أفادت مصادر فلسطينية مطلعة على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة لـ “الشرق”، بأن الوسطاء (مصر وقطر) سيعلنون، في وقت لاحق، الخميس، موعد “ساعة الصفر” لبدء تنفيذ اتفاق وقف النار، وإطلاق عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين.
وأشار مصدر في حركة “حماس”، إلى أن “كافة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، وافقت على الاتفاق” الذي تم التوصل إليه في وقت مبكر من صباح الخميس.
وأوضحت المصادر في تصريحاتها لـ”الشرق”، أنه مع دخول الاتفاق “حيز التنفيذ”، ستبدأ حركة “حماس” في عملية جمع وحصر الرهائن الإسرائيليين الأحياء، و”تسليمهم تباعاً وفقاً للظروف الميدانية، وفق الآلية المتفق عليها، إلى هيئة الصليب الأحمر في قطاع غزة”، مضيفاً: “مع بعض التعديلات الإجرائية”، بالتزامن مع بدء الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وبشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، أوضحت المصادر، أنه، وفق الاتفاق، أنه “سيتم البدء الفوري في إدخال المساعدات بواقع 400 شاحنة يومياً، تشمل الغذاء والدواء والوقود ومواداً إغاثية ومعدات للدفاع المدني”.
وسيتم فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة في الاتجاهين، فور انسحاب القوات الإسرائيلية من المعبر ومحيطه، وذلك خلال الأيام الخمسة الأولى من بدء تنفيذ الاتفاق، بحسب ما أكدته المصادر لـ”الشرق”، إذ “سيتم تشغيل المعبر في البداية وفق الآلية السابقة لسفر المرضى والحالات الإنسانية الطارئة، والمساعدات”.
تبادل الأسرى وإعلان إنهاء الحرب
وأضافت المصادر، أن عمليات التفاوض بشأن أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم، ستستمر بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، كما تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية فور انتهاء عمليات تبادل الأسرى وما يرافقها من خطوات.
واكد مصدر مطلع آخر قريب من المفاوضات، أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ، بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية عليه، على أن يتم البدء الفوري في الإجراءات التنفيذية للاتفاق.
وتوقعت المصادر في تصريحاتها لـ”الشرق”، أن يتم إعلان إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بشكل رسمي في حضور الرئيسين الأميركي دونالد ترمب، والمصري عبد الفتاح السيسي، ومسؤولين آخرين، الأحد المقبل.
الجدول الزمني لإجراءات تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب لإنهاء حرب غزة
- الخميس 9 أكتوبر 2025.. وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية، على أن يتبعه انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة بما يسمح لحركة “حماس” بالشروع في حصر وتجميع الرهائن الإسرائيليين وتسليمهم للصليب الأحمر “دون مراسم رسمية”.
- الأحد 12 أكتوبر 2025.. إعلان إنهاء الحرب على غزة وسط ترجيحات بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومسؤولين آخرين.
- الاثنين 13 أكتوبر 2025.. استكمال عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وأكد أحد المصادر الذين تحدثوا لـ”الشرق”، أن الاتفاق نص على أن تكتمل عملية تبادل الاسرى والمحتجزين، الاثنين المقبل، بإشراف الوسطاء، مصر وتركيا مع الجانب الأميركي.
من جانبها، اعتبرت حركة “الجهاد الإسلامي” في بيان، أن “الاتفاق لم يكن منحة من أحد”، مشددة على أن “الأهم أن تبقى المقاومة صامدة، وتصل إلى هذه المحطة المهمة التي تستطيع فيها عقد ما تم الاتفاق عليه لإجبار العدو على وقف العدوان”.
اتفاق غزة
وبعد يوم واحد فقط الذكرى السنوية الثانية لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أسفرت مفاوضات “غير مباشرة” استضافتها مصر، عن التوصل لاتفاق لتنفيذ المرحلة الأولى من إطار مكون من 20 بنداً، اقترحه ترمب، لإحلال السلام في قطاع غزة وإنهاء الحرب.
ومن شأن الاتفاق، أن يُقرب الطرفين (إسرائيل وحماس)، أكثر من أي وقت مضى من إنهاء الحرب التي تحوّلت إلى صراع إقليمي شمل دولاً مثل إيران واليمن ولبنان، وزاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، وأعاد رسم ملامح الشرق الأوسط.
كما يمهد هذا الاتفاق الطريق لإرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة، حيث أفاد مرصد عالمي للجوع في أغسطس الماضي بأن أكثر من نصف مليون شخص يعانون من المجاعة.
وبحسب تقديرات رسمية، فقد أودت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة منذ عامين، بحياة أكثر من 67 ألف شخص، ودمرت معظم القطاع، وتسببت في نزوح جميع السكان تقريباً وأصابت المنظومة الصحية بالشلل.