قال رئيس وفد حركة “حماس” المفاوض خليل الحية، الثلاثاء، إن الحركة جاءت إلى محادثات شرم الشيخ “بهدف مباشر” يتمثل في إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى بالكامل، مطالباً في الوقت نفسه بـ”ضمانات حقيقية” من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الراعية بوقف الحرب بشكل كامل وعدم عودتها.
وذكر الحية، في لقاء مع قناة “القاهرة الإخبارية”، أن وفد الحركة جاء إلى شرم الشيخ لـ”إجراء مفاوضات مسؤولة وجادة”، مشيداً بـ”الجهود التي بذلت من الأشقاء والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وأيضاً جهود الرئيس الأميركي ترمب في السعي الحثيث لوقف هذه الحرب وإنهائها إلى الأبد”.
أهداف “حماس”
وتستضيف مدينة شرم الشيخ في مصر حالياً لقاءات غير المباشرة بين وفدي إسرائيل و”حماس” لبحث مقترح ترمب، الذي يهدف إلى إبرام صفقة من أجل وقف حرب غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأشار الحية، الذي نجا من هجوم إسرائيلي على قطر في سبتمبر، إلى أن وفد “حماس” جاء لهذه المفاوضات “بهدف مباشر وهو إنهاء الحرب، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة، وتبادل الأسرى بالكامل، والإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات، مقابل الأسرى الفلسطينيين، وذلك وفق خطة ترمب”.
وأوضح أن الوفد جاء لبحث “الإجراءات والمتطلبات” لتحقيق ذلك، لكنه أعرب عن “أسفه الشديد” لاستمرار الجيش الإسرائيلي في “القتل والقصف والدمار وقطع المساعدات عن الشعب، خاصة في شمال قطاع غزة”.
وعبّر الحية، عن استعداد الحركة الفلسطينية “بكل مسؤولية وإيجابية للوصول لإنهاء الحرب والانسحاب وتبادل الأسرى، لكننا نريد أن نبحث عن إجراءات وآليات عمل تنهي الحرب ولا تعيدها”.
وتابع: “نريد إجراءات وضمانات من الدول الراعية ومن الرئيس ترمب لتقف الحرب ولا تعود، ونحن إيجابيون وبكل مسؤولية”.
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان يتوقع أن يكون الوفد الإسرائيلي على “ذات القدر من الإيجابية”، أجاب الحية: “جربنا الاحتلال الإسرائيلي ولا نضمنه”.
وتابع: “الاحتلال الإسرائيلي نكث اتفاق نوفمبر وديسمبر 2023 ولم يكمل، أيضاً.. في هذا العام عندما اتفقنا في يناير 2025، ونحن نتفاوض عاد للحرب.. لذلك الاحتلال الإسرائيلي عبر التاريخ لا يلتزم بوعوده، ونحن في هذه الحرب جربناه مرتين”.
وطالب الحية، بـ”ضمانات حقيقية من المجتمع الدولي ومن الرئيس ترمب وأميركا ومن الدول الراعية لذلك”.
وأكد على جاهزية “حماس” و”بكل استعداد وإيجابية للوصول إلى إنهاء الحرب، والانسحاب، وتبادل الأسرى لتنتهي الحرب إلى الأبد”.
جلسة جديدة
ومن المتوقع أن يشارك في هذه المفاوضات، الأربعاء، كل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر ترمب، جاريد كوشنر، ورئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
وأفادت مصادر مطلعة لـ”الشرق” بأن جلسة مسائية ستُعقد، مساء الثلاثاء، لبحث خرائط الانسحاب الإسرائيلي، وآليات تبادل الأسرى والرهائن خلال المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وحركة “حماس” في شرم الشيخ وسط أجواء وُصفت بـ”الصعبة”.
وقال أحد المصادر، وهو قيادي في “حماس”، إن “إسرائيل قدمت خرائط الانسحاب التي ستتزامن مع عملية تبادل الرهائن والأسرى، كما تمت مناقشة آليات عملية التبادل والمواعيد”، واصفاً المفاوضات بـ”الصعبة”.
وأوضحت المصادر أن “اسرائيل لا تزال تصر على إطلاق سراح كل الرهائن خلال 3 أيام مع انسحاب محدود من بعض المناطق”.
وأكدت أن “وفد حماس أبلغ الوسطاء أنه لا يزال يتمسك بتهيئة الظروف الميدانية بوقف العمليات العسكرية والقصف بأشكاله والطيران الحربي والاستطلاعي، والانسحاب من داخل المدن والتجمعات السكانية تمهيداً لنقل وتسليم الرهائن”.