أكدت هيئة البحرين للثقافة والآثار أهمية إحياء الهوية التاريخية والثقافية لمدينة المحرق، بما يعكس الوحدة البصرية للتراث العمراني الذي تزخر به، مع دمج عناصر الإبداع والابتكار في المباني التراثية والحديثة.

وتحتفظ هذه المدينة بإرث معماري بارز يعود لحقبة الغوص على اللؤلؤ في البحرين، ال بموقع “مسار اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد جزيرة” المسجل على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، والذي يضم عناصر طبيعية ومعمارية وحضرية تشمل منازل تاريخية ومساحات عامة ومبانٍ ثقافية تمتد على مسافة 3.5 كيلومترات.

وفي هذا الإطار، واصلت هيئة البحرين للثقافة والآثار جهودها لتطوير مدينة المحرق وتعزيز حضورها على خارطة السياحة الثقافية العالمية، من خلال الحفاظ على المباني التراثية ذات القيمة التاريخية والمعمارية.

وقد استُكملت بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية أعمال الترميم في 16 مبنى تراثيًا، كما تستمر أعمال التطوير في أربعة شوارع رئيسية، منها شارع الشيخ عبدالله، وامتداد شارعي بوماهر والتجار، فيما شهد شارع الشيخ حمد الانتهاء من المرحلة الأولى من التطوير خلال الربع الأول من عام 2025.

وعلى الصعيد الثقافي، عملت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع الشركاء المعنيين على إطلاق مجموعة واسعة من المبادرات في مدينة المحرق، من أبرزها “مهرجان ليالي المحرق” الذي يأتي تزامناً مع احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية وعيد الجلوس لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، وما يصاحبها من مناسبات وطنية، حيث يُقام على امتداد مسار اللؤلؤ من ساحل بوماهر وحتى متحف اللؤلؤ، ويمنح الزوار تجربة سياحية تجمع بين التراث والحداثة.

ويتضمن برنامج تطوير المدينة إقامة معارض على مواقع المسار التاريخية، لتروي حكايات الغواصين وتجار اللؤلؤ ونواخذة السفن. ففي متحف اللؤلؤ مجلس سيادي، تم عرض مجموعة مختارة من أقدم اللآلئ من مقتنيات متحف البحرين الوطني، إضافةً إلى قطع من مجموعة خاصة، وأرشيفات من مجموعة كارتييه.

كما شهدت مواقع أخرى على المسار معارض متنوعة في مركز زوار قلعة بوماهر، وبيت الغوص، وبيت الجلاهمة، ومركز زوار مسار اللؤلؤ، فيما قدّمت عمارة فخرو تجربة تسوق متخصصة في المصوغات والمجوهرات. وتشمل الأنشطة الجولات الثقافية، وورش العمل التدريبية، وغيرها من الفعاليات المتجددة.

شاركها.