انتقلت إلى رحمة الله تعالى اليوم الدكتورة أمل بنت إبراهيم الزياني، إحدى الشخصيات البحرينية البارزة في مجالي الدبلوماسية والبحث الأكاديمي، بعد مسيرة مهنية امتدت لعقود داخل وخارج مملكة البحرين، أسهمت خلالها في تعزيز حضور المرأة البحرينية في العمل الدبلوماسي والفكري.
أول بحرينية في السلك الدبلوماسي
بدأت الزياني مسيرتها في وزارة الخارجية عام 1972، حيث كانت من أوائل البحرينيات اللواتي التحقن بالسلك الدبلوماسي، لتصبح لاحقًا من الشخصيات البارزة في العمل الخارجي. وقد تدرجت في المناصب داخل الوزارة، واشتهرت بدقتها وإخلاصها في أداء مهامها، مما جعلها نموذجًا للمرأة البحرينية في مواقع المسؤولية.
مثّلت الزياني البحرين في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية المهمة، من بينها دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، واجتماعات الحوار العربي الأوروبي في الثمانينيات، إلى جانب مشاركتها في مؤتمرات عالمية حول قضايا المرأة، مثل مؤتمر بكين الرابع عام 1995، ومؤتمر نيروبي عام 1985. كما شاركت في القمة العالمية للتنمية الاجتماعية في كوبنهاغن عام 2009، وكانت دائمًا صوتًا مؤمنًا بدور البحرين الريادي في دعم التنمية وتمكين المرأة.
مؤهلات علمية وخبرة أكاديمية
درست السفيرة آمل الزياني في مدارس المنامة، ثم أكملت دراستها الثانوية في بيروت. حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة بغداد، ثم الماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عن أطروحتها «البحرين من الحماية إلى الاستقلال»، وهي دراسة تناولت مرحلة مفصلية في تاريخ البلاد.
واصلت مسيرتها الأكاديمية حتى نالت درجة الدكتوراه في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ما عزز من خبرتها النظرية والعملية في فهم السياسة الدولية والدبلوماسية الحديثة.
نشاط ثقافي وفكري واسع
إلى جانب عملها الدبلوماسي، كانت الزياني من الرواد في مجال الكتابة والبحث الثقافي، إذ تعد أول مؤلفة بحرينية تصدر كتابًا مطبوعًا، كما شاركت في عدد من الجمعيات الفكرية والخيرية داخل المملكة وخارجها.وقد عُرفت بإسهاماتها في مجالات الثقافة والعلم، إلى جانب اهتمامها بقضايا المجتمع والتنمية.
تكريم لمسيرتها الطويلة
نالَت الدكتورة الزياني وسام المؤرخ العربي من الاتحاد العام للمؤرخين العرب عام 1987، ودرع الوفاء من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بالقاهرة.كما تم تكريمها رسميًا عام 2020 من قبل محافظ العاصمة بمناسبة يوم المرأة البحرينية، تقديرًا لريادتها كأول دبلوماسية بحرينية.
إرث إنساني ومهني
عرفت الزياني بإخلاصها لوطنها وتفانيها في تمثيله بأفضل صورة، كما كانت من أوائل من فتحوا الطريق أمام المرأة البحرينية في العمل الخارجي، وأسهمت بجهودها في تمكين أجيال جديدة من الدبلوماسيات البحرينيات.
رحم الله السفيرة آمل الزياني، التي ستبقى رمزًا للعطاء الوطني والريادة الدبلوماسية، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.