أقامت الهيئة العامة لمستشفى الزهراوي التابع لوزارة الصحة بدمشق يومًا علميًا ضمن فعاليات حملة التوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي ودعم المرأة في مواجهته.

وتضمنت الفعاليات التي حضرتها اليوم، الثلاثاء 7 من تشرين الأول، إلقاء عدة محاضرات حول واقع سرطان الثدي في سوريا، والجديد في تصنيفه من وجهة نظر التشريح المرضي، بالإضافة إلى سرطان الثدي والمبيض الوراثي، والقواعد الأساسية في تشخيص أمراض الثدي شعاعيًا، وأهم الاستراتيجيات الحديثة لمعالجة المرض.

وكانت وزارة الصحة السورية في سوريا أطلقت حملة التوعية الوطنية حول سرطان الثدي، تحت شعار “وعيك حياة”، بالتزامن مع بداية شهر تشرين الأول وهو الشهر العالمي للتوعية بالكشف المبكر عن سرطان الثدي (الشهر الوردي).

خدمات التوعية والفحص المبكر

تمثلت جهود وزارة الصحة السورية خلال فترة “الشهر الوردي” بتوعية المجتمع المحلي حول سرطان الثدي، وأهمية الكشف المبكر عنه وبشكل خاص عند النساء، وتأمين الخدمة والرعاية الطبية لمرضى سرطان الثدي، وتعليم السيدات طريقة الكشف المبكر والفحص الذاتي، بالإضافة إلى الاستقصاءات التي تقام في المراكز والمستشفيات التابعة للوزارة، وفق ما قاله مدير صحة دمشق، وائل دغمش، ل.

وأضاف دغمش أن جميع المراكز الصحية العامة، تقوم بعملية الفحص المبكر بشكل مجاني أو شبه مجاني، وهناك ستة مراكز تقوم بإجراء تصوير الماموغرام لتصوير الحالات المشتبه بها، وتتم إحالتها إلى المستشفيات في حال الشك بالإصابة بسرطان الثدي.

وتقوم المستشفيات التابعة لوزارة الصحة، ومديرية صحة دمشق، كمستشفى “الزهراوي” و”المجتهد” و”ابن النفيس” و”الهلال الأحمر” بدور فعال في إنجاح الحملة، بحسب دغمش، لافتًا إل أن جميع الخدمات الطبية المقدمة في هذه المستشفيات هي مجانية.

وأكد أن هناك إقبالًا جيدًا من النساء على فعاليات الحملة في هذا الشهر، الذي يعد تذكيرًا لهن بمتابعة حالاتهن وتوعيتهن، للفحص بشكل دوري، مشيرًا إلى أن سوريا لديها جميع الإمكانات، وتسعى الوزارة لتطويرها ومواكبة التطور العالمي.

بدوره، قال رئيس دائرة برامج الصحة العامة في مديرية صحة دمشق، شادي النجار، ل، إن تخصيص هذا الشهر هو أمر رمزي، ولا يتعلق بالمرض بحد ذاته، ويتم استثماره لتكثيف توعية السيدات بضرورة إجراء الفحوص الذاتية بشكل دوري، وعند الإحساس بأي أعراض تنتقل إلى مرحلة العلاج من قبل الاختصاصيين في المراكز الصحية والمستشفيات.

وأضاف أن برامج التثقيف الصحي مستمرة بشكل دائم، وهي أحد أهم البرامج في دائرة الصحة العامة، وهناك برامج تتعلق بالصحة الإنجابية والكشف عن الأورام السرطانية، ويتم توزيع “البروشورات” و”البوسترات” على العيادات المتخصصة لاستهداف أكبر شريحة.

أهمية التوعية والفحص المبكر

مدير مستشفى “الزهراوي” واختصاصي التوليد وأمراض النساء وجراحتها، الدكتور نضال مفتاح، قال ل، إن المستشفى في كل عام يقيم هذه الحملة وهي مجانية لكل السيدات، بالإضافة إلى اليوم العلمي لتوعية السيدات بالفحص الدوري كل عام، ويستطيع المستشفى من خلال هذا الفحص اكتشاف إذا ما كانت هناك آفات لا تعرف بها المريضة.

ولفت مفتاح إلى أن نسبة الوعي تزداد عامًا بعد عام، وذلك نسبة لأعداد السيدات اللاتي يأتين للفحص كل عام، وأن هناك سيدات عند علمهن بالإصابة يأتين مع أقربائهن باعتبار هذا المرض وراثيًا، كاشفًا أن نسبة الإصابة سنويًا بسرطان الثدي بين 4 و5% تقريبًا.

وحول الفرق بين الورم الحميد والورم الخبيث (سرطان الثدي)، حدد مفتاح أن العارض الأساسي في الحالتين هو الكتلة التي تكتشفها السيدة خلال الفحص الذاتي، ومن خلال الفحوصات والتحاليل يتم التمييز بين الإصابتين، والبدء بالعلاج المناسب.

وحول أهمية الفحص المبكر، أشار اختصاصي التوليد وأمراض النساء وجراحتها في مستشفى “الزهراوي” الدكتور رفائيل عطا الله، ل، إلى أن كلًا من سرطاني الثدي والمبيض الوراثي لهما عامل وراثي داخل العائلة، ما يستدعي إجراء الفحوصات في عمر مبكر عند وجود سوابق عائلية للإصابة.

وطرح عطا الله مثالًا على ذلك، “سيدة بعمر الـ30 عامًا يتم تشخيصها بسرطان الثدي، لا يكفي أن يتم علاجها، بل نكون قد دخلنا في مرحلة السرطان الوراثي، ويستلزم إجراء فحوصات لبقية السيدات من أقاربها وأبنائها من الفتيات بعد زواجها، مع إمكانية تطور هذا النوع مع مرور السنوات إلى سرطان المبيض الوراثي”، لافتًا إلى أنه في حالة وجود السرطان الوراثي تتم الفحوصات في عمر مبكر.

وحول خطورة إصابة المرأة الحامل بسرطان الثدي، قال عطا الله، إنه غالبًا ما تتم الإصابة في أعمار متقدمة، وهو نادر في الأعمار الصغيرة التي تتزامن مع سن الإنجاب لدى السيدات.

من جهته، اختصاصي الجراحة العامة والاستشاري في جراحة الثدي الدكتور منذر حسان بركات، أشار ل، إلى أن سرطان الثدي لم يعد حالة عامة، بل لكل مريضة حالة خاصة وتحتاج لخطة علاج مختلفة عن غيرها.

وأوضح أنه يجري العمل على إعداد أرشيف طبي شامل لتوثيق ومتابعة حالات المرضى، وتحديثه بشكل مستمر وفق أحدث المعلومات والمعطيات الطبية.

وكشف بركات أنه لا توجد نسب دقيقة عن حالات الشفاء من سرطان الثدي في سوريا، ويتم العمل حاليًا على تحديد هذه النسبة، منوهًا إلى أنه في حالة الكشف عن الإصابة في المرحلة الأولى والثانية، فإن نسب التعافي تتجاوز 98%.

وحول عمليات استئصال الثدي، ذكر بركات أن هناك عمليات جراحية ضمن خطة العلاج، يمكن فيها المحافظة على وجود الثدي فيها وعدم استئصاله، مبينًا أنه كلما كان الورم صغيرًا (مكتشف حديثًا) تكون جراحته أصغر وأكثر نجاحًا، وأن المرحلة التي تسبق عمليات الاستئصال هو إقناع المريضة، ودعمها نفسيًا، لأنه ليس عضوًا يؤثر على الحياة، بل فقط على المظهر الجمالي لدى السيدات.

وتحدث الاختصاصي الأول في التشريح المرضي في سوريا، الدكتور محمد إياد الشطي، خلال محاضرته عن أحدث المستجدات في تصنيف سرطان الثدي من منظور التشريح المرضي، مشيرًا إلى إمكانية استخدام الخزعة السائلة كوسيلة فعالة وآمنة وغير مكلفة في التشخيص ووضع خطة العلاج والمتابعة.

التشخيص الشعاعي

استعرض رئيس قسم الأشعة في مستشفى “الزهراوي”، الدكتور فادي بالي، في حديث إلى، أهمية الفحص الدوري والكشف المبكر عن سرطان الثدي، قبل أن يصل حجم الورم الخبيث إلى قياس لا يمكن معالجته، إذ إن اكتشاف الورم عند قياس أقل من نصف سنتمتر، يساعد في علاجها واستئصال الورم.

ويعتمد الفحص الدوري على عدة أجهزة، لا يتوفر في سوريا إلا جزء منها، وفقًا للدكتور بالي، وهي “المامو غرافي” البسيط، و”ألترا ساوند”، بالإضافة لأجهزة “الإيكو” الشعاعية، وتصل نسبة الكشف عبر هذه الأجهزة إلى 78%، والتي اعتبرها نسبة جيدة، وفي حال وجود أجهزة أكثر حداثة يمكن أن تصل نسبة الشف إلى 95%.

وأضاف أن هذا النوع من السرطانات عادة ما تحصل فيها المريضة على الشفاء التام، في حالة الكشف المبكر عنه، وقراءة الحالة بشكل خبير من قبل الاختصاصيين، مشيرًا إلى أنه رغم التكلفة المادية للمواد التي يتم استخدامها لإجراء الفحوصات، فإن المراكز والمستشفيات التابعة للقطاع العام ما زالت تقدمها بشكل مجاني أو بأسعار رمزية.

وأوضح أن تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرافي) يجرى لكل السيدات بعمر الـ40 سنة فما فوق كل سنتين، كما يتم إجراؤه للنساء بعمر أصغر من الـ40 سنة في العائلات عالية الخطورة ووفق استشارة الطبيب.

أما تصوير الثدي بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو غرافي)، فيجرى لكل النساء بأي عمر، ودون تحديد للوقت لسلامته وأمانه.

أعراض مبكرة

المسؤولة عن الحملة في مستشفى “الزهراوي”، الدكتورة المقيمة سلام السليمان، استعرضت ل خطوات الكشف المبكر عن سرطان الثدي والتي تبدأ بالفحص الذاتي للثديين، الذي يساعد في التعرف على ملمس وطبيعة الثديين، ويتم إجراؤه كل شهر في الأسبوع الثاني بعد الدورة الشهرية، أو في أي وقت من الشهر في حال انقطاع الدورة الشهرية لدى السيدة، منوهة إلى ضرورة المسارعة في طلب الاستشارة الطبية عند ملاحظة أي تغير جديد وغير متناظر عند فحص الثديين.

وقالت السليمان، إن العلامات التي تستوجب الاستشارة الطبية هي:

  • تغيّر شكل أو تناظر الثديين المتعلقة بالحجم.
  • تجعد جلد الثدي، و تغير لونه.
  • تغير في شكل حلمة الثدي.
  • ظهور إفرازات غير طبيعية.
  • وجود كتلة قاسية غير قابلة للحركة.
  •  ملاحظة كتل أو عقد تحت الإبط.

يصيب الرجال أيضًا

قالت المسؤولة عن الحملة في مستشفى “الزهراوي”، الدكتورة المقيمة سلام السليمان، إن سرطان الثدي لا يصيب فقط السيدات المتزوجات، وإنما الفتيات أيصًا، كما من الممكن إصابة الرجال به ولكن بنسب ضئيلة جدًا.

ويمكن تشخيص سرطان الثدي لدى الرجال، بحسب رئيس قسم الأشعة في مستشفى “الزهراوي”، الدكتور فادي بالي، عبر جهاز “المامو غرافي”، مؤكدًا أنه في حال وجود آفات مرضية أو آفات كتلية في الثدي عند الرجال، عادة ما تكون أقرب للسلامة أو نوع من “التثدي”، أي وجود نسيج سليم لسبب هرموني ضمن الثدي، يشك به على أنه آفة سرطانية إلا أنه ليس كذلك.

وأوضح أن أغلب حالات السرطان لدى الرجال، تكون حالات انتقالية من مكان آخر وليست حالات مبدئية، مثل حالة الشامات السرطانية التي تنتقل أغلب الأحيان عند الرجال إلى الثدي، مما يدفع المختص عند تشخيص الرجل بسرطان الثدي بالبحث عن منشأ السرطان في مكان آخر، أو تحديد نوعه الدقيق بعد إجراء خزعة له وفحصها.

وبيّن بالي أنه لا يوجد اختلاف بنسبة الشفاء بين الرجال والسيدات، لكن يمكن أن تكون النسبة أقل بشكل بسيط عند الرجال، كونه حالة انتقالية، أي أنه لا يمكن الكشف عنه حتى وصول الورم في مكان المنشأ إلى مرحلة متقدمة جدًا.

يقدم مستشفى “الزهراوي” في دمشق خدمات واستقصاءات طبية للسيدات المراجعات عبر عيادة جراحة الثدي، إضافة إلى قسم الأشعة المزوّد بأجهزة الإيكو والماموغرام التي تعمل على مدار العام.

سرطان الثدي.. معلومات وإشاعات

المصدر: عنب بلدي

شاركها.