حذرت رئيسة وزراء الدنمارك، مته فريدريكسن، الثلاثاء، من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يكون “نسي” جزيرة جرينلاند في الوقت الحالي، لكنه سيعود إلى الموضوع في وقت لاحق.
وكان ترمب عبر في أكثر من مناسبة، عن رغبته في ضم الجزيرة القطبية إلى الولايات المتحدة، وهي إقليم دنماركي يتمتع بالحكم الذاتي ويزخر بكميات كبيرة من المعادن النادرة غير المستخرجة إلى حد كبير، ولم يستبعد إرسال قوات أو استخدام ضغوط اقتصادية للاستيلاء عليها.
ولم يدل ترمب بالكثير من التصريحات العامة حول جرينلاند في الأشهر الأخيرة، حيث بدا أن اهتمامه تحول إلى مواضيع أخرى. لكن التوقف المؤقت لا يعني الأمان، بحسب فريدريكسن.
وقالت فريدريكسن خلال افتتاح البرلمان الدنماركي: “الآن يبدو الأمر بعيداً. قد يكون هناك شعور بأن بإمكاننا أن نتنفس الصعداء، لكني أعتقد أننا لا نستطيع ذلك”.
وأضافت أن سكان جرينلاند البالغ عددهم 60 ألف نسمة، ما زالوا يعيشون في خوف من استيلاء أميركي محتمل.
تحركات نحو التحالف مع أوروبا
وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية: “تخيل كيف يكون العيش في إحدى المستوطنات الصغيرة على الساحل.. عندما تتحدث أقوى دولة في العالم عنك كشيء يمكن شراؤه، كشيء يمكن امتلاكه، كشيء يجب الحصول عليه”.
وأكدت فريدريكسن: “مهما حدث، نحن ندعم جرينلاند في تقرير مستقبلها بأنفسهم. ولن نسمح للتهديد أو التخويف بأن يدفعنا للقيام بشيء واضح الخطأ”.
ومنذ تصريحات ترمب، سعت الإدارة الذاتية في جرينلاند، إلى تعميق علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين، وتستعد لتوقيع شراكة للمعادن الحيوية مع بريطانيا.
وقالت وزيرة الخارجية الجرينلاندية، فيفيان موتسفيلدت، في مايو لمجحلة “بوليتيكو”، إن جرينلاند مهتمة باستكشاف شراكات تجارية مع “دول ذات تفكير مشابه” وانتقدت ترمب على تهديداته العسكرية والاقتصادية.
ومن المقرر أن يخاطب رئيس وزراء جرينلاند، ينس-فريدريك نيلسن، البرلمان الأوروبي في ستراسبورج، الأربعاء.
ويحذر العديد من المسؤولين الأوروبيين، من أن أي تحرك أميركي أحادي للسيطرة على جرينلاند “قد يؤدي إلى انهيار التحالف عبر الأطلسي كما نعرفه، وإلى توقف التجارة بين أوروبا والولايات المتحدة”.
وقال النائب الدنماركي ووزير الخارجية السابق، مارتن ليديجورد: “سيكون ذلك عملاً متطرفاً للغاية، يتناقض تماماً مع تاريخنا المشترك”. وتابع: “وإذا تم ذلك ضد إرادة شعب جرينلاند، فسيُشكل ضرراً جسيماً ليس فقط للعلاقات الأميركية-الدنماركية، بل للتعاون الأميركي-الأوروبي ككل”.
وتُظهِر بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن جرينلاند لديها ثامن أكبر احتياطات من العناصر الأرضية النادرة في العالم، بنحو 1.5 مليون طن، بما في ذلك الذهب والنحاس، وتقع في منطقة جيوسياسية بالغة الأهمية في القطب الشمالي.
ولا يوجد في جرينلاند، سوى منجمين عاملين، ينتجان الذهب والأنورثوسيت (معدن يستخدم في صناعة الألياف الزجاجية)، بينما لم يبدأ الإنتاج في منجمين آخرين حصلا على ترخيص للتعدين.