أعرب المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، الثلاثاء، عن استعداد روسيا للالتزام بالقيود التي تنص عليها معاهدة الحد من الأسلحة النووية “نيو ستارت” لمدة عام، شريطة اتخاذ الولايات المتحدة “موقفاً مماثلاً”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أبدى، الاثنين، استعداده لتمديد المعاهدة لمدة عام، إذا أقدم نظيره الأميركي دونالد ترمب على الخطوة نفسها.
ومن المقرر أن تنتهي معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة، المعروفة اختصاراً باسم “نيو ستارت”، في الخامس من فبراير 2026.
وقال بيسكوف للصحافيين: “نحن مستعدون لمواصلة الالتزام بالقيود لمدة عام. هذا ما سنفعله، لكن هذا، بالطبع، يتطلب موقفاً مناسباً وقراراً مماثلاً من الولايات المتحدة”.
وأضاف: “إذا لم يتم الالتزام بها من الجانب الآخر، فسيكون علينا بالطبع اتخاذ تدابير”، وفق ما أوردت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية للأنباء.
وأشار إلى أن “الكرملين اطلع على تقارير تفيد بأن ترمب شخصياً سيتحدث عن مبادرة روسيا بشأن معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (نيو ستارت)”.
وتابع: “سمعنا أمس تصريحاً من زميلي في البيت الأبيض، يفيد بأن الرئيس ترمب سيُعلق شخصياً على هذه المسألة”.
وأردف: “من الواضح أنه من المستحيل عملياً الاتفاق على مثل هذه الوثيقة قبل انتهاء سريان الوثيقة الحالية، فهي مسألة معقدة للغاية، وبطبيعة الحال، تتطلب موقفاً شاملاً”.
وأكد بوتين، خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي، استعداده لتمديد هذه الاتفاقية لمدة عام واحد، بما يخدم مصالح منع الانتشار النووي العالمي، وللمساعدة في تحفيز الحوار مع واشنطن بشأن المعاهدة التي ستعوضها، إذا كان ترمب مستعداً لفعل الشيء نفسه.
وذكر بيسكوف، أن مسألة معاهدة ” نيو ستارت” الجديدة، طرح بشكل عام خلال اتصالات بوتين وترمب، مشيراً إلى أن بوتين لم يبلغ ترمب مسبقاً بفكرة تمديد المعاهدة.
وتحد معاهدة “نيو ستارت” من عدد الأسلحة النووية التي يمتلكها الجانبين الروسي والأميركي، إذ تحدد عدد الرؤوس النووية الاستراتيجية والصواريخ والقاذفات البرية والغواصات التي يمكن للولايات المتحدة وروسيا نشرها. ومن المقرر أن تنتهي صلاحية المعاهدة في 5 فبراير 2026.
حوادث مسيرات في كوبنهاجن
ونفى بيسكوف صحة الاتهامات الدنماركية لبلاده بشأن التورط روسيا في حوادث طائرات مسيّرة بأنها “لا أساس لها من الصحة”.
ومضى قائلاً: “الاتهامات الباطلة من الغرب لم تعد تأخذ على محمل الجد”، مشيراً إلى أن الجيش الروسي “يتخذ إجراءات فعالة للتصدي لهجمات الطائرات المسيرة”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت الدنمارك إن الطائرات المسيّرة التي أوقفت الرحلات الجوية في مطارها الرئيسي، الاثنين، كانت “أخطر هجوم” حتى الآن على بنيتها التحتية الحيوية، وربطتها بسلسلة من الغارات الجوية الروسية المشتبه بها بطائرات مسيرة، وغيرها من الاضطرابات في جميع أنحاء أوروبا.
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية، مته فريدريكسن، إن نشاط الطائرات المسيرة يبدو أنه يهدف إلى “تعطيل وإثارة الاضطرابات”، على الرغم من أن السلطات امتنعت عن إعلان أسماء مشتبه بهم.
وتم إغلاق مطاري كوبنهاجن وأوسلو، وهما الأكثر ازدحاماً في منطقة الشمال الأوروبي، لساعات بعد رصد مسيرات في مجالهما الجوي في وقت متأخر الاثنين، ما تسبب في تقطع السبل بعشرات الآلاف من الركاب بعد تحويل مسار رحلات جوية.
وأضافت فريدريكسن في بيان: “من الواضح أننا لا نستبعد أي خيارات فيما يتعلق بالجهة التي تقف وراء ذلك. ومن الواضح أن هذا يتناسب مع التطورات التي لاحظناها مؤخراً مع هجمات أخرى بطائرات مسيرة، وانتهاكات المجال الجوي، وهجمات القراصنة على مطارات أوروبية”.
وأشارت فريدريكسن في تصريحات للإذاعة الدانماركية “دي آر” إلى التوغلات الأخيرة لطائرات مسيّرة روسية في المجال الجوي البولندي والروماني، بالإضافة إلى ما ذكرته إستونيا من دخول طائرات مقاتلة روسية مجالها الجوي الجمعة، مضيفة: “بالتأكيد لا يمكنني أن أنكر بأي شكل من الأشكال أن روسيا هي التي فعلت ذلك”.