كشفت مصادر مطلعة لـ”الشرق” عن ملامح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم التوصل إليه بين حركة “حماس” وإسرائيل، مشيرة إلى أن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ على الفور.
وبيّنت المصادر أن الاتفاق يشمل انسحابات إسرائيلية محددة تتزامن مع عملية التبادل، وإدخال المساعدات إلى القطاع، لافتة إلى أن “الصياغة النهائية للاتفاق يجري إعدادها حالياً قبل إعلان مفصّل”.
موعد توقيع اتفاق غزة
وقالت المصادر لـ”الشرق” إنه من المرجح التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، الخميس، ثم ستبدأ مفاوضات المرحلة الثانية على الفور، على أن “يدخل الاتفاق حيز التنفيذ مطلع الأسبوع المقبل”.
ونقلت شبكة CBS NEWS عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن الاتفاق سيعرض على الحكومة الإسرائيلية الخميس، وبمجرد تصويتها بـ’نعم’، يتعين على إسرائيل الانسحاب إلى الخط المتفق عليه، وهي عملية يُفترض أن تستغرق أقل من 24 ساعة.
وأضاف المسؤول، وفق الشبكة: “بعد ذلك، سيبدأ عدٌّ تنازلي لمدة 72 ساعة، ومن المتوقع أن تحاول حماس التنفيذ في وقت أبكر إذا أمكن، وتقدير البيت الأبيض هو أن عملية إطلاق سراح الرهائن ستبدأ يوم الاثنين”.
تفاصيل المرحلة الأولى
وأوضح مسؤول فلسطيني مطلع لـ”الشرق” أن المرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق تتضمن تسليم حركة “حماس” لـ20 محتجزاً إسرائيلياً من الأحياء دفعة واحدة، مقابل الإفراج عن 250 أسيراً فلسطينياً من المحكومين بالمؤبد، و1700 من الذين اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023.
وقال المسؤول: “إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وتبادل الأسرى سيتم خلال أول 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق”، لافتاً إلى أن “الاتفاق تم بموافقة الفصائل الفلسطينية الفاعلة في غزة”.
وفي هذا السياق، قالت “حماس” إنه “في إطار الاتفاق الجاري على وقف إطلاق النار والعدوان على شعبنا في غزة، تؤكد الحركة أنها سلّمت قوائم الأسرى الفلسطينيين ضمن المعايير المتفق عليها في إطار الاتفاق”.
كبار الأسرى
وفي السياق ذاته، أفاد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لـ”الشرق” بأن “الاتفاق يشمل عدداً من كبار قادة الأسرى”.
وبخصوص تفاصيل الأسماء والحصص ستُحدَّد ضمن قوائم التبادل أثناء التنفيذ.
الانسحاب الإسرائيلي
وذكرت مصادر “الشرق” أن “الانسحاب الإسرائيلي سيبدأ بشكل مرحلي ضمن خارطة يتم الاتفاق عليها بين الجانبين”، منوهة إلى أن “المرحلة الأولى تتضمن تسليم المحتجزين الأحياء، وإعطاء حركة حماس وقتاً لاستخراج جثامين القتلى”.
وأفادت بأن “فصائل المقاومة الآسرة جاهزة لبدء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بشأن تبادل الأسرى، وتتنظر تنفيذ الاحتلال الخطوات المقابلة بإطلاق سراح أعداد من الأسرى الفلسطينيين والانسحابات المتزامنة”.
المساعدات الإنسانية ونقل الجرحى
أوضح قيادي في حركة “حماس” لـ”الشرق” أن “الاتفاق يقضي بإدخال 400 شاحنة مساعدات كحد أدنى يومياً إلى قطاع غزة خلال الأيام الخمسة الأولى بعد وقف إطلاق النار، وسيتم زيادتها في الأيام المقبلة”.
وتابع: “الاتفاق يقضي بسحب القوات الإسرائيلية من معبر رفح ومحيطه، وفتح معبر رفح في الاتجاهين فور بدء التنفيذ، ونقل المرضى والجرحى للعلاج في مصر”.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي للحركة باسم نعيم في تصريحات لـ”الشرق”: “اتفقت حماس والفصائل (الفلسطينية) على المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة بما يؤدي لوقف الحرب بشكل دائم والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين وفي مقابلهم أعداد من الأسرى الفلسطينيين ودخول المساعدات فوراً”.
وأضاف نعيم: “سيجري فتح معبر رفح في الاتجاهين خلال المرحلة المقبلة”.
اتفاق غزة
وفي وقت سابق، أعلنت حركة “حماس” في بيان أنه بعد مفاوضات “مسؤولة وجادّة” خاضتها الحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية بشأن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مدينة شرم الشيخ بمصر، تم التوصل إلى “اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة، وانسحاب الاحتلال منها، ودخول المساعدات، وتبادل الأسرى”.
ودعت “حماس” الرئيس الأميركي والدول الضامنة للاتفاق ومختلف الأطراف العربية والإسلامية والدولية “إلى إلزام حكومة الاحتلال بتنفيذ استحقاقات الاتفاق كاملة، وعدم السماح لها بالتنصّل أو المماطلة في تطبيق ما تم التوافق عليه”.
وكان ترمب أعلن أن “حماس”، وإسرائيل وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام، مشيراً إلى أن “جميع الرهائن سيُفرج عنهم قريباً جداً”، وأن “إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه”.
وقال ترمب عبر منصته “تروث سوشيال”: “أنا فخور جداً بأن أعلن أن إسرائيل وحماس قد وقّعتا على المرحلة الأولى من خطة السلام الخاصة بنا.. وهذا يعني أن جميع الرهائن سيُفرج عنهم قريباً جداً، وأن إسرائيل ستسحب قواتها إلى خط متفق عليه كخطوة أولى نحو سلام قوي وراسخ ودائم.. سيتم التعامل مع جميع الأطراف بعدالة!”.