رسّخ مؤتمر “حل الدولتين”، الذي عُقد برئاسة سعودية فرنسية مشتركة، في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الاثنين، الاعتراف بدولة فلسطين، ودعا إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع.
وقالت فرنسا والسعودية في بيان مشترك، إن المؤتمر الدولي رفيع المستوى أسفر عن اعتماد “إعلان نيويورك” الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتاً، وأشارتا إلى أن “هذا الإعلان الطموح يؤكد الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين والإسرائيليين ولشعوب المنطقة كافة”.
وشهد المؤتمر إعلان عدد من الدول اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وهي فرنسا، وبلجيكا، ومالطا، ولوكسمبورج، وإمارة موناكو، وأندورا، وذلك بعد يوم من إعلان بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال.
في المقابل، شاركت ألمانيا وإيطاليا واليابان في المؤتمر، دون أن تعترف أي منها بدولة فلسطين.
“إعلان نيويورك” بشأن حل الدولتين
1- نحن قادة كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية، بصفتهما رئيسي المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، نثمّن الدول التي اجتمعت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك في 22 سبتمبر 2025، في لحظة تاريخية حاسمة للسلام، والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
2- أسفر المؤتمر الدولي رفيع المستوى عن اعتماد “إعلان نيويورك” الذي حظي بتأييد استثنائي من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 142 صوتاً، ويؤكد هذا الإعلان الطموح الالتزام الدولي الثابت بحل الدولتين، ويرسم مساراً لا رجعة فيه لبناء مستقبل أفضل للفلسطينيين، والإسرائيليين، ولشعوب المنطقة كافة.
3- في الوقت الذي نجتمع فيه، تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة مع تصاعد الهجوم البري الإسرائيلي على مدينة غزة، فيما يدفع المدنيون والمحتجزون ثمناً لا يمكن تبريره لهذه الحرب المستمرة، ويقدّم إعلان نيويورك بديلاً مبدئياً وواقعياً لدائرة العنف والحروب المتكرّرة.
4- حان الوقت لينتقل المجتمع الدولي من الأقوال إلى الأفعال، ونثمّن الجهود المهمة التي بذلها الرؤساء السبعة عشر لفرق العمل المنبثقة عن المؤتمر لرسم طريق التنفيذ السريع لحل الدولتين، وندعو جميع الدول إلى الإسراع في تنفيذ “إعلان نيويورك” من خلال خطوات عملية وملموسة ولا رجعة فيها، ونرحّب بالتعهدات والإجراءات التي بادرت إليها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
5- نرحّب باعتراف كلٍّ من أستراليا، وبلجيكا، وكندا، ولوكسمبورج، ومالطا، والبرتغال، والمملكة المتحدة، والدنمارك، وأندورا، وموناكو، وسان مارينو، إلى جانب فرنسا، بدولة فلسطين، كما أُعلن رسمياً اليوم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وندعو الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى الانضمام إلى هذا المسار.
6- إن إنهاء الحرب في غزة وضمان الإفراج عن جميع الرهائن يظلان أولويتنا القصوى، وندعو إلى وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وتبادل الأسرى، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى جميع أنحاء غزة، وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.
7- ولضمان اليوم التالي للفلسطينيين والإسرائيليين، نلتزم بدعم نشر بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار، بناءً على دعوة من السلطة الفلسطينية وتفويض من مجلس الأمن، انسجاماً مع “إعلان نيويورك”، كما نلتزم بتعزيز دعمنا لتدريب وتجهيز قوات الشرطة والأمن الفلسطينية، بالاستفادة من البرامج القائمة مثل بعثة منسق الأمن الأميركي (USSC)، وبعثة الشرطة الأوروبية(EUPOL COPPS) ، وبعثة الاتحاد الأوروبي لمعبر رفح.(EUBAM Rafah)
8- نؤكد أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت مظلة السلطة الفلسطينية، ونرحّب بسياسة “دولة واحدة، حكومة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد” التي أعلنتها السلطة الفلسطينية، ونتعهّد بمواصلة دعم تنفيذها، وفي سياق إنهاء الحرب في غزة، نعيد التأكيد على وجوب إنهاء حكم حركة حماس في القطاع ونزع سلاحها وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية، بدعم ومشاركة دوليين، انسجاماً مع هدف إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة.
9- إن هذا المؤتمر والاعتراف المتزايد بدولة فلسطين يهدفان إلى تجسيد دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وقابلة للحياة اقتصادياً، تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل، وفي هذا الصدد، نثمّن التعهدات التاريخية التي أعلنها الرئيس محمود عباس، بما في ذلك الالتزام بالتسوية السلمية، والرفض المستمر للعنف والإرهاب، وتصريحه بأن الدولة الفلسطينية لا تنوي أن تكون دولة مسلّحة، واستعدادها للعمل على ترتيبات أمنية تخدم جميع الأطراف مع الاحترام الكامل لسيادتها.
10-ونرحّب بالإصلاحات التي بدأت السلطة الفلسطينية بتنفيذها، بما في ذلك:
•إلغاء نظام دفع مخصّصات الأسرى الذي أصبح ساري المفعول.
•إصلاح المناهج الدراسية تحت إشراف الاتحاد الأوروبي وبدعم سعودي.
•الالتزام بإجراء انتخابات عامة ورئاسية ديمقراطية وشفافة في غضون عام بعد وقف إطلاق النار، بما يتيح التنافس الديمقراطي بين القوى الفلسطينية الملتزمة بميثاق ومنطلقات منظمة التحرير الفلسطينية.
وندعم الرئيس عباس في المضي قدماً نحو المزيد من الإصلاحات في هيكل الحوكمة لدى السلطة الفلسطينية.
11- كما نرحّب بإطلاق التحالف الطارئ لدعم فلسطين لتعبئة التمويل العاجل لموازنة السلطة الفلسطينية، وندعو جميع الدول والمنظمات الدولية للانضمام إلى هذا الجهد، ونجدد مطالبتنا إسرائيل بالإفراج الفوري عن أموال المقاصة الفلسطينية المحتجزة، ونلتزم بالعمل على مراجعة بروتوكول باريس الاقتصادي ووضع إطار جديد لتحويل أموال المقاصة.
12- ندعو القيادة الإسرائيلية إلى اغتنام هذه الفرصة للسلام، وإعلان التزام واضح بحل الدولتين، ووقف أعمال العنف والتحريض ضد الفلسطينيين، ووقف الاستيطان ومصادرة الأراضي وأعمال الضم في الأرض الفلسطينية المحتلة، ووضع حد لعنف المستوطنين، ونحثها كخطوة أولى على سحب مشروع E1 والتخلي علناً عن أي مشروع للضم، ونؤكد أن أي شكل من أشكال الضم خط أحمر للمجتمع الدولي، يترتب عليه عواقب جسيمة ويشكل تهديداً مباشراً للاتفاقات القائمة والمستقبلية للسلام.
13- وفي هذا السياق، نرحّب بالإجراءات الملموسة التي اتخذتها الدول الأعضاء رداً على التدابير الأحادية المناقضة لحل الدولتين، ولانتهاكات القانون الدولي، إلى أن تضع إسرائيل حداً لممارساتها المهددة لحل الدولتين، وذلك بما يتفق والقانون الدولي.
14- نؤكد أن إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق سلام عادل ودائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، استناداً إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، هو السبيل الوحيد لتحقيق الاندماج الإقليمي الكامل، كما نصت عليه المبادرة العربية للسلام، وفي هذا الإطار، نرحّب بالالتزام باستكشاف فرص إنشاء منظومة أمنية إقليمية تضمن الأمن للجميع، بالاستفادة من تجارب رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE)، بما يمهّد لشرق أوسط أكثر استقراراً، ونجدد دعمنا للجهود الرامية إلى إحياء المسارين السوري–الإسرائيلي، واللبناني–الإسرائيلي بهدف التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، وفقاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
15- نجدد دعوتنا لجميع الدول للانضمام إلى هذا الزخم الدولي من أجل ضمان السلام والأمن لجميع شعوب الشرق الأوسط، وتحقيق الاعتراف المتبادل والاندماج الإقليمي الكامل.
وفي مستهل الاجتماع، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقوبل إعلانه في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة بتصفيق حار.
ماكرون: التزام تاريخي
وقال ماكرون: “وفاءً بالالتزام التاريخي لبلادي تجاه الشرق الأوسط، وللسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، أعلن اليوم أن فرنسا تعترف بدولة فلسطين”.
وأضاف: “الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينتقص من حقوق الشعب الإسرائيلي، وهذا هو الحل الوحيد الذي يسمح بالسلام لإسرائيل، وهذا الاعتراف هو هزيمة لحركة حماس”.
ولفت ماكرون، إلى أن بلاده “ستعلن افتتاح سفارة فرنسية في فلسطين، بمجرد إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى (حماس)، ووقف إطلاق النار في غزة”.
ودعت السعودية، دول العالم كافة، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقالت إن “تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة”.
وألقى وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، كلمة المملكة خلال المؤتمر، مؤكداً أن المؤتمر يمثل “فرصة تاريخية نحو تحقيق السلام وتأكيد الالتزام الدولي بتنفيذ حل الدولتين”.
جهود سعودية فرنسية مستمرة
وشدد وزير الخارجية السعودي، على أن “المملكة عازمة على مواصلة شراكتها مع فرنسا وجميع الدول الداعية إلى السلام من أجل متابعة تنفيذ مخرجات هذا المؤتمر، ووضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة، ووقف جميع الإجراءات الأحادية التي تهدد السيادة الفلسطينية، والعمل على إنهاء الصراع في المنطقة، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ودعا وزير الخارجية السعودي بقية الدول إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية و”اتخاذ هذه الخطوة التاريخية، التي سيكون لها بالغ الأثر في دعم الجهود الرامية إلى تنفيذ حل الدولتين وتحقيق السلام الدائم والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وإيجاد واقع جديد تنعم فيه المنطقة بالأمن والاستقرار والازدهار”.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي، بارت دي ويفر، إن بلاده “تعترف رسمياً بدولة فلسطين”، مشيراً إلى أن الاستيطان والحرب على غزة، ورفض الحكومة الإسرائيلية قيام دولة فلسطينية “كلها أسباب دفعت للاعتراف”.
من جانبه، أعلن أمير موناكو، ألبير الثاني، اعتراف الإمارة بدولة فلسطين، قائلاً إن “الحل القائم على دولتين هو السبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة”.
وفي السياق ذاته، قال رئيس وزراء مالطا، روبرت أبيلا، إن بلاده تعترف بدولة فلسطين، مؤكداً أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام، وضرورة وقف الحرب والتجويع في غزة وعنف المستوطنين.
كما أعلن رئيس وزراء لوكسمبرج، لوك فريدن، اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكداً أن “الاعتراف بداية التزام بالأمل، وليس قراراً ضد إسرائيل أو شعبها”، وأن لوكسمبرج “شريك من أجل السلام”.
بدورها، أعلنت وزيرة خارجية أندورا، إيما تور فاوس، الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدة أن “حل الدولتين هو المسار الوحيد للخروج من الصراع”، ودعت إلى “وقف إطلاق النار فوراً”.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال مؤتمر “حل الدولتين” عبر الفيديو (بعدما رفضت واشنطن منحه تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة)، إن “دولة فلسطين هي الجهة الوحيدة المؤهلة لإدارة قطاع غزة عبر لجنة مؤقتة بدعم عربي ودولي”، مشدداً على “ضرورة تسليم حماس والفصائل سلاحها، وعدم وجود دور لها في الحكم”.
ورحب عباس باعتراف الدول بدولة فلسطين، موجهاً الشكر إلى السعودية وفرنسا على تنظيم المؤتمر.
بدوره، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بانعقاد مؤتمر حل الدولتين، معتبراً أنه “فرصة تاريخية يجب اغتنامها لإنهاء عقود الصراع والمعاناة”.
وأضاف السيسي في منشور على منصة “إكس” أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وتجسيدها على الأرض.. هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن والتعاون الدائم بين شعوب المنطقة”.
وفي ذات السياق وصف ملك الأردن عبد الله الثاني حل الدولتين بأنه “السبيل الوحيد لتحقيق السلام في المنطقة”، مضيفاً أن الفلسطينيين يعانون نتيجة سفك الدماء في غزة، وانتهاك القوانين الدولية.
وأشاد الملك عبد الله بالإجماع العالمي لدعم حل الدولتين، داعياً إلى وقف جميع الإجراءات التي تقوضه، وأكد “ضرورة استعادة الأمل والعمل الجاد لتحقيق السلام العادل والدائم”.
كذلك، شدد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف على ضرورة توسيع قاعدة الاعتراف بدولة فلسطين وتمكينها من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى التصدي لمحاولات إسرائيل ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. واعتبر أن هذا الإجماع الدولي هو الضامن الرئيسي لتسوية عادلة ودائمة للقضية الفلسطينية.
وأشار وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية سلطان بن سعد المريخي، إلى “الدمار الكامل” في قطاع غزة و”العنف الوحشي” في الضفة الغربية المحتلة، مؤكداً أهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
بدوره أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، خليفة بن شاهين المرر، “ضرورة خلق أفق سياسي واضح وخارطة طريق ملزمة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مع إصلاح وتمكين سلطة فلسطينية شرعية”.
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، فضلاً عن إدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وغير مشروط إلى كافة أنحاء قطاع غزة.
وأكد أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، خلال مؤتمر “حل الدولتين” أن الهدف ليس فقط إنقاذ الدولة الفلسطينية، بل إنقاذ “بعضاً من إنسانيتنا جميعاً”.
وأوضح أن دولة إسرائيل أنشئت بقرار أممي، وكان من المفترض إقامة دولة فلسطينية إلى جوارها، إلا أنها “لم تُنشأ لأسباب متعددة”. كما أشار إلى أن الدول التي تعترف بفلسطين اليوم “تتحمل مسؤولية حماية الفلسطينيين من القتل الممنهج”، وكذلك “حماية المشروع الفلسطيني من إجراءات عقابية تهدد فرصه المستقبلية”.
وقف “الإبادة الجماعية”
على الصعيد الأوروبي، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة بأسرع وقت، مستنكراً “العنف والعدوان بحق الفلسطينيين”، وطالب باتخاذ “إجراءات عاجلة لوقف الإبادة الجماعية في غزة”.
وحذرت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر، من “الخطر الجسيم الذي يهدد حل الدولتين بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة”، مؤكدة اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين.
واعتبرت أنه “لا دور لحماس في الدولة الفلسطينية”، وأن “الحل الدائم يكمن في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة”.
في السياق، وصف رئيس الوزراء الإيرلندي، مايكل مارتن، العنف ضد الفلسطينيين بأنه “اعتداء على المجتمع الدولي بأسره”، واصفاً أفعال إسرائيل بـ”غير المبررة”، وشدد على أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لإنهاء العنف”.
في المقابل، أكد الرئيس البرتغالي، مارسيلو ريبيلو دي سوزا، أن “الاعتراف بدولة فلسطين يعادل الاعتراف بالسلام ذاته”، مجدداً اعتراف بلاده رسمياً بالدولة الفلسطينية ذات السيادة. وشدد على أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
من جهته، قال رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، إن استمرار بناء المستوطنات وعنف المستوطنين يقوض جهود حل الدولتين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “تسعى لمنع إقامة دولة فلسطينية”، وتهدف إلى “تهجير الفلسطينيين”، مؤكداً أن أفعالها “تمثل إبادة جماعية بحق الفلسطينيين”.
ودعا أردوغان المجتمع الدولي، إلى “التدخل لوقف التوسعات الاستيطانية” في الضفة الغربية، و”وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة”.
من جانبه، ندد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بطريقة اسخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي، واصفاً إياه بأنه “يقوض أساس وجود الأمم المتحدة”، مضيفاً أن “القتل العشوائي للمدنيين الفلسطينيين لا يمكن تبريره”، وأن “ما يجري في غزة يعد إبادة للشعب الفلسطيني، ومحاولة للقضاء على فرص قيام الدولة الفلسطينية”.
بدوره، وصف رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، ما يتعرض إليه الفلسطينيون بـ”الإبادة الجماعية”، مشدداً على أن حل الدولتين هو “الحل الوحيد للنزاع”، ودعا إلى “احترام مبادئ القانون الدولي والإنساني”.
الاعتراف بفلسطين “حق وليس مكافأة”
من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن الاعتراف بدولة فلسطين “حق وليس مكافأة”، معرباً عن خيبة أمله بسبب “منع الوفد الفلسطيني من حضور المؤتمر”، ودعا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة فوراً، وإطلاق سراح المحتجزين، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
بدورها، شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، على ضرورة وضع “خطوات ملموسة لا رجعة فيها لتحقيق حل الدولتين”، مطالبة بـ”وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وتيسير وصول المساعدات إلى غزة”.
وحذرت بيربوك، من أن “التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يعرقل السلام”، مؤكدة “أهمية إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل”.
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن “الكارثة في غزة يجب أن تتوقف الآن”، مشيرة إلى أن “وقف الحرب وحده قد لا يكون كافياً”، ودعت إلى إعادة إعمار القطاع ومشاركة الجميع في جهود التعافي.