رفض زعيم حزب “الديمقراطيين الأحرار” البريطاني إد دايفي، استبعاد عقد صفقة مع رئيس الوزراء وزعيم حزب “العمال” الحاكم كير ستارمر، لمنع زعيم حزب “الإصلاح Reform” اليميني، نايجل فاراج من الوصول إلى رئاسة الحكومة، في الانتخابات المقبلة.

وفي مقابلة أجراها مع شبكة Sky News، الاثنين، على هامش مؤتمر الحزب المنعقد في مدينة بورنموث، قال دايفي إنه “سينتظر إلى ما بعد نتائج الانتخابات المقبلة قبل اتخاذ أي قرار بشأن التحالف مع حزب العمال”.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان مستعداً لعقد صفقة مع ستارمر، أجاب دايفي “انظروا، عندما يتعلق الأمر بصفقات مع أحزاب أخرى غير حزب (الإصلاح Reform)، فلننتظر نتائج الانتخابات المقبلة”. 

استبعاد قاطع

وبحسب الشبكة، فقد استبعد دايفي بشكل قاطع إبرام أي اتفاق مع حزب فاراج، على الرغم من تصدّره استطلاعات الرأي في الوقت الراهن، قائلاً: “هذا لن يحدث، الحقيقة أن حزب (الإصلاح) يمثّل قيماً تُعدّ النقيض التام لقيمنا”. 

وأضاف زعيم “الديمقراطيين الأحرار” أن فاراج يسعى إلى محاكاة سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مشيراً إلى أن البريطانيين قلقون من المسار الذي تسلكه البلاد. 

وقال: “أعتقد أن الناس يشعرون بالقلق حيال اتجاه بلدنا؛ لأننا في السابق شهدنا بعض التأثيرات الأميركية على السياسة البريطانية، أما الآن فنشهد تأثيراً أكبر بكثير، الناس ينظرون إلى أميركا ترمب وما يفعله بها، ويشعرون بخوف شديد على الديمقراطية”. 

وعندما سُئل دايفي عمّا إذا كان يشعر بـ”مسؤولية أخلاقية” لمنع حزب “الإصلاح” من الوصول إلى السلطة من خلال التحالف مع أحزاب تقدمية أخرى، قال إن “الأمر ليس ضرورياً”، مضيفاً: “يمكننا إيقاف هذا الحزب بأنفسنا”.

وقال دايفي “إذا استمر الديمقراطيون الأحرار في الفوز بالمقاعد، وبنوا على أفضل نتيجة حققناها خلال مئة عام، كما حدث في الانتخابات العامة الأخيرة، فبإمكاننا حرمان (الإصلاح Reform) من المقاعد التي يحتاجها لتحقيق الأغلبية، وعندها ستنهار حسابات وصولهم إلى السلطة”.

وتابع: “إذا فزنا بالمقاعد المناسبة، فسيحول ذلك دون حصولهم على الأغلبية، وأنا مصمّم على تركيز مواردنا لمنعهم من الفوز بالمقاعد التي قد تمكّنهم من الوصول إلى الحكم، فنظامنا الانتخابي يُحسَم مقعداً تلو الآخر، وقد انتزعنا عدداً كبيراً من المقاعد من المحافظين في الانتخابات الماضية، ولو لم نفعل ذلك، لكان من المحتمل أن يفوز بها حزب الإصلاح”. 

وأضاف دايفي: “لم نعقد تحالفات في الانتخابات الماضية، ولن نعقد اتفاقيات في المستقبل”.

“انتقادات صريحة لترمب” 

وذكرت الشبكة أن دايفي هو الزعيم الوحيد لحزب إنجليزي الذي وجّه انتقادات صريحة لترمب، بل أنه رفض حضور مأدبة رسمية أُقيمت في قلعة وندسور خلال زيارة الرئيس الأميركي الرسمية إلى المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، والتي شارك فيها الملك تشارلز الثالث.

كما هاجم دايفي رجل الأعمال إيلون ماسك، حليف ترمب السابق، واصفاً إياه بـ”المجرم”، متهماً إياه بـ”السماح بإيذاء الأطفال عبر الإنترنت” من خلال منصته للتواصل الاجتماعي “إكس”.

ورفض دايفي الاعتذار عن هذا الوصف، كما نفى أن يكون استخدامه لكلمة “مجرم” تصرفاً “غير مسؤول”، مؤكداً أنه لا يشعر بالقلق من احتمال مقاضاته من قِبل ماسك، الذي سبق أن وصفه بأنه “أبله بائس”.

“الحيل الدعائية”

وفي جانب آخر من المقابلة، سُئل دايفي عمّا إذا كانت “الحيل الدعائية” التي اعتمد عليها خلال الحملات الانتخابية مناسبة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية المعقدة التي تمر بها البلاد، كما أُشير إلى تقارير أفادت بأن بعض نواب الحزب طالبوه بـ”التخلي عن المناورات السخيفة، ورفع مستوى الأداء السياسي”. 

ورد دايفي قائلاً إنه لا يعتبر السياسة “مزحة”، مشيراً إلى أنه استطاع طرح “رسائل جادة” أثناء القيام بمناورات مثيرة لجذب الانتباه.

وقال: “ما حدث هو أن الكاميرات جاءت وأجرت مقابلات معي، ما أتاح لي الفرصة لعرض رسائلنا الجادة. وفي الانتخابات السابقة، لم يكن ذلك ممكناً. لكن عندما تمكّنت من طرح هذه النقاط الجادة باسم الديمقراطيين الأحرار، حققنا أفضل نتيجة لنا منذ مئة عام”.

وأضاف: “العدد الكبير من النواب الذين يريدون المشاركة في هذه الحيل يدل على أنهم يرغبون في أن يكونوا جزءاً منها. نحن لسنا سياسيين تقليديين مملّين، بل أشخاصاً عاديين مثل الآخرين”. 

وفي ختام المقابلة، سُئل دايفي عما إذا كان سيقود حزب “الديمقراطيين الأحرار” في الانتخابات العامة المقبلة، فأجاب بوضوح: “نعم”. 

شاركها.