أعاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فتح ملف “نوبل للسلام” أكثر من مرة خلال ولايته الأولى والثانية، معتبرًا أنه يستحق الجائزة عن جهوده في ملفات ساخنة في مختلف أنحاء العالم.

وقال ترامب في كلمة ألقاها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في 23 من أيلول الماضي، “الجميع يقولون إنني أستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام”.

وفي شباط من عام 2019، قال ترامب إن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما حصل على الجائزة دون أن يفهم السبب.

ويعتقد ترامب أن إنجازاته في “إنهاء الحروب” والتقريب بين دول متنازعة كان يفترض أن تضع اسمه على لائحة الفائزين.

وفي 18 من آب الماضي، قال ترامب في أثناء لقائه الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وزعماء أوروبيين آخرين في البيت الأبيض، أنه أنهى ست حروب، وقال للصحفيين في اليوم التالي إنه نجح في الواقع في حل سبع حروب.

ويسعى ترامب من خلال مباحثاته الأخيرة لوقف إطلاق النار في غزة، وتسوية الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا إلى تعزيز موقفه في الحصول على جائزة “نوبل للسلام” التي أكد في مناسبات مختلفة استحقاقه لها.

وبحسب حديث المتخصص في الشؤون الدولية، بيتر فالنستين، إلى وكالة “فرانس برس”، فإن ترامب لن يحصل على “نوبل للسلام” لهذا العام، مضيفًا “لكن ربما العام المقبل؟ بحلول ذلك الوقت، ستكون الغيوم انقشعت بشأن مبادراته المختلفة، خصوصًا بشأن أزمة غزة”.

وبحسب صحيفة “اللوموند”، فإن الخبراء النرويجيين يرون أن الرئيس الأمريكي ليست لديه أي فرصة للفوز بالجائزة.

وفي 3 من تشرين الأول، ذكرت وكالة “بلومبرغ” أن الحكومة النرويجية تبدي قلقًا متزايدًا من احتمال اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات عقابية، في حال لم يُمنح الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، جائزة “نوبل للسلام”.

ووفقًا للتقرير، تخشى السلطات النرويجية أن يُقدم ترامب على خطوات اقتصادية انتقامية إذا تجاهلته لجنة نوبل، من بينها فرض رسوم جمركية إضافية على السلع النرويجية أو تقييد أنشطة صندوق الثروة السيادي للبلاد، الذي تُقدَّر قيمته بنحو تريليوني دولار.

ومن المتوقع أن يتم الإعلان غدًا الجمعة، 10 من تشرين الأول، عن اسم الفائزة في الجائزة، في العاصمة النرويجية أوسلو.

ما الحروب التي زعم ترامب إنهاءها؟

بعد مزاعم الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بأنه “أنهى سبع حروب”، كشفت تقارير أمريكية أن البيت الأبيض أدرج صراعات عدة ضمن ما يعتبره إنجازاته في مجال السلام، أبرزها النزاع بين أرمينيا وأذربيجان الذي توصل فيه الجانبان إلى اتفاق برعاية واشنطن، والتوترات الحدودية بين تايلاند وكمبوديا التي توقفت بعد وساطة اقتصادية قادها ترامب.

كما أدرج الصراع بين رواندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية، والحرب القصيرة بين إسرائيل وإيران، إضافة إلى خلافات الهند وباكستان حول كشمير، وأزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، وأخيرًا التوتر بين صربيا وكوسوفو.

ورغم أن بعض هذه الوساطات جرت في ظل تدخل أمريكي محدود أو لم تُفضِ إلى اتفاقات نهائية، يواصل ترامب الترويج لهذه الملفات باعتبارها دليلاً على دوره “التاريخي” في إحلال السلام العالمي.

ما جائزة نوبل للسلام؟

جائزة نوبل للسلام واحدة من أرفع الجوائز العالمية التي تُمنح سنويًا تكريمًا للأفراد، أو المؤسسات التي أسهمت في تعزيز السلام وحل النزاعات أو دعم القيم الإنسانية.

أُطلقت الجائزة وفقًا لوصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، وتُمنح في العاشر من كانون الأول من كل عام، في ذكرى وفاته عام 1896، بينما يُعلن عن الفائز عادة في تشرين الأول بالعاصمة النرويجية أوسلو.

وتختار لجنة مكوّنة من خمسة أعضاء من البرلمان النرويجي الفائز بعد دراسة عشرات الترشيحات التي تتلقاها من مختلف أنحاء العالم، في عملية تتسم بالسرية والجدل في كثير من الأحيان، خاصة حين ترتبط الأسماء المرشحة بقضايا سياسية أو نزاعات مستمرة.

ولا تعلن اللجنة عن قوائم المرشحين إلا بعد مضي 50 عامًا.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.