أعادت شركة “ميتا” (المالكة لمنصات فيسبوك، إنستجرام، واتساب، ماسنجر، ثريدز) تفعيل الإعلانات المموّلة داخل سوريا، بعد سنوات من الحظر التقني الذي كان مفروضًا على الحسابات السورية، إذ لاحظ المستخدمون في سوريا، في 2 من تشرين الأول الحالي، بدء ظهور إعلانات ممولة خلال تصفحهم منصات التواصل الاجتماعي.
الشركات الصغيرة الأكثر الاستفادة
تتيح هذه الخطوة للمعلنين المحليين والشركات استخدام أدوات الترويج المدفوعة عبر منصات “ميتا”، ما يعد تحولًا كبيرًا في المشهد الرقمي السوري، خاصة في مجالات التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي وصناعة المحتوى.
المتخصص في التسويق الإلكتروني والعلاقات العامة رئبال مرهج، بيّن ل أن إعادة تفعيل الإعلانات الممولة على منصات “ميتا” ستمنح الشركات فرصة للنمو، من خلال الوصول إلى شرائح جمهور أوسع وأكثر تحديدًا، بدلًا من الاعتماد على التسويق المجاني أو المدفوع عبر صفحات مشهورة، كما كان سابقًا.
ونوه إلى أن الشركات الصغيرة تحديدًا ستكون أكثر المستفيدين من خلال تحقيق انتشار أوسع بتكلفة مدروسة، شرط إدارة الميزانية باحتراف وتحقيق عائد واضح من الاستثمار.
الفرص والتحديات للمسوّقين
على الرغم من أن هذه الخطوة تفتح الباب أمام السوق السورية لإعادة دمجها في المنظومة الرقمية العالمية، وجذب الاستثمارات، وتفعيل التجارة الإلكترونية الداخلية والخارجية، وفقًا لما قاله رئبال مرهج، فإن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المعلنين والمسوّقين السوريين بعد سنوات من الحظر، تتضمن:
- ضعف البنية التحتية للدفع الإلكتروني.
- نقص الخبرات التقنية المتخصصة.
- الحاجة لفهم خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي وتنفيذ الحملات الممولة بشكل احترافي.
- عدم القدرة على تفعيل الإعلانات من حساب بنكي سوري، إذ يتطلب الأمر وجود الحساب المالي خارج سوريا.
الاستفادة والمخاطر
إتاحة الإعلانات المدفوعة في سوريا ستحفّز صناع المحتوى على إنتاج محتوى احترافي يراعي متطلبات المنصات ضمن “ميتا”، بحسب رئبال مرهج.
وأشار إلى أن أكثر المستفيدين في مجال التسويق سيكونون في مجالات التجارة الإلكترونية والسياحة والتعليم الإلكتروني.
أما في مجال صناعة المحتوى، فسيكون التركيز على المحتوى الترفيهي والتعليمي، إذ إن هذه القطاعات لديها قابلية مباشرة لتحقيق عوائد من المشاهدات والإعلانات.
ولفت مرهج إلى أن هناك مخاطر تتعلق بالجمهور المستهدف، فالإعلانات قد تشمل حملات مضللة، أو محتوى غير موثوق، كما يمكن استغلال المنصات للدعاية السياسية المنحازة أو الطائفية.
الحاجة لتطوير المهارات
يتطلب الإعلان الرقمي الرسمي من المعلنين السوريين تطوير مهارات إدارة وتنفيذ الحملات بشكل احترافي، وتحليل البيانات، واستخدام أدوات مثل “Business Manager” و”Google Analytics”.
وقال المتخصص في التسويق الإلكتروني والعلاقات العامة رئبال مرهج، إنه بالإضافة إلى ما سبق، على المعلنين تطوير مهارات كتابة المحتوى الإعلاني (كوبي رايتينغ)، وتصميم المحتوى البصري، والأهم لنجاح الإعلان اختيار نوع الحملة الإعلانية المناسبة من بين الحملات الست التي توفرها شركة “ميتا”.
تمثل إعادة تفعيل الإعلانات الممولة على منصات “ميتا” فرصة للشركات السورية والمعلنين للنمو والانتشار، ورغم وجود عدد من التحديات المتعلقة بالمهارات التقنية والبنية التحتية، فإن المحتوى الاحترافي والمستهدف هو المفتاح لتحقيق الاستفادة القصوى.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي