وانغ لي جيه **
بُثَّتْ مؤخراً النسخة الصينية من البرنامج التلفزيوني “قراءة في فكر شي جين بينغ الاقتصادي” على القناة الاقتصادية التابعة لمجموعة الصين للإعلام، كما عُرض بالتوازي على منصات الإعلام الجديدة مثل أخبار مجموعة الصين للإعلام، فيما عرضت النسخ مُتعددة اللغات عبر “قناة CGTN”.
ويُعدّ هذا البرنامج أول عمل تلفزيوني وثائقي يقدم تفسيرا منهجياً لفكر شي جين بينغ الاقتصادي، حيث اعتمد على أسلوب ابتكاري يجمع بين “الفكر + الفن + التكنولوجيا”، وحوّل النظريات العميقة إلى لغة بسيطة يفهمها عامة الناس، مستندًا على أكثر من 100 حالة ميدانية وشروح الخبراء، ليظهر بجلاء قوة هذا الفكر نظريا وعمليا.
أثار البرنامج فور بثه تفاعلا قويا في المجتمع. ووفق الإحصاءات، فقد تجاوزت التغطية الإعلامية الشاملة 400 ملايين مشاهدة، لتتحول الطاقة الإيجابية إلى تدفق جماهيري واسع. ويرى الخبراء أن توقيت عرضه جاء في لحظة يتسم فيها المشهد الاقتصادي في العالم بالتعقيد والتقلبات، فعبر بوضوح عن الموقف الصيني وعزّز ثقة المجتمع بأسره في مواجهة التحديات والمخاطر.
والأهم من ذلك أن البرنامج أحدث تأثيرا إيجابيا في ساحة الرأي العام الدولي. إذ يؤكد فكر شي جين بينغ الاقتصادي على مواجهة عدم اليقين العالمي باستقرار الصين، ويدعو إلى دفع العولمة الاقتصادية نحو مزيد من الانفتاح والشمولية والمنفعة المتبادلة والتوازن والكسب المشترك. وترى الأوساط الدولية أن ما يسمى بسياسة “أولوية الدولة الواحدة” هو مسار انتحاري، كمن يتجرع السم لإطفاء الظمأ. كما أظهر استطلاع عالمي نشرته CGTN أن أكثر من 90% من المشاركين يعتقدون أن ممارسات الابتزاز الاقتصادي التي تنتهجها بعض الدول كانت سببا رئيسيا في تقويض استقرار الأسواق، وهو ما يثبت جاذبية فكر شي جين بينغ الاقتصادي وواقعيته.
إن فكر شي جين بينغ الاقتصادي لا يقدّم فقط دليلا علميا لتحقيق التنمية عالية الجودة للاقتصاد الصيني في العصر الجديد، بل يمثّل أيضا “الحل الصيني” لدفع الاقتصاد العالمي نحو التنمية المشتركة المربحة للجميع. فالمبادئ التي يتبناها من مساواة وتعاون وتقاسم باتت تحظى باعتراف ودعم متزايد من الدول المختلفة. ومن خلال نافذة «قراءة في فكر شي جين بينغ الاقتصادي»، رأى العالم الفرص الواسعة التي يجلبها التحديث الصيني النمط، واستشعر الدور المستقر الذي تضيفه الصين إلى منظومة الحوكمة العالمية.
وكما ذكر الرئيس شي جين بينغ: “الاقتصاد الصيني محيط واسع، وليس بركة صغيرة”. هذا المحيط يزداد اتساعا بعد أن صقلته العواصف والأمطار. وفي خضم المتغيرات المتسارعة في المشهد الدولي، فإن “قراءة في فكر شي جين بينغ الاقتصادي” لا يقتصر دورها على تعزيز الثقة بالتنمية الداخلية، بل تضخ أيضا اليقين والطاقة الإيجابية في عالم مضطرب، لتجسد المعنى العالمي لفكر الصين الاقتصادي في العصر الجديد.
** كاتبة صينية