أعلن جهاز الخدمة السرية الأميركي، الثلاثاء، مصادرة معدات شبكة اتصالات ضخمة غير شرعية في نيويورك، قادرة على تعطيل الهواتف الخلوية.

وقال المسؤولون الأميركيون، إن معدات شبكة الاتصالات، مجهولة المصدر، تضمنت أكثر من 100 ألف شريحة SIM و300 خادم، وجرى وضعها في مواقع تبعد نحو 35 ميلاً (56 كيلومتراً) عن مقر الأمم المتحدة، الذي يستضيف اجتماعات الجمعية العامة.

وأوضحوا أن هذه المعدات، كانت قادرة على تعطيل خدمات الاتصالات الخلوية، والتأثير على أنظمة الاستجابة للطوارئ، فضلاً عن استخدامها لإجراء اتصالات مشفّرة.

ويُنظر إلى هذه الشبكة كواحدة من “أوسع التهديدات المرتبطة بالاتصالات التي تم كشفها على الأراضي الأميركية”، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.

وحذّر المحققون من أن هذا النظام كان بإمكانه “تعطيل خدمات الهواتف الخلوية، وتلك المرتبطة بالاستجابة للطوارئ ومكافحة الإرهاب”.

واكتُشفت الشبكة في إطار تحقيق أوسع للخدمة السرية حول تهديدات اتصالات استهدفت مسؤولين أميركيين كبار.

وأوضح المحققون، أن هذه الخوادم عملت مثل “بنوك من الهواتف الوهمية”، قادرة على توليد مكالمات ورسائل جماعية، وإغراق الشبكات المحلية، وإخفاء اتصالات مشفرة تُستخدم من قبل مجرمين.

وأوضح أحد المسؤولين في جهاز الخدمة السرية، أن الشبكة كانت قادرة على إرسال 30 مليون رسالة نصية في الدقيقة، بشكل مجهول. 

وقال جهاز الخدمة السرية الأميركي، إنه لم يسبق له أن رأى عملية بهذا الحجم من قبل.

وعندما دخل العملاء إلى المواقع، وجدوا صفوفاً من الخوادم ورفوفاً ممتلئة بشرائح SIM وكانت أكثر من 100 ألف شريحة نشطة بالفعل، إلى جانب أعداد كبيرة جاهزة للتشغيل، ما يشير إلى أن المشغلين كانوا يخططون لمضاعفة سعة الشبكة.

ورغم أن التحقيق الجنائي لا يزال في بداياته، يعتقد جهاز الخدمة السرية، أن “جهات فاعلة تابعة لدول استخدمت هذا النظام لإرسال رسائل مشفرة إلى منظمات إجرامية، وعصابات، وجماعات إرهابية”.

ولم تكشف السلطات الأميركية، عن أسماء الحكومات أو الجماعات الإجرامية المرتبطة بالشبكة حتى الآن.

عملية تجسس محتملة

وأكد جهاز الخدمة السرية الأميركي، أنه “لا توجد معلومات محددة” تفيد بأن هذه الشبكة، التي تم تفكيكها الآن، “شكّلت تهديداً مباشراً لاجتماعات الأمم المتحدة”، حسبما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز”.

 ويتولى الجهاز، قيادة العمليات الأمنية لاجتماعات الأمم المتحدة هذا الأسبوع، والتي تستضيف أكثر من 100 زعيم أجنبي، بالإضافة إلى وزراء ومسؤولين.

وقال خبراء لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن حجم المعدات المكتشفة يشير إلى احتمال أن تكون جزءاً من “عملية تجسس” تقودها دولة.

وأظهر التحليل الأولي للبيانات على بعض شرائح SIM وجود صلات مع دولة أجنبية واحدة على الأقل، بالإضافة إلى روابط مع مجرمين معروفين لدى السلطات الأميركية، بينهم أعضاء في عصابات مخدرات، حسبما ذكر مسؤولون في جهاز الخدمة السرية، في مؤتمر صحافي عبر الهاتف، نقلته “نيويورك تايمز”.

وقال مات ماكول، مدير جهاز الخدمة السرية: “سنواصل العمل للتعرف على المسؤولين عن هذه الشبكة وأهدافهم، بما في ذلك ما إذا كان قصدهم تعطيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة واتصالات المسؤولين الحكوميين وفرق الطوارئ، خلال الزيارة الرسمية لقادة العالم في نيويورك”.

ووصف مات ماكول العملية، بأنها “منظمة بشكل جيد وممولة بسخاء، كلفت ملايين الدولارات من المعدات والشرائح وحدها”.

خطر انهيار شبكات الاتصال

ولم يكشف جهاز الخدمة السرية تفاصيل عن طبيعة هذه التهديدات، لكن ماكول وصف بعضها بأنها “مكالمات احتيالية”. وقال: “هذه الشبكة كانت تملك القدرة على تعطيل أبراج الاتصالات الخلوية وإيقاف شبكة الهواتف المحمولة بالكامل”.

وقارن ماكول تأثيرها المحتمل بانقطاع الاتصالات الخلوية الذي أعقب هجمات 11 سبتمبر وتفجير ماراثون بوسطن، حين انهارت الشبكات تحت الضغط. وأوضح أن الفارق هذه المرة هو أن المهاجمين كانوا سيملكون القدرة على فرض هذا الانقطاع في الوقت الذي يختارونه، حسبما نقلت عنه “أسوشيتد برس”.

ويواصل المحققون تحليل بيانات شرائح SIM، بما يشمل المكالمات والرسائل وسجل التصفح. وقال ماكول إنهم يتوقعون أن تكشف التحقيقات أن مسؤولين حكوميين آخرين كانوا أيضاً مستهدفين في هذه العملية.

كما عرض جهاز الخدمة السرية صوراً تُظهر خوادم وهوائيات وشرائح SIM حيث كانت الخوادم موضوعة على رفوف تمتد من الأرض إلى السقف.

وإلى جانب حهاز الخدمة السرية، يشارك في التحقيق شرطة نيويورك ووزارة العدل وإدارة تحقيقات الأمن الداخلي ومكتب مديرة الاستخبارات الوطنية.

وقال ماكول: “التحقيق لا يزال مستمراً، لكن لا يوجد أي سبب يدعونا للاعتقاد بأننا لن نعثر على مزيد من هذه الأجهزة في مدن أخرى”.

وكشف مسؤول آخر أن العملاء عثروا أيضاً أثناء المداهمات على 80 جراماً من الكوكايين، وأسلحة غير قانونية، وأجهزة كمبيوتر، وهواتف محمولة.

شاركها.