سيد حسين القصاب
وقّعت البحرين اتفاقية لاستضافة المرصد الدولي للتمور، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم في جمع وتحليل ونشر البيانات المتعلقة بسوق التمور، وذلك في خطوة تعكس المكانة الدولية لمملكة البحرين ودورها المتنامي في دعم المبادرات الزراعية والاقتصادية.
ويأتي هذا المشروع ليضع البحرين في قلب الجهود الدولية الرامية إلى تطوير صناعة التمور وتعزيز مكانتها في التجارة العالمية.
انطلاقة الفكرة
انطلقت فكرة إنشاء المرصد الدولي للتمور من المجلس الدولي للتمور، الذي تترأسه المملكة العربية السعودية، ويضم أكثر من 15 دولة عربية منتجة ومصنعة للتمور، إضافة إلى منظمات دولية متخصصة.
وخلال الدورة الرابعة للمجلس التي عقدت بالرياض في نوفمبر 2024، طُرحت مبادرة تأسيس المرصد، حيث حظيت البحرين بترحيب ودعم الأعضاء لاستضافته نظرًا لما تتمتع به من مكانة إقليمية ودولية متميزة.
أهداف المرصد ومهامه
يهدف المرصد إلى جمع وتحليل ونشر البيانات المتعلقة بسوق التمور عالمياً، ليكون مرجعاً موثوقاً لصناع القرار والدول الأعضاء.
كما يسهم في تعزيز الشفافية بالأسواق الدولية، ودعم التجارة العالمية للتمور، إلى جانب حفظ الإرث الزراعي. ويعد المرصد أداة استراتيجية لدعم القرارات المبنية على مؤشرات دقيقة ومعايير علمية معتمدة.
مزايا استضافة البحرين للمرصد
يمثل إنشاء المرصد في البحرين خطوة استراتيجية تعزز مكانتها كمركز إقليمي ودولي في قطاع التمور، حيث سيساهم في ترسيخ سمعة المملكة كمركز متخصص في تجارة التمور وقواعد بياناتها، وتشجيع الابتكار في إنتاج وتسويق التمور ومنتجاتها المشتقة، إلى جانب توفير منصة لتبادل المعرفة والخبرات بين الدول المنتجة والمستهلكة، ودعم جهود التنسيق مع المنظمات الدولية لتطوير صناعة التمور عالمياً.
الإجراءات والاتفاقية القانونية
تم توقيع اتفاقية إنشاء المرصد الدولي للتمور يوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر 2025 في المنامة، وتنص على دخولها حيز التنفيذ فور إشعار حكومة البحرين باستكمال الإجراءات القانونية اللازمة، حيث ستظل الاتفاقية سارية لمدة غير محددة، مع إمكانية إنهائها بإشعار مسبق قبل ستة أشهر عبر القنوات الدبلوماسية.
المعلومات التشغيلية للمرصد
سيباشر المرصد أعماله من مكاتب في البحرين يجري تحديدها لاحقاً، فيما سيتكفل مجلس التمور برواتب الموظفين وتكاليف التشغيل، حيث ستبدأ هذه الإجراءات عقب استكمال التوقيع الرسمي على الاتفاقية، بما يضمن انطلاقة عملية ومنظمة للمرصد.
انعكاسات إقليمية ودولية
إن اختيار البحرين لاستضافة المرصد يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرتها على تحويل المبادرات الاستراتيجية إلى منصات عمل مؤثرة لتؤكد دورها الفاعل في مجال الأمن الغذائي والابتكار الزراعي، ويعزز مكانتها كجسر حيوي للتعاون الدولي في إحدى أهم الصناعات الزراعية والتجارية في العالم.
ختاماً
وبإطلاق المرصد الدولي للتمور من المنامة، تترسخ مكانة البحرين كحاضنة للمشاريع الرائدة ذات البعد الدولي، ومساهم رئيسي في دفع عجلة التنمية الزراعية والتجارية المستدامة.
كما يفتح هذا المشروع آفاقاً واسعة أمام الدول الأعضاء للتعاون وتبادل الخبرات، بما يرسخ من حضور صناعة التمور في الأسواق العالمية، ويعزز من مساهمة المنطقة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي.