علّقت إندونيسيا، الجمعة، ترخيص تشغيل تطبيق “تيك توك”، بعد أن رفضت منصة التواصل الاجتماعي الكشف عن بيانات البث المباشر للفيديو خلال الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة التي شهدتها الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

وتُعدّ إندونيسيا ثاني أكبر سوق لتطبيق “تيك توك”، بعد الولايات المتحدة، حيث يُقدّر عدد مستخدميه بنحو 150 مليون مستخدم.

وأعلنت وزارة الاتصالات والشؤون الرقمية في إندونيسيا، تعليق ترخيص التطبيق مؤقتاً، بسبب “عدم وفاء تيك توك بالتزاماتها بموجب القوانين واللوائح”، إذ قال مدير عام الوزارة، ألكسندر سابار، في بيان: “هذا تأكيد من الحكومة، بعد أن قدّمت تيك توك بيانات جزئية فقط عن نشاط تيك توك المباشر خلال فترة العرض التوضيحي من 25 إلى 30 أغسطس 2025”.

وأضاف: “طلبت الوزارة بيانات بسبب مزاعم نشر فيديوهات حية من حسابات يشتبه في قيامها بأنشطة المقامرة عبر الإنترنت”، موضحاً أن تطبيق “تيك توك”، المملوك لمجموعة “بايت دانس” التقنية الصينية، مُنحت مهلة حتى 23 سبتمبر الماضي، لتقديم البيانات كاملةً، لكن منصة التواصل الاجتماعي رفضت ذلك، مُشيرةً إلى “سياساتها الداخلية”.

وقال إن التعليق “شكل من أشكال حماية الدولة، ضد إساءة استخدام التكنولوجيا الرقمية”. ولم يتضح بعد ما إذا كان سيتم تعليق التطبيق في إندونيسيا، حيث ظل متاحاً حتى ظهر الجمعة.

“تيك توك”: ملتزمون بالقوانين

بدورها، أكدت “تيك توك”، احترامها قوانين ولوائح الأسواق التي تعمل فيها، مضيفةً: “نعمل بشكل وثيق مع وزارة الاتصالات والشؤون الرقمية لمعالجة هذه المسألة بشكل بناء، مع التزامنا بحماية خصوصية المستخدمين وضمان أن تُوفر منصتنا تجربة آمنة ومسؤولة للمجتمع في إندونيسيا”.

وواجهت “تيك توك” عقبات تنظيمية أخرى في إندونيسيا، ففي عام 2023، اضطرت “تيك توك” إلى إيقاف خاصية التجارة الإلكترونية، بعد أن حظرت حكومة الرئيس آنذاك، جوكو ويدودو، خاصية التسوق الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي، مبررةً ذلك بضرورة حماية الشركات الصغيرة.

ثم اشترت “تيك توك” حصة 75% في “توكوبيديا”، أكبر منصة للتجارة الإلكترونية في البلاد، ودمجتها مع منصات التسوق التابعة لها. واستُخدمت منصة الفيديوهات القصيرة على نطاق واسع خلال الاحتجاجات التي عمّت البلاد في أواخر أغسطس الماضي، والتي تحوّلت إلى أعنف اضطرابات شهدتها البلاد منذ عقود.

واندلعت المظاهرات إثر الكشف عن بدلات سكن سخية للنواب، لكنها امتدت إلى احتجاجات أخرى بسبب تفاقم الاستياء الاقتصادي، حيث لجأ مستخدمو “تيك توك” إلى التطبيق، وخاصية البث المباشر، لتوثيق الاحتجاجات والتعبير عن انتقاداتهم للبرلمان والحكومة.

ولقي ما لا يقل عن 10 أشخاص مصرعهم، من بينهم عفان كورنياوان، وهو سائق دراجة نارية أجرة دهسته سيارة شرطة مدرعة في إحدى المظاهرات، ما أثار المزيد من الغضب.

وأُضرمت النيران في مبانٍ برلمانية إقليمية، ونُهبت منازل نواب، ووزيرة المالية، سري مولياني إندراواتي، ومع تصاعد الاحتجاجات، أعلنت “تيك توك” تعليق خاصية البث المباشر “طواعيةً”، لبضعة أيام، لـ”الحفاظ على مساحة آمنة ومدنية على المنصة”.

شاركها.