اخبار تركيا

بين إرثٍ يمتد لآلاف السنين وحاضرٍ اقتصاديٍّ نابض بالحياة، تواصل تركيا ترسيخ مكانتها كإحدى أبرز الوجهات في سياحة الاجتماعات والمؤتمرات والحوافز.

تمتاز البلاد بتنوّع مدنها التي تمزج بين العمق التاريخي والطابع العصري، لتقدّم لزوارها تجربة تجمع بين العمل والاكتشاف.

ومن أبرز هذه المدن: غازي عنتاب، كوش أداسي، بورصة، وقونية، حيث تلتقي الثقافات والطبيعة والفنون في مشهد واحد يعيد تعريف مفهوم السياحة المهنية.

غازي عنتاب.. مدينة الطعم والتاريخ

تُعدّ غازي عنتاب من أقدم مدن الأناضول وأكثرها ثراءً حضاريًا، إذ يعود تاريخها إلى أكثر من عشرة آلاف عام، ما يجعلها واحدة من أعظم نقاط التقاء الحضارات في الشرق الأدنى.

إلى جانب آثارها القديمة وأسواقها التراثية، تشتهر عنتاب بفنون الطهي التي جعلتها تنضم منذ عام 2015 إلى شبكة المدن الإبداعية التابعة لليونسكو في فئة فن الطهي.
فمن الكباب والكفتة إلى الحلويات والفستق العنتابي الشهير، أصبحت المدينة عاصمة الذوق التركي بلا منازع.

اقتصاديًا، تعدّ عنتاب أكبر مركز صناعي وتجاري في جنوب شرق تركيا، حيث تصدر أكثر من 120 منتجًا إلى نحو 40 دولة. وتشكل ورشها الصغيرة نموذجًا حيًا للريادة المحلية القائمة على الزراعة والصناعة الغذائية وصناعات الجلود والمعادن.

أما على صعيد سياحة الحوافز، فقد بدأت المدينة تجذب اهتمام الشركات الباحثة عن تجربة تجمع بين المذاق الأصيل والروح الإنتاجية، في بيئة تفيض بالحياة والعمل.

كوش أداسي.. ميناء الشمس واللقاءات البحرية

على شواطئ بحر إيجة، تتلألأ مدينة كوش أداسي كإحدى أجمل وجهات الإجازات والمؤتمرات في غرب تركيا. تقع المدينة على مقربة من أفسوس التاريخية وتُعدّ ميناءً مهمًا للسفن السياحية القادمة من البحر المتوسط.

تتميّز كوش أداسي ببنية تحتية متطورة للمؤتمرات، إذ تحتضن أكبر مركز معارض في المنطقة، يستوعب أكثر من 25 ألف شخص ويضم قاعة رئيسية بألفين و690 مقعدًا، و33 قاعة اجتماعات حديثة.

ويحيط بالمركز عدد كبير من الفنادق من فئة الأربع والخمس نجوم، تضم أكثر من ألف غرفة مجهزة وفق المعايير الدولية.

تجمع المدينة بين صفاء البحر ودفء الضيافة، ما يجعلها وجهة مثالية لدمج فعاليات الأعمال مع أنشطة الاسترخاء أو رحلات الغولف.

بورصة.. العاصمة الأولى للعثمانيين ومدينة الجمال الأخضر

تُعرف بورصة بـ«المدينة الخضراء»، فهي محاطة بالبساتين والحدائق التي تشكل لوحات طبيعية ساحرة. كانت أول عاصمة للدولة العثمانية، وتحتفظ حتى اليوم بعشرات المساجد والضرائح والمباني التاريخية التي تشهد على عمقها الديني والثقافي.

لكن بورصة ليست فقط مدينة التراث، بل أيضًا مركز مهم لسياحة المؤتمرات والمعارض. يضم مركزها الحديث قاعات تتسع لأكثر من 1500 شخص، ومساحات مخصصة للمعارض والفعاليات التجارية.

بفضل قربها الجغرافي من إسطنبول، تعد خيارًا مناسبًا لتنظيم الفعاليات أو الرحلات القصيرة. كما يحتضن جبل أولوداغ القريب منها أشهر مراكز التزلج في تركيا، ما يضيف بعدًا ترفيهيًا فريدًا لتجربة الاجتماعات فيها.

اقتصاديًا، تواصل بورصة لعب دور محوري في الصناعة التركية؛ فهي مركز رئيسي لإنتاج السيارات والنسيج والحرير، ومثال على التوازن بين الازدهار الصناعي والجمال الطبيعي.

قونية.. مدينة الصوفيين والعلم والصناعة

في قلب الأناضول، تقع قونية، المدينة التي جمعت بين الروحانية والتقدّم الصناعي. كانت في العصور الوسطى عاصمة السلاجقة ومركزًا تجاريًا مهمًا على طريق الحرير، وتشتهر بكونها موطن مولانا جلال الدين الرومي، أحد أبرز رموز التصوف الإسلامي.

إلى اليوم، لا تزال قونية تحتفظ بهويتها الثقافية من خلال الفنون اليدوية والسجاد والخزف وفن الخط، إضافة إلى عروض الرقصات المولوية التي تحوّلت إلى عنصر جذب ثقافي وسياحي.

على الصعيد الاقتصادي، تعدّ قونية واحدة من المدن الكبرى في تركيا من حيث الإنتاج الصناعي والزراعي، إذ تحتضن مصانع للماكينات والآلات الزراعية وصناعات السيارات والأغذية.

أما في مجال الاجتماعات، فتضم المدينة مركز مؤتمرات حديثًا تبلغ مساحته المغلقة نحو 35 ألف متر مربع، مع قاعة حفلات بمساحة 1400 متر مربع و11 قاعة اجتماعات، مما يجعلها وجهة متكاملة لسياحة الأعمال والفعاليات الكبرى.

سياحة الحوافز في تركيا… تنوّع يوحّد التجربة

من مذاق الفستق العنتابي في الجنوب، إلى خُضرة بورصة وصفاء بحر إيجة وروح قونية الصوفية، ترسم المدن التركية لوحة متكاملة لوجهةٍ عالمية في سياحة الاجتماعات والمؤتمرات.

تجمع هذه المدن بين البنية التحتية المتقدمة والهوية الثقافية الأصيلة، لتمنح الزائر تجربة لا تقتصر على العمل فحسب، بل تمتد إلى التاريخ والطعام والفن والطبيعة.

إنها تركيا، حيث تلتقي الحضارات القديمة مع دينامية القرن الحادي والعشرين، في مسرح واحد للاجتماعات التي تصنع الأفكار وتحتفي بالحياة.

المصدر: موقع Go Türkiye الترويجي الرسمي

شاركها.