شهدت أسعار الذهب خلال الأيام الأخيرة قفزات ملحوظة، لتسجل مستويات غير مسبوقة في الأسواق المحلية والعالمية، مدفوعة بحالة الترقب الاقتصادي وتزايد المخاوف من تقلبات الأسواق المالية العالمية.

ويأتي هذا الارتفاع وسط توجه المستثمرين إلى المعدن الأصفر باعتباره ملاذًا آمنًا لحماية مدخراتهم من التضخم وعدم الاستقرار، فيما انعكس ذلك مباشرة على حركة البيع والشراء في السوق المحلية، وأثار جدلًا واسعًا بين المواطنين والتجار حول مستقبل الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وكان مصرف دويتشه بنك الألماني رفع توقعاته لأسعار الذهب عالميا،  لتصل متوسط سعر الأوقية 4000 دولار في العام المقبل، مدفوعا بزيادة قوية في الطلب من البنوك المركزية، واحتمال ضعف الدولار الأمريكي، واستئناف دورة التيسير النقدي من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وافتتح سعر جرام الذهب عيار 21، تعاملات عام 2025 عند مستوى 3740 جنيهًا ووصل حاليًا حتى كتابة التقرير إلى 5145 جنيهًا، أي بزيادة قدرها 1405 جنيهات، بينما ارتفع سعر الأوقية منذ بداية العام بنسبة تتخطى الـ40% لترتفع من 2624.81 دولارًا، إلى 3816.4 دولارا.

وتسببت الأحداث العالمية السياسية والاقتصادية الحالية، في عدم استقرار الأسواق الدولية والارتفاعات التاريخية لأسعار الذهب، والتي أبرزها:

1 السياسة النقدية الأمريكية: الاتجاه المتوقع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد.

2 التوترات الجيوسياسية: استمرار الأزمات والنزاعات الدولية التي تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.

3 الطلب من البنوك المركزية: زيادة وتيرة شراء الذهب من قبل البنوك المركزية حول العالم كجزء من احتياطياتها.

4 تراجع الثقة بالعملات: البحث عن بدائل استثمارية آمنة للدولار والعملات الورقية في ظل إعادة ترتيب النظام النقدي العالمي.

وبحسب بيانات المجلس العالمي للذهب، تراجعت مشتريات المصريين من المشغولات الذهبية خلال الربع الثاني من العام الحالي أبريل إلى يونيو 17% على أساس سنوي، حيث مشتريات المصريين من الذهب انخفض إلى 5.7 طن من الذهب خلال الربع الثاني من العام الحالي من 6.8 طن بنفس الفترة من العام السابق.

وأدى استقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار إلى تراجع إقبال المصريين على الاستثمار في الملاذات الآمنة من الذهب، وعلى أساس ربع سنوي انخفض إقبال المصريين على شراء الذهب بنسبة 11% في الربع الثاني من 6.4 طن بالربع الأول من نفس العام.

انتهاء الصراعات القائمة

وفي هذا السياق، قال صلاح عبد الهادي، رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية سابقًا، إن المعدن الأصفر وصل إلى أرقام تاريخية في مصر لم يكن أحد يتوقعها على مدار السنوات الماضية؛ نتيجة الصراعات الإقليمية الحالية.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«»، أن الأسعار سنتخفض في حالة انتهاء الصراعات القائمة حاليًا وخاصة بين إسرائيل وغزة، متابعًا: «الذهب لن يرتفع عن هذه المعدلات».

وأشار «عبد الهادي»، إلى أن الوقت الحالي مناسب للراغبين في بيع الذهب وجنى المكاسب، وخاصة مع وصوله لهذا السعر لأول مرة في تاريخ مصر، مستبعدًا حدوث أي ارتفاعات جديدة أو وصول الأوقية لـ4000 دولار قريبًا.

وأما بالنسبة للراغبين في الشراء، أكد رئيس شعبة الذهب بالغرف التجارية سابقًا، أن الوقت الحالي غير مناسب للشراء وخاصة للمستثمرين في السبائك والجنيهات الذهب قائلًا: «الشراء يكون للحاجة فقط، سواء للهدايا أو الخطوبة، لأن الأسعار سنتخفض مرة أخرى».

زيادة الإقبال على المشغولات

ومن ناحيته، قال عمرو المغربى عضو مجلس إدارة شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن المؤشرات التي نرصدها في السوق والارتفاعات التي تشهدها الأسواق العالمية تدل على مزيدًا من الارتفاعات محليًا.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«»، أن السبب الأساسي في ارتفاع أسعار الذهب هو زيادة الطلب عالميًا، مع أهداف البنوك المركزية في رفع احتياطي المعدن الأصفر لديها.

ونصح «المغربي»، المواطنين الذي يمتلكون فائض من المال التوجه لشراء الذهب، وخاصة في الأوقات التي تشهد فيها أسعار المعدن الأصفر، نوع من الاستقرار أو الزيادة الطفيفة، متابعًا: «فهناك أيام أزمات يحدث فيها انخفاض أو ارتفاع بقيمة 50 جنيها كل ساعتين، وهذا وقت غير مناسب للشراء».

وأشار إلى أن استمرار ارتفاع الأوقية الأيام المقبلة لتصل إلى 4000 دولار أمر «وارد»، خاصة مع الأحداث العالمية الحالية، ومعدلات التضخم في الخارج، وخفض البنك الفيدرالي الأمريكي للفائدة.

وأكد عضو مجلس إدارة شعبة الذهب، أن الفترة الحالية تشهد توازن بين العرض والطلب، قائلًا: «في حالة ارتفاع الطلب أكثر من المعروض سيكون في ارتفاع في الأسعار محليًا فقط، ولكن الأسعار تتماشى مع السوق العالمي».

وأوضح أن السوق لم يشهد رواجًا في عمليات الشراء ولكن رغم ذلك هناك إقبال على السبائك والجنيهات والمشغولات أيضًا، ولكن بشكل منخفض نتيجة دخول موسم الدراسة الحالي.

ولفت إلى أن تفكير المواطنين أصبح مختلفًا بعد ارتفاع أسعار الذهب المستمر، حيث أصبح هناك إقبال كبير على المشغولات الذهبية، مضيفًا: «لجأ البعض حاليًا للمشغولات للتمتع بها كزينة وخزينة بعد التأكد من تحققها مكاسب، والتشبع من راء السبائك».

شاركها.