حذر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من أن الوجود العسكري لأطراف من خارج المنطقة في أفغانستان قد يثير صراعات جديدة، مشدداً على رفض موسكو نشر قوات على أراضي أفغانستان، بحسب “روسيا اليوم”.

وأضاف لافروف خلال افتتاحه الاجتماع السابع لـ”صيغة موسكو” للمشاورات بشأن أفغانستان: “نؤكد مجدداً رفضنا القاطع لنشر بنى تحتية عسكرية من دول ثالثة على أراضي أفغانستان، وكذلك على أراضي الدول المجاورة، تحت أي ذريعة كانت”.

وأردف أن “الوجود القسري لأطراف خارجية قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار ونشوب صراعات جديدة”، فيما أكد أن مشاركة أفغانستان في العمليات السياسية بالمنطقة من شأنها تسهيل أنشطة المنظمات الاقتصادية متعددة الأطراف، داعياً الغرب إلى تحمل مسؤولية إعادة إعمار البلاد وتعويض الأضرار التي لحقت باقتصادها.

وتابع لافروف: “نشيد بكابول لأنها تمكنت، تحت ضغط خارجي خطير وبميزانية حكومية متواضعة نسبياً، من مكافحة الجماعات الإرهابية بشكل فعال، وفي مقدمتها الفرع الأفغاني لتنظيم داعش (داعش خرسان)”، مشيراً إلى القضاء على “المسلحين الذين نشروا الموت والدمار على الأراضي الأفغانية”.

ورحب وزير الخارجية الروسي بنظيره الأفغاني أمير خان متقي، قائلاً: “الوضع في المنطقة والعالم يمثل تحدياً كبيراً، ونحن الآن بصدد مناقشة منطقتنا المشتركة، وهو وضع يزداد صعوبة، ونرى كيف تعمل حكومتكم على استقرار الوضع في أفغانستان”.

وتابع: “ملتزمون بمساعدة زملائنا الأفغان بكل السبل الممكنة لتحقيق نجاحات جديدة في مكافحة تهريب المخدرات والإرهاب والجريمة المنظمة، وفي إرساء حياة طبيعية وسلمية لصالح الشعب الأفغاني، وتم التوصل بالفعل إلى عدد من الاتفاقيات في هذا الصدد، بالإضافة إلى اتفاقيات إضافية”.

وتضم “صيغة موسكو” حول أفغانستان كلاً من روسيا والهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان والصين وباكستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، إذ يشارك في هذا الحدث ممثلون خاصون ومسؤولون رفيعو المستوى.

إشادة روسية بحكومة كابول

ولفت لافروف إلى النجاحات المحرزة في مكافحة تهريب المخدرات، قائلاً: “تم إحراز تقدم كبير في جهود مكافحة المخدرات، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، انخفضت زراعة وإنتاج الأفيون في أفغانستان بنسبة 90% منذ عام 2022″، واصفاً هذه الأرقام بأنها “ممتازة”.

وأردف أنه “يمكن الملاحظة أنه بعد 4 سنوات من توليها السلطة أصبحت الحكومة في كابول أقوى وتدير الدولة بثقة”، داعياً مرة أخرى “المانحين الخارجيين إلى عدم نسيان الأفغان ومساعدتهم وعدم ربط المساعدات الإنسانية بشروط سياسية”.

وقال في هذا الإطار: “لا يزال الوضع الإنساني في أفغانستان صعباً، ويتفاقم بسبب الكوارث الطبيعية وعدم استقرار المناخ، ويحتاج أكثر من نصف سكان البلاد، وتحديداً 22 مليوناً من أصل 39 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية، ويفتقر 21 مليون شخص إلى مياه الشرب النظيفة والرعاية الصحية الأساسية”.

وشدد لافروف على أن روسيا، من جانبها، ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان وزيادتها.

وتعمل روسيا تدريجياً على بناء علاقات مع طالبان، التي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العام الماضي، إنها “أصبحت حالياً حليفاً في مواجهة الإرهاب”. ومنذ 2022، تستورد أفغانستان الغاز والنفط والقمح من روسيا.

وحظرت روسيا حركة “طالبان” باعتبارها “إرهابية” في عام 2003، ولكنها رفعت الحظر في أبريل من العام الجاري، إذ ترى روسيا ضرورة للتعاون مع كابول في ظل مواجهتها تهديداً أمنياً كبيراً من جماعات متشددة متمركزة في عدد من الدول، من أفغانستان إلى الشرق الأوسط.

شاركها.