كشفت مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، عن قصص إنسانية من واقع عمليات الضبط، من بينها قصة شاب تعاطى المخدرات بسبب قصة حب فاشلة، وشقيقان سلّما نفسيهما لإدارة المكافحة طلباً للعلاج، وشرطي يصر على تنفيذ مهمة ضبط لمتعاطٍ من أقاربه، محذرة من انتكاسة بعض المتعافين الذين لا يجدون قبولاً أسرياً، ما يدفعهم إلى العزلة والبحث عن أصدقاء يتعاطون معهم المخدرات، من أجل نسيان ما يمرون به من مشكلات.
وتفصيلاً، أكد مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، العميد طاهر غريب الظاهري، أهمية احتواء المتعافين من الإدمان على مستوى الأسرة والمجتمع، وإعطائهم فرصة ليكونوا أشخاصاً أسوياء في المجتمع.
وذكر أن التحقيقات مع بعض المتعاطين حول أسباب عودتهم للمخدرات، تُظهر أنهم يشعرون بالعزلة والنبذ من المقربين منهم، ورفض وجودهم داخل بيوت أقاربهم أو إخوانهم، فضلاً عما يجدونه من معاملة سيئة في التجمعات العائلية، وعدم وجود من يحتويهم، ما يدفعهم إلى البحث مرة أخرى عن أصدقاء السوء.
وأشار إلى أن التقديرات تشير إلى أن نحو 70% من المتعاطين عبروا عن ندمهم الشديد على تعاطي المخدرات، وأبدوا رغبة في المساعدة على العلاج وعدم العودة للتعاطي.
وكشف الظاهري أن أكثر المتعاطين الذين يقبض عليهم، هم الفئة العمرية من 20 إلى 45 عاماً، وهو ما يؤكد أهمية تضافر جهود التوعية الموجّهة لهذه الفئة، مشيراً أيضاً إلى أن أكثر ضبطيات المخدرات كانت خلال الإجازات، مثل أيام الجمعة والإجازات الرسمية والأعياد، وقبل أذان المغرب في رمضان، حيث يعتقد مروّجو المخدرات أن رجال الشرطة يكونون في حالة استرخاء خلال هذه الفترات فيزداد نشاطهم الإجرامي، لكن دائماً تكون الشرطة لهم بالمرصاد وتقبض عليهم.
وروى الظاهري قصة شقيقين عمرهما 19 و20 عاماً، قدما إلى مديرية مكافحة المخدرات لتسليم نفسيهما، وأقرّا بأنهما يتعاطيان مخدر «كريستال ميث»، ويرغبان في التوبة بنية صادقة، وبالفعل تم أخذ بياناتهما وإجراء اتصالات لتوجيههما إلى مركز العلاج، الأمر الذي يؤكد أن هناك حالات كثيرة ترغب في العلاج، ويمكن مساعدتها على التوقف عن الإدمان إذا وجدت من يمدّ لها يده، ويتعامل معها بإيجابية.
وتحدّث مدير مديرية مكافحة المخدرات في شرطة أبوظبي، خلال مقابلة مع برنامج «أسرار المهمة»، بقناة سكاي نيوز عربية، عن جهود شرطة أبوظبي للحفاظ على ديمومة الأمن والاستقرار المجتمعي من المخدرات، وتكاتف الجميع في الإسهام بمكافحة إحدى أخطر الآفات المدمرة للمجتمعات البشرية وأجيالها الشابة.
وروى الظاهري قصصاً إنسانية من خلال التحقيقات التي تجري مع المتعاطين بعد ضبطهم، من بينها قصة شاب دخل في تعاطي المخدرات بسبب مشكلة عاطفية، إذ كان يحب فتاة ويرغب في الارتباط بها، لكن أهله رفضوها، وعارضوه بشدة، فأصابه الحزن والهمّ، حتى نصحه أحد أصدقائه بتعاطي مواد مخدرة، لنسيان المشكلة التي يمرّ بها.
وذكر أن القانون كان رحيماً به، حيث لم تكن له سوابق في التعاطي، وانتهت مشكلته بدفع غرامة مالية، والتعهد بعدم العودة إلى هذا السلوك، مشيراً إلى أن القانون يمنح المتعاطي في حالة الالتزام لمدة ستة أشهر الحق في الحصول على شهادة حسن سيرة وسلوك وردّ الاعتبار، بما يمكنه من التوظف، ومواصلة حياته كأن السابقة لم تكن.
وأكد الظاهري أن رجال مكافحة المخدرات يحملون على عاتقهم واجباً وطنياً في عملهم اليومي، وهو كيفية حماية المجتمع بكل فئاته وأعماره من مروّجي هذه السموم، والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة. وهم يؤدون مهامهم بصدق وأمانة، مستذكراً أحد منتسبي فريق الضبط، عندما خرج للقبض على أحد المتعاطين، وهو يعرف أنه من أهله، ولم يعتذر عن أداء المهمة، بل أصر على تنفيذها بنفسه.
وأكد أن رجال المكافحة يتعاملون مع جرائم المخدرات استناداً إلى معلومات دقيقة، قبل التحرك للقبض على أي شخص يشتبه في تورطه في إحدى هذه الجرائم. وتتعامل الإدارة بحس المسؤولية وروح القانون للحفاظ على حياة الأفراد أثناء عمليات المداهمة والقبض على المجرمين، لأن الهدف هو القبض على المتهم وتطبيق القانون والعدالة بحقه.
الرغبة في التجربة
أكدت شرطة أبوظبي أن حُب التجربة، والفراغ وغياب دور الأسرة، ورفقاء السوء، من أبرز أسباب تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب، محذرة من الأضرار الصحية والسلوكية والاقتصادية الخطرة لهذه الآفة، مشيرة إلى أن القانون الاتحادي لمكافحة المخدرات يحمي المبلّغين ويكفل السرية التامة.
فرصة أمل
تحرص شرطة أبوظبي من خلال خدمة «فرصة أمل» على التعامل مع البلاغات التي تردها بسرية وخصوصية تامة، وتستهدف تقديم العلاج للمريض وفق أعلى المعايير، من خلال المركز الوطني للتأهيل، ومساعدته على العودة إلى الطريق الصحيح.
وأكدت أن «فرصة أمل» تُعدّ وسيلة مهمة لمساعدة الأسر على علاج أبنائها الذين وقعوا ضحية آفة المخدرات، من خلال التواصل مع الخدمة، حيث يتم التعامل مع الحالات مباشرة، وإيداع المريض في أحد مراكز علاج الإدمان، بسرية تامة، للحفاظ على سمعة الأسرة.
• القانون يمنح المتعافي شهادة حسن سيرة وسلوك، في حال التزامه لمدة 6 أشهر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news