جاء رد الرئيس الأميركي دونالد ترمب على بيان حركة “حماس” بموافقتها على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين ضمن خطته بشأن غزة “سريعاً ومفاجئاً”، ليضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في “موقف حرج”، حسبما وصفته شبكة CNN الأميركية.

وأوضحت الشبكة أن البيت الأبيض تلقى، مساء الجمعة، رداً من “حماس” بعد نحو 5 أيام من الانتظار، أعربت فيه الحركة عن موقفها من خطة ترمب التي تهدف إلى إنهاء الحرب على غزة. وفور تسلم البيان، سارع المسؤولون الأميركيون إلى تبنيه ونشره بالكامل على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أنه نشر على الحساب الرسمي للرئيس الأميركي نفسه في “تروث سوشيال”.

ولم يتضمن رد “حماس” موافقة كاملة على جميع بنود الخطة، إذ لم تؤيد صراحة بنوداً محورية، كشرط نزع السلاح. ومع ذلك، اختار ترمب التركيز على النقطة الإيجابية المتمثلة في استعداد الحركة للإفراج عن جميع المحتجزين في غزة.

“ترمب تجاهل الإشارة لنتنياهو”

وأشارت CNN إلى أن رد ترمب، الذي نُشر بعد نحو ساعة فقط من صدور بيان “حماس”، استبق أي موقف رسمي من الجانب الإسرائيلي، بما في ذلك من نتنياهو، الذي تمارس الإدارة الأميركية عليه ضغوطاً لقبول الخطة في وقت سابق من الأسبوع.

وفي بيان أصدره مكتبه، السبت، قال نتنياهو إن “إسرائيل تستعد فوراً لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب للإفراج عن جميع المحتجزين”. وأضاف: “سنواصل العمل بتنسيق كامل مع ترمب وفريقه لإنهاء الحرب وفقاً للمبادئ التي وضعتها إسرائيل والتي تتوافق مع رؤية واشنطن”.

ورغم شكر ترمب، في بيانه المصور، لقطر وتركيا والسعودية ومصر والأردن على جهودهم في الوساطة، فإنه تجاهل الإشارة إلى نتنياهو.

وقالت CNN إن رسالة ترمب شكّلت تحولاً واضحاً في موقفه، من ممارسة ضغط علني على “حماس” لقبول خطته، بما في ذلك تهديدها بـ”جحيم” في غزة في حال الرفض، إلى تحميل إسرائيل مسؤولية وقف الحرب. وكانت هذه المرة الأولى التي يطلب فيها الرئيس الأميركي صراحةً من تل أبيب وقف هجومها المستمر على القطاع.

واعتبر مصدر إسرائيلي أن استقبال ترمب لرد “حماس” جاء مفاجئاً لنتنياهو مرتين: الأولى عند تبنيه الرد، والثانية عندما طالب بوقف فوري للقصف، وهو ما أجبر تل أبيب على إعلان تعليق هجومها على مدينة غزة.

وأعلنت مصر استضافة وفدين من إسرائيل و”حماس”، الاثنين، لبحث الظروف الميدانية وتفاصيل تنفيذ عملية تبادل المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين ووضع حد للحرب الإسرائيلية على غزة.

ونقل موقع “أكسيوس” الأميركي، عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر ترمب، جاريد كوشنر، سيشاركان في المباحثات، لـ”وضع اللمسات النهائية على التفاصيل الفنية المتعلقة بصفقة التبادل، ومناقشة اتفاق السلام الدائم”.

“توتر العلاقة بين ترمب ونتنياهو”

وشهدت العلاقة بين ترمب ونتنياهو تبايناً منذ عودة الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، على خلفية مكالمات متكررة اتسمت بـ”التوتر”، تناولت استمرار الحرب في غزة وتوسعها خارج حدود القطاع، وهي تطورات قد تُهدد فرص ترمب في نيل جائزة نوبل للسلام، وفق CNN.

كما بدأت دوائر داخل قاعدة ترمب السياسية في التعبير عن خيبة أملها من الحرب الإسرائيلية، التي تقترب من دخول عامها الثالث، حيث وصف بعضهم، ومن بينهم النائبة الجمهورية مارجوري تايلور جرين، ما تقوم به إسرائيل بأنه “إبادة جماعية”.

وكان من بين أكثر المحطات إثارة لغضب ترمب الضربات الإسرائيلية التي استهدفت قادة من “حماس” في قطر الشهر الماضي، وهي عملية اعتبرها هو ومسؤولون أميركيون مدمّرة لجهود التفاوض، ومزعزعة للاستقرار الإقليمي، وقد اشتكى ترمب علناً من أن الولايات المتحدة لم تُمنح وقتاً للتدخل.

هذا التصعيد دفع فريق ترمب إلى تسريع العمل على صياغة خطة سلام متعددة النقاط، كُشف عنها الأسبوع الماضي، وفقاً لمسؤولين أميركيين.

وكان كل من ترمب ومساعديه واضحين في رسالتهم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بأن الخطة التعب طرحها الرئيس الأميركي تمثّل الفرصة الأفضل والأخيرة لإنهاء الحرب عبر التفاوض، وقد حذروه من أن دعم ترمب العلني والثابت لنتنياهو وإسرائيل قد يصبح في خطر في حال تعثرت الجهود، وفق مسؤولين أميركيين لـCNN. 

شاركها.