هل انتهت الحرب أخيراً؟ سؤال يتردد في أزقة غزة التي تنفض عنها غبار عامين من القصف والحصار والدمار، بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال والمقاومة.
من بين أنقاض البيوت وصدور أنهكها الجوع والخوف، تتنفس غزة اليوم للمرة الأولى دون دويّ الصواريخ. في الشوارع التي فقدت أسماءها، عاد الأطفال يركضون ويرفعون الأعلام ويضحكون كأنهم يختبرون الحياة من جديد، فيما تبقى القلوب معلّقة بين فرحة النجاة وحزن الفقد.
اتفاق الهدنة، الذي وصفه مراقبون بأنه “توقيع بالدموع قبل الحبر”، أوقف نزيف الحرب مؤقتاً، لكنه لم يمحُ آثارها. فالمنتصر الحقيقي، كما يقول الغزيون، هو الصمود. غزة التي لم تُكسر رغم كل ما واجهته، أثبتت أن تحت الركام يولد الأمل وأن الجراح لا تساوم.
انسحبت الدبابات من محيط المدينة، لكن الخوف لم ينسحب بعد. انتهت الحرب بتصريحات سياسية، إلا أن الجراح ما زالت مفتوحة، بين فرحة حذرة وألم عميق.
وبينما تتساءل غزة إن كانت هذه نهاية الحرب أم بداية اختبار جديد للسلام، يبقى الأكيد أن المدينة التي انتصرت بالبقاء، ما زال العالم مديناً لها باعتذار… وبحرية… وبسماء بلا طائرات.