أكد أخصائي تعزيز جودة الحياة وعضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة جاسم آل ماجد أن أمراض القلب تُعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، حيث يفقد أكثر من 17 مليون شخص حياتهم سنوياً بسبب هذه الأمراض. من بين هؤلاء، 25% يموتون بشكل مفاجئ. وفي الولايات المتحدة، تحدث أكثر من 1000 حالة وفاة يومياً دون أي إنذار مسبق، مشيراً إلى أن السكتة القلبية تُعد السبب الأكثر شيوعاً للوفاة المفاجئة بين البالغين، ويمكن أن تحدث دون سابق إنذار.

وأوضح آل ماجد أن السكتة القلبية تختلف عن النوبة القلبية؛ فالنوبة القلبية تحدث نتيجة انسداد الشرايين؛ مما يعيق تدفق الدم إلى عضلة القلب، بينما السكتة القلبية تنتج عن خلل كهربائي في القلب يؤدي إلى اضطراب في نبضاته، مما يعيق ضخ الدم بشكل كافٍ إلى الأعضاء الحيوية مثل الدماغ وعضلة القلب. إذا لم تُقدم الرعاية الطبية الفورية، تقل فرص النجاة بنسبة 10% كل دقيقة، مما يجعل التدخل السريع أمراً حيوياً.

وقال: «حتى الأشخاص الشباب وذوو الصحة الجيدة قد يتعرضون لسكتة قلبية مفاجئة. وعلى الرغم من أن مرض الشريان التاجي هو السبب الأكثر شيوعاً، إلا أن التشوهات الهيكلية والكهربائية في القلب تُعتبر أسباباً رئيسية للسكتة القلبية لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً. يمكن تشخيص تضخم القلب باستخدام مخطط صدى القلب، بينما تُشخص التشوهات الكهربائية عبر تخطيط كهربائي للقلب».

وأضاف: «تُظهر الإحصائيات العالمية أن أمراض القلب تُعتبر من الأسباب الرئيسية للإجازات المرضية في أماكن العمل، مما يؤثر بشكل كبير على الإنتاجية والاقتصاد. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تُسبب أمراض القلب والأوعية الدموية خسائر اقتصادية تُقدر بمليارات الدولارات سنوياً بسبب الإجازات المرضية وانخفاض الإنتاجية».

وبيّن أن الدراسات في الولايات المتحدة تظهر أن حوالي 15% من الإجازات المرضية الطويلة الأمد تُعزى إلى مشاكل القلب والأوعية الدموية. كما أن السكتة القلبية المفاجئة تُعتبر من الحالات الطارئة التي يمكن أن تحدث في أي مكان، بما في ذلك أماكن العمل، مما يستدعي التدخل الفوري لإنقاذ الحياة».

وذكر أن الإحصائيات تُشير أيضاً إلى أن الموظفين الذين يعانون من أمراض القلب يميلون إلى أخذ إجازات مرضية أكثر بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بزملائهم الأصحاء. هذا الأمر يُبرز أهمية تعزيز الوعي الصحي وتبني برامج الوقاية في بيئة العمل لتحسين صحة الموظفين وتقليل الإجازات المرضية الة بأمراض القلب.

وتابع: «من خلال تعزيز ثقافة الصحة والوقاية في مكان العمل، يمكن للشركات تحسين صحة موظفيها وتقليل تأثير أمراض القلب على الإنتاجية والإجازات المرضية. تبني نمط حياة صحي ومتوازن يُعتبر خطوة أساسية نحو تحقيق هذا الهدف، مما يساهم في خلق بيئة عمل أكثر صحة وإنتاجية».

وقال إن الخبر الجيد هو أن السكتة القلبية والموت المفاجئ يمكن الوقاية منهما، إذ تبدأ الوقاية بفحص القلب، وهو إجراء بسيط ومتاح بسهولة. يتضمن الفحص استشارة قصيرة مع طبيب القلب، يليها تخطيط كهربائي للقلب ومخطط صدى القلب، وفي بعض الأحيان اختبار الإجهاد على جهاز المشي. يمكن أن يكشف الفحص عن أخطار كامنة قد لا يكون الشخص على دراية بها، مما يساهم في إنقاذ الحياة.

وأضاف أن فحوصات القلب تتوفر في معظم المستشفيات والمراكز الصحية، وبغض النظر عن مدى صحتك ولياقتك، يجب عليك فحص صحة قلبك بشكل دوري لضمان الوقاية من المخاطر المحتملة.

وتحدث عن دور الرفاهية في أماكن العمل في تقليل مشاكل القلب وجودة حياة. وأكد آل ماجد أن الرفاهية في أماكن العمل تلعب دوراً حيوياً في تحسين جودة حياة الموظفين وتقليل مشاكل القلب. عندما تركز الشركات على تعزيز الرفاهية، فإنها تساهم في خلق بيئة عمل صحية تدعم الصحة الجسدية والنفسية للموظفين.

وقال إن الطرق التي يمكن أن تؤثر بها الرفاهية في أماكن العمل على تقليل مشاكل القلب وتحسين جودة الحياة تشمل:

تشجيع النشاط البدني: توفير مرافق رياضية أو تنظيم أنشطة رياضية جماعية يمكن أن يحفز الموظفين على ممارسة الرياضة بانتظام، مما يعزز صحة القلب، ويقلل من مخاطر الأمراض القلبية

التغذية الصحية: تقديم خيارات غذائية صحية في الكافيتريات أو خلال الاجتماعات يمكن أن يشجع الموظفين على اتباع نظام غذائي متوازن، مما يساهم في تحسين صحة القلب

إدارة التوتر: توفير برامج لإدارة التوتر مثل جلسات التأمل أو اليوغا يمكن أن يساعد الموظفين في التعامل مع الضغوطات النفسية، مما يقلل من تأثير التوتر على صحة القلب

التوازن بين العمل والحياة: تشجيع الموظفين على تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن يقلل من الإرهاق والإجهاد، مما يساهم في تحسين الصحة العامة وصحة القلب.

التوعية الصحية: تنظيم حملات توعية وورش عمل حول أهمية صحة القلب وطرق الوقاية من الأمراض القلبية يمكن أن يزيد من وعي الموظفين، ويحفزهم على اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحسين صحتهم.

وأضاف أنه من خلال التركيز على هذه الجوانب، يمكن للشركات تعزيز رفاهية الموظفين، مما يؤدي إلى تحسين جودة حياتهم وتقليل مخاطر مشاكل القلب. هذا النهج لا يساهم فقط في صحة الموظفين، بل يعزز أيضاً الإنتاجية والرضا الوظيفي، مما ينعكس إيجاباً على نجاح الشركة بشكل عام.

وختم آل ماجد تصريحه قائلاً: «تذكر أن صحتك هي مسؤوليتك، وسلامة قلبك تعتمد على مدى حرصك واهتمامك بجودة حياتك. تبني نمط حياة متوازن يشمل ممارسة الرياضة بانتظام، تناول الأكل الصحي المتوازن، الحصول على نوم جيد، والحفاظ على حياة اجتماعية سليمة، كلها عوامل تساهم في تعزيز صحة قلبك. بالإضافة إلى ذلك، حاول الابتعاد قدر الإمكان عن التوتر والضغوطات النفسية، حيث إن لها تأثيراً كبيراً على صحة القلب. باتخاذ هذه الخطوات، يمكنك تحسين جودة حياتك والوقاية من المخاطر الصحية المحتملة».

شاركها.