في مشهد إنساني أبكى العالم وأعاد تسليط الضوء على المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة القصف الإسرائيلي المستمر، ظهر الطفل الفلسطيني “جدوع” وهو يحمل شقيقه الصغير على كتفه المنهك، محاولًا الفرار به من بين الركام والنيران، في صورة جسدت حجم الألم والصمود داخل قطاع غزة.
هذا المشهد المؤثر لم يمر مرور الكرام، إذ كشف الإعلامي والمحامي الدولي خالد أبو بكر عن كواليس إنقاذ الطفل وشقيقه، حيث سرد تفاصيل تدخل إنساني عاجل قادته الأجهزة المصرية بدعم مباشر من القيادة السياسية، ليكتب فصلًا جديدًا من فصول التضامن المصري مع الأشقاء الفلسطينيين.
رواية خالد أبو بكر
من خلال منشور على صفحته الرسمية عبر منصة “إكس”، روى خالد أبو بكر ما جرى قائلاً: “هذا ما حدث، اتصلت بالحاج إبراهيم العرجاني، قلت له عاوزين نوصل للطفلين”، ليؤكد له الأخير أن أجهزة الدولة المصرية ستتولى مهمة العثور عليهما، طالبًا مهلة يومين فقط للوصول إليهما، مضيفًا: “وعدني وقال لو وصلوا مصر هما في رقبتي”.
وبالفعل، لم يمر وقت طويل حتى أعلن أبو بكر أن الطفلين أصبحا في عهدة مصرية آمنة، قائلاً: “يومين وقدرنا نوصل لهم، وهما الآن تحت إشراف مصري، الحمد لله، شكرًا للدولة المصرية، شكرًا الحاج إبراهيم العرجاني”.
الاستجابة المصرية السريعة
الاستجابة المصرية لم تتأخر، حيث بادرت اللجنة المصرية المعنية، وبتوجيهات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى التحرك العاجل لإنقاذ الطفلين، في إطار الجهود المستمرة لدعم قطاع غزة والتخفيف من معاناة سكانه.
وأكدت اللجنة أنها لبّت النداء سريعًا وتوجهت مباشرة إلى موقع الطفلين، حيث تم استقبالهما داخل خيمة تابعة للجنة المصرية، لتأمين الرعاية اللازمة لهما بعد رحلة نزوح قاسية بين شمال القطاع وجنوبه، عانى خلالها الطفلان من الخوف والجوع وسط أصوات القصف المتواصل.
شهادة الأم الفلسطينية
من جانبها، عبّرت والدة الطفلين عن امتنانها العميق لما جرى، موجهة الشكر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وللجهود المصرية المبذولة من أجل أطفال غزة. وروت الأم تفاصيل اللحظات المؤلمة قائلة: “قعدت أدور على أولادي، لقيت ابني حامل أخوه وماشي على طريق الجنوب بين الناس النازحين. رغم القصف والبكاء وغياب أبوه وأمه”.
وأضافت الأم أن ابنها ظل يسير لمسافة طويلة وهو يحمل شقيقه الأصغر حتى وصل إلى مكان آمن، مؤكدة أن ما قام به ابنها دليل على شجاعة أطفال غزة وصبرهم على المأساة التي يعيشونها يوميًا.
تضامن إنساني ورسالة أمل
تجسد هذه القصة المؤثرة أسمى صور التضامن الإنساني، إذ لم يكن الأمر مجرد إنقاذ لطفلين فقط، بل رسالة قوية تؤكد أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تتوانى عن دعم الفلسطينيين في أصعب الظروف. كما يعكس الموقف بطولة طفل صغير جسّد بإصراره وصبره صورة الصمود الفلسطيني في وجه العدوان.
المصدر: صدى البلد