أكدت استشارية الصحة العامة ورئيسة جمعية أصدقاء الصحة د. كوثر العيد أن وجود مريضة سرطان الثدي داخل البيت لا يعني فقط مواجهة المرض، بل هو دخول عالم مليء بالمشاعر المتداخلة من خوف وقلق وصبر وأمل.

وقالت إن «وجود مريضة سرطان الثدي في البيت ليس نهاية، بل بداية لطريق جديد مليء بالإيمان والأمل، طريق يذكرنا بأن الصحة أغلى ما نملك، وأن الحب الحقيقي يظهر وقت الشدة، وأن لا شيء يستحق أن يؤجل، وأن كل يوم يمر هو هدية» مشيرة إلى أن» الفحص المبكر هو طوق النجاة، والدعم النفسي هو الدواء الخفي، والحب هو القوة التي لا تُهزم».

وأضافت: «حين نسمع كلمة سرطان نشعر وكأن الحياة توقفت للحظة، وأن كل شيء انقلب رأساً على عقب، لكن مع مرور الوقت نكتشف أن المرض لا يسكن الجسد وحده، بل يسكن قلوبنا جميعاً، ويعلمنا دروساً لم نكن لنتعلمها لولا هذه التجربة».

وأكدت أن وجود مريضة سرطان الثدي يجعل الحب أوضح، والتفاصيل الصغيرة أثمن وأغلى، مشيرة إلى أن ابتسامتها رغم الألم تتحول إلى منبع قوة، وكلماتها البسيطة تزرع في الأسرة إيماناً بأن الحياة تستحق أن تُعاش.

وتابعت: «نصبح أكثر حرصاً على راحتها، وأكثر امتناناً لضحكاتها، ونكتشف أن الدعم النفسي والعاطفي لا يقل أهمية عن أي علاج دوائي أو كيماوي. فالكلمة الطيبة، والاحتضان الصادق، والوجود الدائم بجانبها كلها عوامل تمنحها طاقة لا يضاهيها دواء».

وشددت د. كوثر العيد على أهمية الفحص المبكر، موضحة أن «المرض يذكّرنا دوماً بأن الفحص المبكر قد ينقذ حياة، وأن التوعية ليست رفاهية، بل ضرورة قصوى، وأن كثيراً من النساء يترددن في زيارة الطبيب أو إجراء الفحص الدوري».

وتابعت: «تجربة واحدة قاسية في بيت واحد تكفي لتكون رسالة واضحة للجميع: لا تؤجلي الفحص، ولا تستهيني بأي عارض مهما كان بسيطاً».

وأشارت د. كوثر العيد إلى أن: «مريضة سرطان الثدي لا تحتاج فقط إلى العلاج الكيماوي أو الجراحة، بل إلى بيئة تحتضنها وتؤمن بها. هي بحاجة إلى من يسمعها دون أن يحكم، إلى من يقف بجانبها حين يتساقط شعرها ليذكرها أن جمالها لا ينقص، إلى من يشاركها دمعة حزن، لكنه في الوقت نفسه يزرع ابتسامة أمل، ويمنحها يقيناً بأن هذه المرحلة ستمر».

ولفتت إلى أن «المرض يختبر قوة العائلة وتماسكها»، مؤكدة أن «الأمر ليس معركة فردية وإنما معركة يخوضها الجميع معاً». وقالت: «حين تتكاتف القلوب وتتوحد الإرادات، يصبح البيت ممتلئًا بالطاقة الإيجابية رغم الألم، ويصبح الدعم المعنوي جزءاً أساسياً من رحلة العلاج».

شاركها.