“التعليم العالي” تطلق دليلاً إرشادياً لحوكمة التدريب العملي لطلبة الجامعات ومؤسسات التدريب المهني

أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدليل الإرشادي لحوكمة التدريب العملي لطلبة مؤسسات التعليم العالي بما في ذلك الجامعات ومؤسسات التدريب المهني.

ويشكل الدليل إطاراً تنفيذياً لترجمة القرار الوزاري بشأن حوكمة التزامات مؤسسات التعليم العالي في مجال التدريب العملي، ويهدف إلى ضمان أن تكون تجربة التدريب العملي جزءاً أصيلاً من الرحلة الأكاديمية للطلبة، تربط المعرفة النظرية بالخبرة التطبيقية، وتؤهل الطلبة للانخراط في سوق العمل بثقة وكفاءة، وتجنب أي ممارسات شكلية أو غير ملائمة.

وقالت الوكيل المساعد لقطاع تنظيم وحوكمة التعليم العالي والبحث العلمي بالإنابة، طيف محمد الأميري: “حرصنا على أن يوفر الدليل رؤية عملية واضحة تستفيد منها كافة الأطراف المعنية بتنظيم التدريب العملي للطلبة وفق أعلى معايير الجودة والحوكمة؛ فهو يوفر لمؤسسات التعليم العالي أداة تنظيمية موحدة تساعدها على وضع خطط تدريبية أكثر جودة وفاعلية وتأثيراً، ويضمن لجهات التدريب إطاراً مؤسسياً للتعاون مع مؤسسات التعليم العالي وتوظيف خبراتها في تنمية مهارات الطلبة، كما يتيح للطلبة تجارب عملية تثري معرفتهم الأكاديمية، وتحاكي الواقع المهني، وتؤهلهم بشكل مباشر للانخراط في سوق العمل.”

وأضافت الأميري: “يعكس إطلاق هذا الدليل الإرشادي التزام الوزارة بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الحوكمة التعليمية، حيث سنعمل على متابعة تنفيذه من خلال آليات رقابية تشمل الزيارات الميدانية لإجراءات تقييمات مستمرة تضمن الالتزام بالمعايير المحددة، وذلك بالتعاون مع شركائنا على المستويين الاتحادي والمحلي؛ فالتدريب العملي يمثل جسراً ينقل الطالب من قاعات الدراسة إلى ميادين العمل، ولهذا فإن الحرص على جودته وفعاليته هو مسؤولية وطنية واستثمار في المستقبل.”

ويقدّم الدليل إطاراً وطنياً موحداً لتنظيم التدريب العملي في مؤسسات التعليم العالي، من خلال تحديد المسؤوليات والأدوار بوضوح لكل من المؤسسات الأكاديمية وجهات التدريب والطلبة، وتعزيز آليات الإشراف والمتابعة والتقييم لضمان فعالية التجربة وجودتها. كما يوفر مجموعة من الأدلة التشغيلية والنماذج الموحدة التي تساعد الجامعات على تصميم برامج تدريبية عالية الجودة ومؤثرة في تطوير مهارات الطلبة.

ووفقاً للدليل الإرشادي، تلتزم مؤسسات التعليم العالي بإعداد خطط تدريب واضحة وتكليف مشرفين أكاديميين مؤهلين لمتابعة الطلبة وتقييم أدائهم والتأكد من التزامهم بخطط التدريب الموضوعة. أما جهات التدريب فتلتزم بتوفير بيئة تدريبية آمنة ومحفزة، وتكليف مشرفين مهنيين قادرين على توجيه وإرشاد الطلبة، وتصميم آليات تحسين مستمرة لبرامج التدريب. فيما يتعين على الطلبة الالتزام بالانضباط وحضور التدريب العملي بانتظام، وتحمل مسؤولية التعلم الذاتي وتوثيق أنشطتهم في سجل رسمي معتمد.

وتوفر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدورها آليات رقابية متكاملة تشمل المتابعة الميدانية والزيارات الدورية وغير المعلنة للمؤسسات التعليمية وجهات التدريب، بالتنسيق مع الشركاء من الجهات المحلية والاتحادية ذات الصلة بما في ذلك وزارة الموارد البشرية والتوطين، وذلك بهدف التأكد من الالتزام بالمعايير ومنع أي ممارسات شكلية أو غير مسؤولة، وتصحيح أي ملاحظات أو نواقص بما يضمن التحسين المستمر لبرامج التدريب العملي.

كما أتاحت الوزارة قنوات مباشرة للتواصل والإبلاغ عن أي ملاحظات أو مخالفات ة بالتدريب العملي عبر مركز إسعاد المتعاملين (800511) أو البريد الإلكتروني: [email protected] ،وكذلك الموقع الإلكتروني www.mohesr.gov.ae أو من خلال التطبيق الذكي للوزارة.

ويأتي إطلاق هذا الدليل في إطار الجهود الاستراتيجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لترسيخ مبادئ الجودة والحوكمة ضمن كافة مفاصل منظومة التعليم العالي في الدولة، ولضمان أن تكون مخرجات التجربة الأكاديمية، النظرية والعملية، منسجمة مع مستهدفات رؤية “نحن الإمارات 2031” ومئوية الإمارات 2071، بما يعزز من تنافسية الدولة في التعليم والبحث والابتكار، ويؤهل أجيالاً قادرة على قيادة المستقبل.