أفاد عقاريان بأن سوق الإيجارات في أبوظبي تشهد مؤشرات متوازنة بين العرض والطلب مع تحركات طفيفة في الأسعار بين شهري أغسطس وسبتمبر الماضيين، تعكس توازناً صحياً بين العرض والطلب.

وأوضحا لـ«الإمارات اليوم» أن الطلب القوي على الوحدات السكنية ذات المواقع المميزة، يدعم ارتفاعات متفاوتة في أسعار بعض الفئات، خصوصاً الاستوديوهات والشقق ذات غرف النوم الواحدة.

وأكدا أن هذه الزيادات الطفيفة قد تكون مؤشراً لبداية موجة ارتفاع كبرى في الأسعار مع استمرار تدفق السكان والنشاط السياحي في الإمارة، ما يعكس ديناميكية السوق وقدرتها على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية.

متغيرات الطلب

وقالت نائب الرئيس لقسم المبيعات في «بيوت» العقارية، فيبا أحمد: إن سوق الإيجارات السكنية في أبوظبي تواصل إظهار مؤشرات متوازنة بين العرض والطلب، مع تسجيل تحركات سعرية طفيفة في بعض المناطق، تُعد مؤشراً إلى مرونة السوق واستجابتها لمتغيرات الطلب وتغير أولويات المستأجرين.

وأضافت أن البيانات الأخيرة لشهري أغسطس وسبتمبر 2025، تعكس توجهات واضحة في حركة المستأجرين نحو مناطق تجمع بين الأسعار المقبولة والجودة المناسبة، مثل مصفح والخالدية، حيث «شهدنا طلباً كبيراً على الوحدات الصغيرة التي تتناسب مع شريحة واسعة من المقيمين».

وأوضحت أحمد أن المناطق الساحلية والمراكز الحضرية، مثل «جزيرة ياس» و«شاطئ الراحة» تسجل أعلى معدلات إيجار، خصوصاً لفئتي الاستوديو وغرفة النوم الواحدة.

وأشارت إلى أن ارتفاع إيجارات الاستوديوهات في «جزيرة ياس» بنسبة 5%، و«جزيرة الريم» بنسبة 1.9%، يعود إلى محدودية المعروض في الفئة الصغيرة، وتفضيلها من قبل فئة الموظفين والمقيمين الذين يبحثون عن وحدات مدمجة في مواقع استراتيجية.

وأكدت أن التفاوت في الأداء بين المناطق، مثل ارتفاع الأسعار في «المركزية» بنسبة 15% وتراجعها في «جزيرة الريم» بنسبة 2.6%، يعكس الطبيعة المتنوعة للسوق وقدرتها على تلبية شرائح متعددة من الطلب.

وعدّت أن السوق العقارية في أبوظبي تبدي أداءً مرناً يعكس توازناً صحياً ومستداماً، مع استعدادها لموجة ارتفاعات محتملة في حال استمرار الضغط من جانب الطلب، لافتة إلى أن دخول مشروعات سكنية جديدة قد يسهم في رفع مستوى التنافسية، ما يدفع بالسوق نحو مستويات أكثر نضجاً وتنوعاً في العرض.

طلب مرتفع

بدوره، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «نايشن وايد العقارية» الشرق الأوسط، أمين القدسي: إن سوق الإيجارات السكنية في أبوظبي حافظت خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2025 على حالة من الاستقرار العام في متوسط أسعار الإيجارات السنوية مع تسجيل زيادات طفيفة في بعض المناطق.

وأوضح القدسي أن ذلك جاء نتيجة الطلب المرتفع على الوحدات السكنية ذات المواقع المميزة، مؤكداً أن هذا الأداء يتماشى مع ما سجلته السوق في فترات سابقة، حيث أظهرت البيانات أن تحركات الأسعار تميل إلى الاستقرار مع ارتفاعات متباينة تبعاً لقوة الطلب وتوزيع المعروض.

وبيّن أن التفاوت في مستويات الإيجارات يعود إلى عوامل عدة أساسية، في مقدمتها الموقع الاستراتيجي والقرب من المرافق الحيوية، فضلاً عن جودة المشروعات السكنية ومستوى الخدمات المتاحة.

كما أوضح أن هذه العوامل شكلت عبر السنوات الماضية محدداً رئيساً لحركة السوق، وهو لايزال حاضراً في عام 2025 بشكل أوضح، في ظل زيادة التنافسية بين المطورين وتوسع المشروعات الجديدة.

ولفت إلى أنه على الرغم من أن التحركات الطفيفة في الأسعار خلال الشهرين الماضيين تعكس استقراراً نسبياً، فإنها قد تكون مقدمة لارتفاعات كبرى في حال استمرار وتيرة الطلب الحالية، لاسيما مع دخول مزيد من السكان الجدد إلى الإمارة واستمرار نشاط القطاع السياحي.

وقال القدسي: «سوق الإيجارات في أبوظبي اليوم تعكس توازناً صحياً بين العرض والطلب، غير أن استمرار الضغط من جانب الطلب قد يقود إلى مستويات سعرية عليا خلال الأشهر المقبلة».

وذكر أن حركة التنقل بين المستأجرين ملحوظة، حيث يسعى البعض إلى البحث عن وحدات بأسعار أقل في أطراف أبوظبي، للاستفادة من مساحات كبرى بتكاليف مناسبة، مضيفاً أن السوق تظل ديناميكية ومتأثرة بعوامل العرض والطلب، مع سعي المستأجرين لتحقيق توازن بين الجودة والسعر.

تحركات طفيفة

إلى ذلك، أظهرت بيانات أعدتها منصة «بيوت» العقارية لـ«الإمارات اليوم» ترصد الإيجارات العقارية في أبوظبي خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2025، تحركات طفيفة في أسعار الإيجارات في سبع مناطق رئيسة بالإمارة.

ووفقاً للبيانات، واصلت بعض المناطق تسجيل ارتفاعات في الإيجارات في مختلف فئات الوحدات السكنية، وتراجعت مناطق أخرى، ما يعكس تنوع الفرص في السوق العقارية بأبوظبي، وقدرتها على تلبية احتياجات شرائح متنوعة من المستأجرين.

وضمت قائمة المناطق محل الرصد: «شاطئ الراحة»، «جزيرة الريم»، «منطقة الكورنيش»، «جزيرة ياس»، «المركزية»، «مصفح»، و«الخالدية».

وأفادت البيانات بأن متوسط أسعار الإيجارات لفئة «استوديو» في أبوظبي خلال سبتمبر، بلغ 55.27 ألف درهم، في حين بلغ متوسط إيجار شقة بغرفة نوم واحدة نحو 93 ألف درهم، ومتوسط إيجار شقة مكونة من غرفتين وصالة 129.47 ألف درهم.

الاستوديوهات

وفي فئة الاستوديو، أظهرت البيانات أن متوسط كلفة الإيجارات سنوياً لاستوديو في منطقة جزيرة ياس بلغ 83.3 ألف درهم خلال سبتمبر الماضي، مقارنة بـ79.3 ألف درهم خلال شهر أغسطس الماضي بارتفاع قدره 5%، في حين ارتفع متوسط الإيجار السنوي في منطقة الخالدية بنسبة 2.5% إلى 41 ألف درهم سنوياً، ونما في منطقة «جزيرة الريم» بنسبة 1.9% إلى 68.3 ألف درهم سنوياً، مقارنة بـ67.1 ألف درهم في أغسطس الماضي.

غرفة نوم

وفي فئة غرفة النوم، سجلت منطقة «المركزية» أعلى متوسط سعر للإيجار في أبوظبي خلال سبتمبر 2025، وذلك وفقاً لبيانات منصة «بيوت».

وبلغ متوسط سعر إيجار غرفة النوم سنوياً في منطقة «المركزية» 125 ألف درهم، يليها «شاطئ الراحة» بـ116.9 ألف درهم، و«جزيرة ياس» بـ98.1 ألف درهم، و«جزيرة الريم» بـ91.1 ألف درهم.

وأظهرت البيانات ارتفاع متوسط كلفة الإيجار السنوي لشقة مؤلفة من غرفة نوم وصالة في «شاطئ الراحة» و«مصفح» و«المركزية» و«جزيرة الريم» خلال سبتمبر 2025 مقارنة بأغسطس الماضي بنسب 8.5% و3% و2% و0.4% على التوالي، في حين تراجع متوسط كلفة الإيجار السنوي لغرفة نوم وصالة في مناطق الخالدية والكورنيش وجزيرة ياس بنسب 18%، و1.3%، و1.2% على الترتيب.

غرفتا نوم

وتصدرت «المركزية» قائمة المناطق العليا من حيث متوسط سعر الإيجار السنوي للشقق المؤلّفة من غرفتي نوم خلال سبتمبر، بواقع 180 ألف درهم سنوياً، تلتها «شاطئ الراحة» بـ144.8 ألف درهم، ثم «جزيرة ياس» بـ144.2 ألف درهم، في حين سجلت منطقة مصفح أقل متوسط للأسعار السنوية بـ80 ألف درهم.

وكشفت البيانات عن تراجع متوسط كلفة الإيجار السنوي للشقق فئة غرفتي نوم وصالة خلال سبتمبر 2025، مقارنة بأغسطس الماضي في أربع مناطق وارتفاعها في ثلاث مناطق أخرى، حيث انخفض متوسط الإيجار في «جزيرة الريم» بـ2.6%، ومنطقتي جزيرة ياس والكورنيش بـ1% لكل منهما، وبنسبة 0.8% في منطقة شاطئ الراحة.

وارتفع متوسط الإيجار السنوي في ثلاث مناطق، هي: المركزية، الخالدية، ومصفح بواقع 15% و8%، و3% على التوالي.




شاركها.