أكد النائب الدكتور منير سرور أن دعم مهنة الحجامة يسهم في تعزيز السياحة العلاجية في مملكة البحرين، ويساعد في تنمية قطاع الطب البديل، داعياً إلى استئناف التعاون المشترك بين الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية “نهرا”، ووزارة الصحة، وصندوق العمل “تمكين”، والجمعية البحرينية للحجامة الشعبية، من أجل ترخيص المزيد من الممارسين النظاميين لهذه المهنة.
وأشار د. سرور إلى أنه التقى مؤخراً بعدد من أعضاء الجمعية البحرينية للحجامة، حيث جرى بحث واقع المهنة وآفاق تطويرها، وسبل الحفاظ عليها باعتبارها إرثاً طبياً وشعبياً مهماً، إلى جانب مناقشة تداعيات وقف البرنامج الوطني لترخيص الحجامين.
وأوضح أن البرنامج كان يستهدف تأهيل نحو 500 حجام ومنحهم تراخيص رسمية للعمل بدعم من “تمكين”، غير أن العدد الفعلي للمستفيدين لم يتجاوز 80 حجاماً فقط، الأمر الذي ترك فجوة واضحة في سوق المهنة.
وقال النائب سرور: “لطالما كانت البحرين وجهة مفضلة للراغبين في الاحتجام من مختلف دول الخليج، بل وخرّجت كوادر محترفة من الحجامين الذين مارسوا المهنة خارج البلاد، إلا أن أحد أبرز العوائق أمام توسع مهنة الحجامة حالياً هو توقف البرنامج الحكومي المعني بتأهيل وترخيص الحجامين الجدد”.
وأضاف إن كوادر الجمعية البحرينية للحجامة تمتلك خبرات ميدانية وعلمية مؤهلة لوضع برنامج تدريبي معتمد بالتعاون مع الجهات الطبية في المملكة، معرباً عن أمله في أن تبحث هيئة المهن الصحية هذا الملف بشكل جاد وحفظ هذه المهنة التي تعكس الأصالة والهوية الوطنية لأنها إرث الأجداد علاوة على أنها سنة نبوية.
وأعرب د. سرور عن ثقته في الجهات التنظيمية، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للصحة برئاسة معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، في معالجة هذا الملف الحيوي، مذكّراً بأن فكرة تدريب الحجامين وتأهيلهم انطلقت أساساً بمبادرة كريمة من معاليه، وفق ما أكده أعضاء الجمعية.
من جانبهم، عبّر أعضاء الجمعية البحرينية للحجامة عن أملهم في استئناف البرنامج الوطني لترخيص الحجامين، مؤكدين أن عشرات الممارسين ينتظرون بفارغ الصبر فرصتهم للانضمام إلى البرنامج، محذرين من أن غياب هذا المسار الرسمي قد يدفع البعض إلى ممارسة المهنة دون ترخيص.
وقال رئيس الجمعية عادل سعد إن الجمعية تعمل على نشر ثقافة الحجامة وفق الأساليب العلمية الحديثة، كما تبذل جهوداً متواصلة للحفاظ على الموروث الشعبي ال بهذه المهنة، مشدداً على أن استئناف منح تراخيص الحجامين سيساعد الجمعية على تحقيق أهدافها في تنظيم المهنة والارتقاء بمستواها.
وأعرب عن استعداد الجمعية الكامل للتعاون مع الجهات الرسمية لإطلاق برنامج وطني بصيغة محدثة لتدريب وتأهيل الحجامين من الناحيتين النظرية والعملية، موضحاً أن الجمعية تضم خبراء وممارسين يمتلكون خبرة طويلة في مجال الحجامة الشعبية.
وأشار سعد إلى أن الحجامين البحرينيين حققوا نجاحات ملحوظة داخل المملكة وخارجها، وأسهموا في علاج الكثير من الحالات المرضية، مما أكسبهم سمعة طيبة على المستوى الخليجي والعربي، مؤكداً أن الحجامين المرخصين حالياً لا يتجاوزون 20% من إجمالي الممارسين في البحرين، معرباً عن أمله في تمكين البقية من الانضمام إلى البرنامج الوطني الرسمي والحصول على تراخيص معتمدة لمزاولة المهنة.