الأجور لصالح الرجال بمتوسط 27%.
وطبقاً للتقرير، فقد بلغ عدد السعوديات في عام 2024 نحو 9.8 مليون، تمثل الفئة العمرية (1534 عاماً) منها النسبة الأكبر بنسبة 35.7%، ما يعكس قاعدة شبابية واعدة. كما بلغ الوسيط العمري للمرأة السعودية 24 سنة، في حين شكّلت السيدات فوق سن الستين حوالي 6.2% من إجمالي السعوديات.
وأفاد التقرير بأن 35.3% من السعوديات فوق سن 25 حصلن على شهادة البكالوريوس أو ما يعادلها، فيما بلغت نسبة الحاصلات على الماجستير 2.1% والدكتوراه 0.2%. كما تميزت السعوديات في مجال الموهبة والابتكار، حيث حصدت الطالبات ما يزيد على 7 آلاف منحة «موهبة»، إضافةً إلى تحقيق إنجازات في مسابقات دولية علمية وثقافية ورياضية.
ويشير التقرير إلى حصول 22 سعودية على براءة اختراع، وحصول 1956 سعودية على جوائز رياضية في المسابقات المحلية والدولية.
وشهدت مشاركة المرأة في سوق العمل قفزة كبيرة؛ حيث بلغ معدل المشاركة 17.3% في قوة العمل، فيما تراجعت البطالة السنوية من 19% إلى 13% خلال السنوات الأخيرة. وسجّل قطاعا الصحة والسياحة حضوراً لافتاً للمرأة، إذ بلغت نسبتها بين العاملين فيهما حوالي 45%. كما ارتفع عدد السعوديات في المناصب القيادية ومجالس إدارات الشركات التجارية.
ويُبين التقرير أن متوسط ساعات عمل المرأة السعودية 39 ساعة أسبوعياً، وأن متوسط أجور النساء في الفئة العمرية من 25 إلى 54 يبلغ 8328 ريالاً سعودياً.
وسلّط التقرير الضوء على الجوانب الصحية للمرأة، مبيناً أن 44.6% من السعوديات فوق سن 18 يمارسن النشاط البدني بانتظام، في حين أظهرت البيانات وجود نسب متفاوتة من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، خاصة بعد سن الخمسين. أما معدل الخصوبة الكلي للمرأة السعودية فقد بلغ 2.7 طفل لكل امرأة. كما أظهر المسح أن حوالي 13.8% من النساء يعانين من فقر الدم.
وأكدت الإحصاءات أن السعوديات أصبحن أكثر حضوراً في الأنشطة الثقافية والترفيهية، حيث تصدرت الحدائق والمتنزهات قائمة الوجهات الأكثر زيارة بنسبة 62.7%، تلتها المراكز التجارية والعروض الترفيهية. كما أظهرت نسبة بارزة من السعوديات اهتماماً بالممارسات الثقافية كالفنون والقراءة والتصوير.
ويؤكد التقرير أن تمكين المرأة اقتصادياً وصحياً يمثل ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، إذ إنه يعكس واقعاً جديداً للمرأة السعودية، حيث باتت أكثر حضوراً في التعليم وسوق العمل والصحة والثقافة، مما يجعلها شريكاً محورياً في التنمية المستدامة وصنع مستقبل المملكة، انسجاماً مع الرؤية الوطنية الطموحة.