سيد حسين القصاب

روابط تاريخية وأخوية تعزز التعاون المشترك

زيارات ملكية ترسخ عمق العلاقات بين البلدين

11 مبادرة اقتصادية مشتركة شهدتها زيارات الأمير محمد بن سلمان للبحرين

الصناديق السعودية خصصت 5 مليارات دولار للاستثمار في مشاريع تنموية بالبحرين

تُجسد العلاقات السياسية بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية نموذجاً فريداً في متانتها ورسوخها، حيث تقوم على أسس الأخوّة والتلاحم ووحدة المصير المشترك، فقد شكلت هذه العلاقات على مر العقود ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وانعكست ثمارها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتمثل السعودية بالنسبة للبحرين السند والداعم الاستراتيجي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، فيما تعتبر البحرين عمقاً وشريكاً محورياً للمملكة العربية السعودية في تعزيز التكامل الخليجي والعربي. ويأتي هذا التقرير بمناسبة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني السعودي، ليسلط الضوء على أبرز المحطات التاريخية والإنجازات المشتركة التي أرست دعائم هذه العلاقة الاستثنائية بين البلدين الشقيقين. تتميز العلاقات بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية بكونها علاقات ذات جذور عميقة وأصول راسخة، توطدت عبر روابط الأخوة ووشائج القربى، حيث تعززت هذه الروابط بالمحبة والتعاون والتنسيق المشترك، مما أسهم في تحقيق سلسلة من الإنجازات والمكتسبات المشتركة التي شملت المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

شهدت العلاقات بين البلدين محطات تاريخية مهمة، من أبرزها الزيارة الأخوية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى البحرين في ديسمبر 2016، حيث قلد خلالها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة أخاه الملك سلمان وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الممتازة «القلادة».

وفي أبريل 2019، لبى خادم الحرمين الشريفين دعوة جلالة الملك المعظم، حيث ناقش الجانبان التطورات الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه المنطقة، مؤكدين على أهمية تعزيز العمل المشترك.

وتأكيداً لمتانة العلاقات، قام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، بزيارتين هامتين إلى البحرين، الأولى في نوفمبر 2018 والثانية في ديسمبر 2021.

وقد أسفرت هذه الزيارات عن إطلاق 11 مبادرة اقتصادية مشتركة شملت مجالات الاقتصاد والطاقة والصناعة والتجارة، بالإضافة إلى تخصيص الصناديق السعودية نحو 5 مليارات دولار للاستثمار في مشاريع تنموية داخل مملكة البحرين.

يُعد «مجلس التنسيق البحريني السعودي» تتويجاً لمسيرة العلاقات التاريخية، وجاء تنفيذاً للتوجيهات السامية من قيادتي البلدين ليكون مظلة استراتيجية لتطوير التعاون في جميع المجالات، وتعزيز الشراكة المتنامية بين المملكتين.

تحظى المملكة العربية السعودية بمكانة استراتيجية وسياسية بارزة على المستويين الإقليمي والدولي، بفضل سياستها الخارجية المتوازنة والاعتدال الذي تنتهجه منذ التأسيس، حيث تحرص القيادة السعودية على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال العمل الخليجي المشترك، والتضامن العربي، إضافة إلى توثيق التعاون مع الدول الغربية والآسيوية، فضلاً عن استضافتها وانضمامها إلى العديد من المنظمات الإقليمية والدولية.

تتبنى المملكة العربية السعودية مواقف مشرفة في دعم القضايا العربية والإنسانية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، كما تؤدي دوراً فاعلاً في حل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، والالتزام بعدم التدخل في شؤون الدول، وإلى جانب ذلك، تواصل السعودية جهودها في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، ودعم العمل الدولي المشترك لنزع أسلحة الدمار الشامل، والتصدي للتحديات العالمية مثل تغير المناخ، مع تحذيراتها المستمرة من انعكاسات هذه المخاطر على أمن واستقرار العالم.

شاركها.