قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، إن بلاده ستتفاوض على شراء مقاتلات F-35 خلال لقائه المرتقب الخميس، مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، بعدما أعلنت أنقرة إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها عام 2018 على بعض الواردات الأميركية.

وفي مقابلة مع قناة FOX NEWS، سُئل أردوغان عما إذا كان يتوقع الحصول على الطائرات المقاتلة بعد زيارته لواشنطن، وقال: “سنتفاوض الآن بشأن هذا الأمر مرة أخرى. نتوقع أن تقوم الولايات المتحدة بما يتعين عليها فعله، سواء فيما يتعلق بطائرات F-35 أو بمسألة طائرات F-16 وإنتاجها وصيانتها، وما إلى ذلك”.

ومن المقرر أن يحضر أردوغان اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أن يلتقي في البيت الأبيض، الخميس، مع ترمب الذي قال إنه يتوقع إبرام صفقات تجارية وعسكرية خلال الزيارة.

وقال الرئيس الأميركي عبر منصة “تروث سوشيال”، الجمعة، إن الولايات المتحدة تعمل على العديد من الاتفاقيات التجارية والعسكرية مع تركيا، بما في ذلك صفقة كبيرة لشراء طائرات من شركة بوينج، وصفقة مقاتلات من طراز F-16، بالإضافة إلى مواصلة المحادثات بشأن برنامج F-35، والتي من المتوقع أن تُختتم بشكل إيجابي.

ورغم وجود روابط شخصية قوية بينهما خلال فترة ترمب الرئاسية الأولى بين عامي 2017 و2021، شهدت العلاقات الثنائية توتراً بسبب خلافات حول دعم واشنطن للمقاتلين الأكراد في سوريا وعلاقات أنقرة بموسكو.

وأثارت تركيا غضب إدارة ترمب عام 2019 بشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية S-400. ورداً على ذلك، ألغت واشنطن صفقة بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 لتركيا، وأخرجتها من الشراكة في برنامج إنتاج هذه الطائرات.

ووافقت تركيا لاحقاً على صفقة لشراء طائرات F-16.

إلغاء الرسوم

وتزامناً مع زيارة أردوغان للولايات المتحدة، أعلنت تركيا، الاثنين، إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية التي فرضتها عام 2018 على واردات بعض المنتجات الأميركية، في مؤشر على تحسن العلاقات بين البلدين.

وأعلنت الجريدة الرسمية، إلغاء الرسوم الجمركية الإضافية التي شملت عند فرضها منتجات مثل سيارات الركاب والفواكه والأرز والتبغ وبعض المشروبات الكحولية، وبعض أنواع الوقود الصلب وبعض المنتجات الكيميائية.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في وقت سابق من العام الجاري، فرض ترمب رسوماً جمركية شاملة في محاولة لإعادة تشكيل التجارة العالمية لصالح واشنطن، وهو ما لم يكتف فيه بالمنافسين التقليديين، بل شمل أيضاً حلفاء بلاده.

وحددت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات من تركيا عند 15% في أغسطس الماضي.

وينطبق الإلغاء المعلن، الاثنين، على رسوم جمركية فرضت في 2018 رداً على رسوم فرضتها الولايات المتحدة على واردات الصلب والألمنيوم خلال فترة ولاية ترمب الأولى.

وكانت آخر زيارة قام بها أردوغان للبيت الأبيض في عام 2019، واتسمت العلاقات بينهما بالتقلب.

“تقدم محرز” في المفاوضات

وأشارت وزارة التجارة التركية، إلى أن الرسوم الجمركية المفروضة في 2018 تم تحديثها فيما بعد بناء على الإجراءات التي اتخذها الطرفان، لكنها ظلت سارية إلى حد ما، دون تقديم أرقام عن النطاق الحالي للرسوم.

وتابعت: “تم إلغاء الالتزامات المالية الإضافية المفروضة على واردات بعض المنتجات أميركية المنشأ”، وأشارت إلى التقدم المحرز في المفاوضات مع الولايات المتحدة.

وذكرت أن تركيا ستواصل العمل لتحقيق هدفها الحالي بإيصال حجم التجارة مع الولايات المتحدة إلى 100 مليار دولار سنوياً.

وبلغ حجم التجارة بين البلدين نحو 30 مليار دولار العام الماضي.

وأضافت الوزارة: “سنواصل وضع سياسات لتعزيز العلاقات التجارية بما يعود بالنفع على الطرفين وتنويعها مع مراعاة الظروف التنافسية وتطوير مجالات جديدة للتعاون”.

وفي سياق منفصل، قالت تركيا، إنها فرضت رسوماً جمركية إضافية تتراوح بين 25% و30% على واردات سيارات الركاب، باستثناء الواردة من الاتحاد الأوروبي والدول التي أبرمت معها تركيا اتفاقيات تجارة حرة.

شاركها.