أمل محمد أمين

يواجه الأهل صعوبة في مواجهة في معرفة الفرق بين مفاهيم صعوبات التعلم والمؤشرات الدالة على أن الطفل طبيعي ويعاني من بعض التأخير في النمو، كثير من الأهل يجدون صعوبة في التمييز بين صعوبات التعلّم (Learning Disabilities) وبين ما يُعتبر مجرد تأخر نمائي عادي أو فروق فردية طبيعية بين الأطفال. هذا الالتباس أمر شائع، خصوصاً أن بعض مؤشرات التأخر تبدو متشابهة. وهذا توضيح مبسط يساعد الأهل على الفهم:

أولاً: ما هي صعوبات التعلّم؟

اضطرابات نمائية عصبية تؤثر بشكل أساسي في اكتساب مهارات أكاديمية محددة مثل: القراءة، الكتابة، الحساب. لا ترتبط بمستوى الذكاء العام، فقد يكون الطفل ذكاؤه طبيعي أو حتى مرتفع. تظهر بشكل مستمر رغم المساعدة والتدريب.

ثانياً: ما هو التأخر النمائي الطبيعي أو العابر؟

بعض الأطفال يتأخرون قليلًا عن أقرانهم في الكلام، المهارات الحركية، الانتباه. غالباً يكون السبب فروق فردية أو عوامل بيئية (قلة التحفيز، اختلاف في أسلوب التربية، الحرمان من الخبرات..). ومع الدعم الأسري والتمارين يلحق الطفل بأقرانه تدريجياً.

ثالثاً: مؤشرات صعوبات التعلّم:

صعوبة واضحة في تمييز الحروف أو الأرقام رغم التدريب. بطء شديد في التعلم مقارنة بالأقران. أخطاء متكررة في القراءة (قلب الحروف، حذف مقاطع). مشاكل في الذاكرة قصيرة المدى (نسيان التعليمات البسيطة بسرعة). أداء غير متوازن: ذكي في الحوار واللعب، لكن متعثر في المدرسة.

رابعاً: مؤشرات التأخر الطبيعي (وليس صعوبات تعلم):

وجود تحسن تدريجي مع العمر والممارسة. الصعوبات تظهر في أكثر من مجال، ليس فقط الأكاديمي (مثل تأخر الكلام + الحركة). غالباً تكون ة بظروف بيئية أو صحية مؤقتة (مثلاً نقص تعرضه للكتب أو اللعب التفاعلي). لا يكون هناك فجوة كبيرة بين مستوى ذكاء الطفل وأدائه الأكاديمي.

خامساً: متى يجب مراجعة مختص؟

إذا استمرت المشكلة لأكثر من 6 أشهر رغم المحاولات. إذا كان هناك فارق واضح بين ذكاء الطفل العام ومستواه الدراسي. إذا ظهرت مشكلات سلوكية ة (تجنب المدرسة، فقدان الثقة بالنفس). اختيار نوع المدرسة وطريقة التعليم يختلف بين حالة الطفل الذي لديه تأخر نمائي بسيط والطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم حقيقية.

سادساً: الفرق في نوع المدرسة ونوع الدراسة:

1. في حالة التأخر النمائي البسيط.المدرسة: يمكن للطفل الالتحاق بمدرسة عادية.طريقة التعليم: يحتاج فقط إلى دعم إضافي داخل الصف، مثل: تبسيط الشرح. تكرار الأنشطة. إتاحة وقت أطول لإنجاز المهام. مع الوقت والتدريب يلحق الطفل بأقرانه دون الحاجة إلى برامج خاصة جداً. يجب اختيار مدرسة خاصة في حالة صعوبات التعلم: من الأفضل أن تكون المدرسة مجهزة ببرامج التربية الخاصة أو غرف المصادر (Resource Rooms).طريقة التعليم: يحتاج الطفل إلى خطة تربوية فردية (IEP) تشمل: استراتيجيات تعليمية متخصصة (التعليم متعدد الحواس، استخدام التكنولوجيا المساندة). متابعة فردية من معلم صعوبات التعلم.

شاركها.